احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 18:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وكأن فيلم باربي والضجة التي حوله قد زلزلت أركان هذا البلد وهذه الأمة التي أستغرب كيف لفيلم عادي جدًا لم يحتو سوى على مشهد عابر يزعزع إسلام عمره 14 قرن؟ وكأنه ضرب أسفين بينه وبين الفرح، السعادة، التسامح، الحب، النجاح، هذه هي الحياة مقابل الجهل الحسد، الكراهية، التشدّد، التطرف الديني، الحقد، هذا هو الجحيم، فالإنسان بإمكانه الحياة أو العيش في الجحيم من خلال الحياة ذاتها وكيفية عيشه فيها، الأخلاق بلا دين أفضل من الدين بلا أخلاق، لو تأملناها لوجدنا ان أمم قامت وانهارت في ضوء هذه المقولة وأمم فقدت حضاراتها وسقطت وأمم نهضت من منطلق فهم هذه العبارة ماذا ينفع ان نرى متديناً بلا اخلاق؟
أكثر من 30 نائبًا برلمانيًا احتشدوا ضد الفيلم بينما لم يحرك شعره فيهم وقف زيادة التقاعد وفرض الضرائب. خطب منبرية رنانة ووسائل تواصل، بكاء ونواح ولا استبعد تظاهر واحتجاجات تعم الأمم.
ما حاجتنا اليوم وفي هذا الزمن الذي فقدت فيه الحياة معيار العقل والحكمة واستبدلته بالنفاق؟ لقد فقدنا جزء كبير من مجتمعنا البحريني الصغير الذي عاش بكنف المحبة والتسامح، وانتشرت الأفكار المتطرفة والتي بسببها راحت تنتشر الكثير من البدع والاجتهادات والفتاوي من شباب حديثي التخرج بدعوى التطوع والإفتاء بلا معايير ولا حكمة ولا وعي، متى يستفيق هؤلاء من وهم الإرشاد؟ ومتى يدرك المواطن العادي انه لا يحتاج الى كل هؤلاء الدعاة الجدد بقدر ما هو بحاجة الى خبراء واقتصاديين وحكماء وأصحاب فكر كبقية دول العالم لتحقيق السعادة للجميع وليس للتخويف وارهاب الناس واغلاق الابواب عليهم وحرمانهم من حرياتهم الخاصة والثورة على فيلم سينائي كفيلم باربي.
لقد تاه مجتمعنا وضاع جيلنا وضاعت البوصلة في حياتنا بسبب انتشار الخلط بين الاخلاق وبين الحياة وبين السياسة، لقد اسْتُغِلَت الاخلاق أقصى درجات الاستغلال، وتحت يافطة الفضيلة ضاعت القضايا وضاعت الحقوق وضاعت الحريات وبدلاً من ان نرى المواطن يعيش في بحبوحة مثل غيره في العالم وبدلاً من التركيز على التنمية والبناء والتعليم وتحسين مستوى المعيشة نرى الانشغال بالأخلاق وبالدعاوي المتطرفة إلى أن بلغ الأمر كما، نبش القبور وإزالة الشواهد عنها، حتى الموتى لم يسلموا من موجة التشدّد والفتاوي المجنونة.
لم تعرف البحرين مثل هذه الأفكار الجاهلية فنحن نعيش منذ أكثر من قرن كانت البحرين واحة للتسامح والاعتدال وبث الفرح والسعادة بقلوب الناس، فما الجديد الذي يراه هؤلاء المتشددين... الشمس لا تحجبها الغيوم بل تجملها، كذلك الحقيقة أفيقوا.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟