أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس كاظم الجنابي - المفارقة في حكايات (الفاشوش في حُكم قراقوش)















المزيد.....

المفارقة في حكايات (الفاشوش في حُكم قراقوش)


قيس كاظم الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


-1-
في عصور الاستبداد والخوف، تشكل النادرة والنكتة بلّورة/ ثيمة لنقد الواقع والحاكم المتسلط، بطريقة مثيرة تستخدم فيها الشخصية قناعاً ،أو هدفاً للسخرية والتندر، تحيل بصورة غير مباشرة الى الحاكم، كما في استخدام شخصيات شبه واقعية مثل البهلول في العصور العباسية مستهدفين شخصية الخليفة العباسي هارون الرشيد، وكذلك الحال مع شخصية جحا في الحكايات الشعبية والنوادر المختلفة والتي جمعت وصارت تعبيراً عن نقد لاذع لمنظومة سياسية متسلطة، سببت الخراب للبلاد والعباد، فعمدوا الى تعريتها وكشف تناقضاتها وهشاشتها.
صنّف أولاً الأسعد بن الخطير بن مماتي (ت نحو 1200م) كراساً هو عبارة عن مجموعة نوادر عنوانه(الفاشوش في حُكم قراقوش)،ويقال فيه نوادر ذات طبيعة جنسية وأشياء مكذوبة تحاول الإساءة الى شخصية صلاح الدين الأيوبي قد جرى حذفها.
كما نسبت حكايات أخرى الى جلال الدين السيوطي (ت نحو 1505م) بعنوان (الفاشوش في أحكام وحكايات قراقوش)،ويقال انها من مقاماته المائة،ويرى حاجي خليفة في كتابه (كشف الظنون) ان السيوطي ألف كتابه هذا فاستعار من ابن مماتي كتابه وساق الألفاظ في تأليفه بعبارته وادعى انه له،وهو من مقاماته المائة.[ كشف الظنون: حاجي خليفة ، دار الكتب العلمية (بيروت، 1413هـ/1992م)، 2/1215]
والحقيقة ان حكايات الفاشوش في كتابي ابن مماتي والسيوطي، ربما منسوبة الى كل منهما، أو منحولة لهما،وهي أقرب الى الحكايات التراثية، وأفكارها ومضامينها وأسلوبها الساخر ولغتها الوسطية بين العامية والفصحى أقرب الى الحكاية الشعبية، أما سبب تأليف مثل هذا الكتاب ، فان قراقوش عاش في مرحلة التحول بين نظامين للحكم، حيث تحولت مصر من حكم الدولة الفاطمية الى التبعية للدولة العباسية، بعد قرار اتخذه صلاح الدين الأيوبي وكان نائبه ويده اليمنى شخص اسمه قراقوش، وهو بهاء الدين قراشوش من أعيان أتباع أسد الدين شيركوه، فكتب اليه نور الدين زنكي يأمره بقطع الخطبة عن العاضد الفاطمي واقماتها الى المستضيء العباسي.[ الكامل في التاريخ: ابن الأثير الشيباني، تح عبدالله القاضي، دار الكتب العلمية ، ط2(بيروت،1415هـ)،10/33]
والفاشوش، تعبير عن الفشل، والحماقة والضعف في قدرات هذه الشخصية، وقد استخدم الكاتب المصري السخرية وسيلة للنيل من قراقوش، وجعله قناعاً له يختفي وراءه سخطه السياسي، وهذا الأسلوب يسمى في النقد الحديث بالمفارقة، وله علاقة بمؤثرات المسرح الكوميدي على الثقافة العربية.
-2-
يتكون كتاب (الفاشوش) من قسمين: الأول حكايات منسوبة الى ابن مماتي، والثاني حكايات منسوبة للسيوطي، وما بينهما جمع لأشتات مختلفة عن أسلوب السخرية (المفارقة) عند العرب والأوربيين والمصريين بشكل خاص، حتى ظهور حكايات (أبو نظارة)في الصحافة الحديثة، وخيال الظل، والروايات المصرية المبكرة بصفة مقامات، وبين المجموعتين حشرت الكثير من المقالات،وكانت هذه الحكايات قد نشرت وتلتها دراسة لعبداللطيف حمزة،ضمن كتاب اليوم، من دون حكايات السيوطي التي أضيفت فيما بعد،مما يعني انها منتحلة.
يعتقد ان حكايات كتاب(الفاشوش) هي تعبير عن مزاج المجتمع المصري الذي يميل الى النقد حين يعجز عن التغلب على الحاكم، فلا يجد أمامه سوى السخرية والضحك، فتكون مكشوفة حيناً، وتكون مستورة أحياناً.[ الفاشوش في حكم قراشوش، منشورات الجمل، بيوت – بغداد،2015م/ص 135]
والسخرية ، هنا، قائمة على المقابلة بين الحق والباطل، أو بين الصدق والكذب، أو بين الطبع والتكلف، وبعبارة مختصرة بين ما يكون وما ينبغي أن يكون!![ص118]
ووفقا للمعايير النقدية الحديثة تبدو هذه العناصر هي عناصر المفارقة والتي تعني أن تقول شيئاً وتقصد العكس ،ولكنك قد تسأل صاحبك ان كان لا يدخل من باب المفارقة مشهد نشال محترف تنشل نقوده أثناء قيامه آمناً بعمله المعتاد.[ المفارقة: د. سي. ميوميك، ترجمة د. عبد الواحد لؤلؤة ، موسوعة المصطلح النقدي – وزارة الثقافة والاعلام، دار الرشيد للنشر – طبع دار الحرية للطباعة( بغداد، 1982م)، ص16-17]
لقد قامت الحكاية التراثية العربية بمثل ما قامت عليه حكايات الفاشوش، لأنها نسق من الكلام يروى عبر سلسلة أحداث ومواقف لها هدف ،والتاريخ سرد لأحداث الماضي يهدفان الى العبرة والتوثيق، فكلاهما يرتبط بالسرد والماضي والهدف التعليمي والوعظ.[ الحكاية التراثية تنوع الافكار ووحدة التأثير: قيس كاظم الجنابي، الموسوعة الثقافية ، ع(27)، دار الشؤون لثقافية العامة(بغداد،2006م)، ص40].
فكانت عناصر الحكاية الشعبية والنادرة والنكة في كتاب (الفاشوش) تعج بالسخرية التي تقصَّد كاتبها بثها في حكاياته، وهي متقاربة الشكل والبناء والتصوير، ولا تختلف فيها مجموعة ابن مماتي والسيوطي الا في العدد،فهي (23) حكاية للأول و(20) حكاية لدى الثاني. وهذا التباين في العدد له علاقة بالموضوع وتدخل الرواة وحذفهم لبعض الحكايات بذريعة وجود الفحش في بعضها.
بالطبع كل حكاية مستقلة عن الأخرى، ولكنها متشابه في بنيتها وموضوعها وقصديتها، ولكن لكل حكاية بناء تقوم عليه يحفظ لها خصوصيتها، والأساس الذي تقوم عليه كل حكاية هو أسلوب المفارقة وقلب الموازين رأساً على عقب، كما في حكايات الحمقى والمغفلين لدى ابن الجوزي؛ ففي حكايات ابن مماتي تبدأ الحكاية الأولى بخلاف بين المرأة حجازية سوداء، مع جاريتها التركية البيضاء، وبدلاً من أن ينصف قراقوش السيدة الحجازية السمراء، لأنها مالكة الجارية وسيدتها، يلقي بالسيدة في السجن ويجعل خيارها وحريتها بيد جاريتها البيضاء، في ظل نزعة عنصرية كان يتصرف بها الحاكم.
والحكاية منذ البداية تعرض بموقف قراقوش ،وتقول عنه:
" كان قراقوش رجلاً صقلبياً، يميل الى البيض ،ويكره السود، واضطرته الظروف في يوم ما الى الحكم بين امرأة حجازية،وجارية لها تركية".[ص16]
وتبدو رغبة مصنف الحكاية في خلق التوتر المطلوب، فيعمد الى استخدام الحوار ، من خلال حديث المرأة الحجازية مع قراقوش، حيث تقول:
" ان هذه جاريتي قد أساءت الأدب عليّ".
فنظر قراقوش الى بياض الجارية التركية،وسواد الحجازية؛ فقال للحجازية:
" ويلك! خلق الله جارية تركية لجارية سوداء حجازية؟ ما أنا بأحمق أو مغفل ! يا عثمان ودوا هذه الحجازية الحجرة"![ص16]
هذا الموقف له صلة بتسلط الأتراك وهيمنة الجنس الأبيض على حكم مصر، في عهد المماليك، وكان المنطق الطبقي بالطبع يقضي بأن تطيع الجارية سيدتها مهما كان لونها، لأن الرق كان نظاماً سائداً لا نقاش فيه ، ثم تستمر الحكاية .وحين تصرح الحجازية برغبتها بعتق جاريتها، يكون موقف قراقوش مختلفاً فهو يريد أن يكون حق العتق من حق الجارية التركية؛ وهكذا انقلبت الموازين.
أما الحكاية الثانية، فكانت عن ثلاثة رجال:أحدهم (أجرد) اللحية،ولحيته مضمرة مثل قراقوش الخصي، فنتف الأجرد لحيتي الرجلين الآخرين، فاشتكيا على الأجرد عند قراقوش، فكان حكمه في نهاية الحكاية حكماً لا رجعة فيه،وهو تعبير عن موقف متسرع، من دون أخذ الأدلة اللازمة،حيث قال:
" ويلكم نتفتم ذَقْن هذا الصبي وجئتم تشكونه اليَ، ودوهما الى الحبس،ولاتخرجوهما حتى تطلع ذقن هذا الصبي"![ص18]
وهنا يبدو حجم المفارقة، ذلك ان الصبي(الأجرد) لا ينبت له شعر في ذقنه،وبالتالي فان الحكم على الرجلين بالسجن هو حكم مؤبد، واللغة التي تتحدث بها الحكايات لغة وسطية ليست فصيحى ولا عامية، لهذا يستخدم كلمة (ودوا)؛أي ابعثوا أو ضعوا ، كنوع من الميل الى التسهيل والحديث المبسط، والثقافة العادية لقراقوش.
يستخدم في الحكاية الثالثة كلمة (أيش) العامية ، بمعنى (أي شيء)؛وهذه الحكاية من أغرب الحكايات التي تعبر عن الأحكام المجانية وعدم وجود قيود أو سجلات خاصة بالسجون،وان الحكم هو مجرد نزعة مزاجية للسيطرة على الناس؛ ففي هذه الحكاية تشكو المرأة ابنها الى قراقوش، فيأمر بحبسه لمدة سنة، فلم تستطع أن تصبر ليلتها على فراقه، فذهبت الى السجناء تبحث عن حلّ،فوجهوها الى ان تقول له: ان السنة قد انتهت وجاءت تبحث عنه، فأمر باطلاق سراحه حتى ينقضي الأسبوع الأخير، لهذا انتهت الحكاية بقول قراقوش:
" يا امرأة حتى تغرب الشمس!
يا غلام: اذا غربت الشمس فأطلق لها ولدها من الحبس. ولا ترجعي تجيبيه،أو يحبسوه سنتين!!".[ص20]
في غالب هذه الحكايات تنتهي الحكاية بنهاية سريعة تشبه الى حدٍّ ما لحظة التنوير في القصة القصيرة، وهي تحمل معها بهجة المفارقة بين الواقع والتصور.
-2-
لكل حكاية موضوعها الذي ترتكز عليه،وتستخدم السخرية وأسلوب المفارقة، الذي يكشف عن حماقة قراقوش، وجهله وبساطة ثقافته، مما يزيد نسبة السخرية والاحساس بانه شبه مجنون، ففي الحكاية الرابعة ، يسابق قراقوش شخصاً من اتباعه على فرسه، فيسبقه، فيحلف قراقوش ان لا يعلف فرسه لمة ثلاثة أيام، فلما اعترض عليه خصمه في السباق، يقول له:" احلف لي انك اذا علفته يا هذا لا تعلمه أنني دريت بذلك".[ص21]
حيث تكون الموازين في معاملة الفرس كمعاملة الانسان العاقل؛ ومثل هذا التندر يحمل معه ارثاً متوارثاً من الغباء والاستبداد والجور، والنظر للأشياء نظرة واحدة لا تميز بين العاقل وغير العاقل،والمصنف يسوق الحكاية من بدايتها الى نهايتها بسرعة متناهية، حتى يدلل للقارئ ، بان هذه الحكاية هي جزء من حكايات وظروف ومواقف متداولة وسائدة في مجتمع يحكمه ولاة جهلاء ينفذون سطوة أسيادهم المماليك.
أما الحكاية الخامسة فهي من أغرب الحكايات،في تبدل الأحكام وحدة المزاج؛ وهذا ما يسري على مجمل الحكايات الأخرى، حيث تكون نهاية الحكاية بحكم جائر ضد المظلوم/ المشتكي على الظالم ،وبهذا يهرب المظلوم بجلده؛ وهذا ما يبدو على الحكاية الخامسة حين يصدر قراقوش أمراً بشنق صانع الاقفاص،وفي الثامنة يتعرض القاضي للعسف ،وهويمثل العدل، من دون وجه حق، وفي التاسعة يحلف الناس" انهم لا يقعدون ما دام قراقوش في البلد حاكماً".[ص27]وكذلك الحال في الحكاية الثانية عشرة.
ومن الطرائف المهمة الحكاية الرابعة عشرة ، التي تحكي ان قراقوش نشر قميصه،فلما وقع القميص من الحبل، تصدّق بألف درهم وقال:
" لو كنت لابساً هذا القميص وقت وقوعه لانكسرت!".[ص32]
ومن طبيعة مثل هذه الحكاية انها تعرض شخصية البطل /قراقوش وكأنه يعيش خارج الزمن الحقيقي، كما في الحكاية الخامسة عشرة حينما جاءته امرأة توفي زوجها وتريد له كفناً، وكان قراقوش قد وزع الصدقات ولم يبق منها شيء ، فقال له:
"أما الصدقة بتاع هذه السنة ففرغت. ولكن اذا جاءت السنة الآتية فتعالي نأمر لك بكفن ان شاء الله تعالى".[ص33]
يشعر المتأمل لعقلية وطريقة فهم الحاكم هذا بالرثاء، فلم ينظر الى حاجة الميت الى الدفن السريع، فكأنه يتلاعب بالزمن على هواه،وهذا ما يبدو على كيفية النظر الى قضايا السجناء وطبيعة التعامل مع الزمن؛ فالقاضي يسجن والركبدار المخطئ طليق ،وصانع الاقفاص يشنق.
ويشير دارس هذه الحكايات الى انه حذف بعضها لما فيها من فحش،ولكنه أبقى ما فيه رمزية مضمرة، تقوم على استخدام أسلوب المفارقة ؛ ففي الحكاية السادسة عشرة يعتدي الجندي على زوجة الفلاح وهي في شهرها السابع فيسقط جنينها، فلما اشتكى الفلاح على الجندي يكون جواب قراقوش ان تبقى المرأة لدى الجندي حتى تحمل وتصبح في شهرها السابع فياتي الفلاح ليأخذها. فيترك الفلاح حقه ويهرب،حيث تتردد جملة (اترك أجري على الله)، في أكثر من حكاية.
أما موقف الحاكم من التعامل مع الأشياء الجامدة وغير العاقلة، فهو موقف يكشف عن طبيعة الجهل بمقدرات الخلق ، كما في تعامله مع الباب والخشب وماء نهر النيل،وفي الحكاية الأخيرة يدخل خصمان يدعى احدهما أن الآخر عض اذنه، فيحاول قراقوش عض اذنه أيضاً حين سمع من الجاني انه لم يفعل ولكن صاحبه هو الذي فعل بنفسه وادعى عليه، فيعلن قراقوش حكمه على المجني عليه بالقول:
" أنت الذي عضيت أذن الرجل هذا ،وكسرت ذراعي زيادة على ذلك!".[ص43] وكان قراقوش حاول ان يعض اذنه فانكسرت ذراعه فانتقم من المظلوم.
بالطبع تثير هذه الحكاية وغيرها من الحكايات الكثير من التساؤلات،حول اختيار الشخصية المستهدفة وعرضها بطريقة ساخرة لا تنسجم مع المنطق والحياة والظروف،ويبدو ان المصنف اختارها بطريقة ذكية تحمل معها روح الانتقام من الحكام، من خلال القناع الذي اختاره الا وهو قراقوش، وقد تجاوزت هذه الحكايات في بساطتها وحماقتها حكايات البهلول الهادفة وحكايات جحا الساخرة، وتبدو ترسلات هذه الحكايات أقرب الى ترسلات أبي حيان التوحيدي،لأنه أقرب زمنياً الى عهد الحروب الصليبية، والتي تمثل المرحلة الثانية من مراحل كتابة الرسائل الأدبية.
-3-
أما حكايات السيوطي عن قراقوش، فهي بعنوان (الفاشوش في أحكام وحكايات قراقوش)؛ وهي عشرون حكاية منحولة أو معاد تصديرها وسردها ،وسلخها كاملة أحياناً، كما في الحكاية الأولى وغيرها من الحكايات، وفي هذه الحكايات تحضر شخصية الكردي لتكون موضوعاً للسخرية، بعد أن كانت شخصية الآخر مختلفة في حكايات ابن مماتي، وفي الحكاية الأولى يكون الحاكم هو الوزير، ولكن مضمون الحكاية واحد ، كما سبق وان تحدثنا عن ذلك، ولكن بعض الألفاظ تتبدل والجمل ولكن النهاية واحدة،وكذلك الحال في الحكايتين الثانية والثالثة، أما الحكاية الرابعة فهي مختلفة نوعاً ما، ولكنها بنيت على وفق سياقات ونظام الحكايات السابقة، فالفضل في انشاء هذه الحكايات يعود الى ابن مماتي ، الذي ابتكرها، وهي من تصنيفه على غرار النوادر العربية تحمل معها أهدافها السياسية والاجتماعية.
وهذا ما يشير الى أن ذهن ابن مماتي كان مشحوناً بالكثير من نوادر الحمقى والمجانين والمغفلين وأمثالهم، على نحو ما يستحسن بعض الظرفاء من الناس في أذهانهم بأكبر عدد ممكن من النكات في أيامنا هذه؛ ومع ذلك فان قراقوش كان رجلاً عسكري الطبع،وكان شديداًعلى القاهريين حين احتاج الى بعضهم للعمل مع الأسرى في بناء الأسوار والحصون.[ص270]
تعبر هذه الحكايات عن الواقع المحيط بها وقت كتابتها؛ فقد تركزت حكايات ابن مماتي حول قراقوش،بينما تركزت حكايات السيوطي حول شخصية الوزير،وصارت الشخصية الكردية هدفاً للسخرية والتندر،ويبدو ان بعض الولاة والمتحصلين والموظفين الذين كانوا تحت حكم المماليك كانوا من الأكراد،كما كان بعض الولاة من الأكراد، فصار الكردي هدفاً للتندر في عهد السيوطي؛ بينما كان التندر في عهد صلاح الدين حول شخصية قراقوش،ويبدو ان التندر حول الشخصية انتقل الى العراق، فصار العرب والكرد يتبادلون النكات حول بعضهم البعض بطريقة سمجة.



#قيس_كاظم_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعرية الخيانة في كتاب (مخاطبات الوزراء السبعة)
- ذكريات مؤجلة في (الرحلة الناقصة)
- السرد والمقام في كتاب (العبرة الشافية والفكرة الوافية)
- هل كانت قصيدة النثر سومرية..؟
- شعرية التزوير في حكايتين عربيتين
- ذكريات سياسية في كتاب (مقتطفات من الذاكرة)
- بنية التوقيع في قصائد : اكليل موسيقى على جثة بيانو - للشاعر ...


المزيد.....




- من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق ...
- الغاوون:قصيدة (نصف آخر) الشاعر عادل التوني.مصر.
- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الغاوون:قصيدة (جحود ) الشاعرمدحت سبيع.مصر.
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس كاظم الجنابي - المفارقة في حكايات (الفاشوش في حُكم قراقوش)