أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - كل شيء على ما يرام...فما حاجتكم إلى الانتخابات ؟














المزيد.....

كل شيء على ما يرام...فما حاجتكم إلى الانتخابات ؟


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7698 - 2023 / 8 / 9 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ضغوط أمريكية شديدة اتفق القوم في شمال العراق على إجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان في الخامس والعشرين من شهر شباط القادم. ولحد هذه اللحظة لا يعرف اي شيء، باستثناء التاريخ المذكور اعلاه، عن عملية الانتخابات بمجملها، بعد أن دخل برلمان الاقليم في مرحلة اللاشرعية (وهل كانت لديه شرعية حقا؟) واصبح عاطل عن العمل بحكم الامر الواقع. والحكومة في الاقليم اصبحت حكومة تصريف اعمال,. ويمكن تسميتها "حكومة تصريف أعمال العوائل الحاكمة" في اربيل والسليمانية. مع استمرار عمليات نهب وتهريب نفط الاقليم التي تجري على قدم وساق ومئات الشاحنات يوميا. كما ان مفوضية الانتخابات هناك هي الاخرى فقدت صلاحيتها الممنوحة لها من قبل العوائل المتنفذة. وتنتظر دفنها في مقبرة النسيان المجاورة لمزبلة التاريخ.
وبالتالي لم تبق امام حكام الاقليم نافذة مفتوحة على العالم سوى نافذة بغداد. فهرولوا الى عاصمة العراق. لا لتحدي الحكومة المركزية هذه المرة كما كانوا يفعلون. ولا لفرض شروطهم التعحيزية على العراق والعراقيين. ولا للمطالبة بالمزيد من الحقوق دون مقابل. كما فعلوا على مدى عقدين من الزمن. لا ابدا. لا شيء من كل هذا. لقد ذهبوا الى بغداد فقط من اجل التفاوض حول مسالة "إنتخابات الاقليم" وكيفية ادارتها من قبل مفوضية الانتخابات العليا في بغداد. وهذا يعني أن القوم في شمال الوطن اكتشفوا اصولهم العراقية وانتماءهم الى ارض الرافدين. وان عودتهم الى حضن العراق تستحق التقدير والاعجاب، اذا كانت النوايا حسنة والقلوب صافية.
ان من ينتظر تغييرا، ولو بحجم اليد، من انتخابات إقليم كردستان، فهو واهم وفي السياسة في ضلال مبين. فالاقليم هو المنطقة الوحيدة في العالم التي تقف، من الناحية السياسية، ضد التطور التاريخي والاجتماعي. واذا افترضنا، وهو افتراض ضئيل، ان الانتخابات في الاقليم جرت بكل نزاهة وشفافية ومصداقية واعترف بها العالم اجمع، فما هي النتائج النهائية التي تتوقعونها؟ هل تخسر العوائل الحاكمة نصف مقاعدها مثلا؟ ان أمرا كهذا من سابع المستحيلات. واذا حصل، وهو امل ضعيف جدا، يمكن أن يفقد حزبا بارزاني وطالباني ثلاثة أو أربعة مقاعد على اكثر تقدير. وربما يحصل العكس ايضا. واذا أخذنا في الاعتبار ان حزب بارزاني لديه حاليا ٥٤ مقعدا في برلمان الاقليم، فاي تغيير تنتظرون يا "خائبي الظن" من الانتخابات القادمة؟
لقد حكمت الاقدار على الشعب الكردي في شمال العراق أن تحكمه عائلة البارزاني إلى يوم القيامة. ولا مفرّ من حكم الاقدار. حتى لو جرت ثلاث انتخابات في السنة الواحدة.
ان البعض من ذوي الميول الانتخابية يتحدث عن إمكانية حصول "فراغ دستوري" في الاقليم ان لم تجرِ الانتخابات فيه. وحقيقة أن هذا الكلام عجيب غريب. لان كل ما يحصل في الاقليم هو شان"عائلي" ولا علاقة له باي دستور او قانون. علما أنه لا يوجد دستور في اية بلاد في العالم يسمح لعائلة واحدة، كعائلة السيد البارزاني، أن تحكم لعشرات السنين. وتملك ثروات طائلة وقوات مسلحة تابعة لها (وليس تابعة للاقليم) وجيوش إلكترونية منتشرة في كل مكان، وإعلام حديث مدفوع الثمن. كلها في خدمة الحزب - العائلة. وبرايي المتواضع، لا توجد حاجة لإجراء انتخابات في اقليم كردستان العراق، فكل شيء على ما يرام ! واذا جرت فالنتائج معروفة مسبقا. وهي كالتالي: حزب آل بارزاني سيحصل على أعلى الأصوات. ثم يليه حزب آل طالباني. وبعده حراك الجيل الجديد وحركة التغيير. وفي الختام سوف تتشكل حكومة جديدة - قديمة يرأسها مسرور بارزاني، رئيس الحكومة الحالي. بعد أن يدغدغ مشاعر ومصالح بعض الأحزاب الصغيرة الباحثة عن موطيء قدم حتى وإن كان في بركة اوحال. وعند ذاك سيقول البعض، وانا اولهم، رجعت حليمة إلى عادتها القديمة !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اما زال الشعب مصدر السلطات...كما يُقال ؟
- نظام اوكرانيا على حافّة الانهيار
- زيلينسكي، كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها !
- بعضُ -المسائل العالقة- ما زالت عصيّة على الحل !
- يسارهم ويمينهم وجهان لعملة أمريكية واحدة
- من قلّة الخيل شدّوا عالكلاب سروج !
- ٢٨١ حزباً سياسياً في العراق ! ما شاء الله ...
- لا امنح وقع خطاي لرصيفٍ يجهلني
- وفسد فاسدٌ من أهلها !
- اردوغان وزيلينسكي...حفنة وعود اطلسية
- الصفة تتبع الموصوف...في العراق يحصل العكس !
- يا نمرود الانبار...من أين لك هذا وذاك؟
- سبحان الشيّخ العگروگ عل الرگ...زيلينسكي نموذجاً
- الكلمات الرنّانة والعبارات الطنّانة لا تغيّر أنظمة ولا تُسقط ...
- دائما في الاتجاه الخطأ...وعلى نفقتي الخاصة !
- يا اشقاءنا في الوطن، لماذا تكرهوننا؟ (الى هذه الدرجة !)
- يا حسافة...ما دامتْ الفرحة يا زيلينسكي !
- بارزاني في انقرة: ذهب ليُقرّب بعيداً ويُبعد قريباً !
- وشهد شاهدٌ من اهلِها...ومن اهلِنا أيضا !
- اذا كان جو بايدن بالدّفِ ناقراً...


المزيد.....




- الخارجية الروسية تستدعي السفيرة الأمريكية في موسكو وتكشف الس ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- بعد موت رئيسي.. الإيرانيون يتجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيا ...
- منطقة الساحل بعد الانقلابات - بين الإحباط والصحوة
- موسكو تحمل واشنطن مسؤولية هجوم دموي بالقرم وتتوعد بـ-عواقب- ...
- Hello world!
- موسكو: ضلوع واشنطن في اعتداء سيفاستوبول واضح ولن نترك هذه ال ...
- مشهد مروع لسقوط مساعدات إنسانية فوق خيمة للنازحين وتسويتها ب ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي في داغستان إلى 20 وإصابة ...
- -فتح- تحمّل -حماس- مسؤولية -إفشال- جميع الحوارات السابقة


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - كل شيء على ما يرام...فما حاجتكم إلى الانتخابات ؟