أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - النيجر والاستعمار الجديد!














المزيد.....


النيجر والاستعمار الجديد!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الانقلاب العسكري الذي حصل في النيجر قبل أيام، فجر في الوقت نفسه مدى عمق الصراع العالمي وعدم الاستقرار السياسي العالمي. ليس من الصدفة ان تحدث الانقلابات العسكرية في القارة الافريقية في ظل الظروف والصراعات والتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية… ان التغير في ميزان القوى العالمية والتغير في المكانة الاقتصادية للعالم القديم المتمثل بنزول المنحنى الاقتصادي الأمريكي والغربي، المسيطر على العالم حتى وقت قريب. بدأ بالعد التنازلي وصعود القوة الاقتصادية الصينية والهندية والروسية والبرازيلية وجنوب افريقيا، في خضم الوضع المتأزم للنظام الاقتصاد الرأسمالي العالمي، هي جوهر ومحور التغيرات بالإضافة الى تحول ثلاث ارباع العالم نحو الفقر المدقع وارتفاع وتيرة الاحتجاجات الجماهيرية في العالم وخاصة في قلب الاقتصادات الغربية، تُعد هذه المظاهر من سمات عالم اليوم.

تظهر للعيان في اول وهلة بأن الانقلاب في النيجر هو بالضد من فرنسا الاستعمارية، وإراقة دماء الشعب النيجرية وبالضد من الشركات الفرنسية والغربية والتي تتسبب في افتقار والجوع والبطالة داخل المجتمع النيجر والتي هي جانب من الصحة، ولكن من هذه الناحية، ان ابطال الانقلاب اليوم كانوا جزء من السلطة السابقة وكان يتغذى على الثروة التي كانت تحصل عليها في حماية الشركات ومصالح الغربية. وتظهر من جانب اخر برفع الاعلام الروسية في التظاهرات المؤيدة للانقلابين كرمز المناهض للاستعمار الفرنسي والغربي والتي هي في الحقيقة ان حصلت فان أسماء الشركات فقط تتغير ومكان توجه الرأسمالي وارباحها تتغير اما نحو الصين او روسيا فهذا لا يغير شيئًا من الجوع والفقر وامتصاص الدماء الشعب النيجري وخاصة الطبقة العاملة والكادحة في هذا البلد.

ان إظهار دولة روسيا الحالية كرمز للمقاومة والاستعمار الغربي هو محل سخرية لان روسيا اليوم تبحث عن مصالحها الرأسمالية وتوسيع مناطق نفوذها كما تحاول الدول الغربية الأخرى وليس هنا مكان بان تلتقي مصالح الفقراء من العمال والكادحين مع مصالح روسيا قطعا وانما رؤيتان ومصلحتان مختلفتان ومتناقضان بين مصلحة روسيا والصين مع مصلحة العمال والكادحين والفقراء …

من جانب اخر قدمت الدول القادة الأفريقية ( اكواس) مهلة حتى يوم الاحد ان لم ترجع السلطة الى الحاكم السابق ألرئيس محمد بازوم فان التدخل العسكري، والقوة سوف تفرض على النيجر، حتى إجبارها على التخلي عن انقلابها العسكري. وان هذا القرار مدعوما من قبل أمريكا والغرب لإشعال حربا أخرى في القارة الافريقية وقد ينتشر اوارها نحو الدول الأخرى، وخاصة قررت الدول مثل بوركينا فاسو و مالي والچاد بان تقف بجانب السلطة الحالية في النيجر، أي ان الاندلاع القتال والحرب سوف تجري في القارة الافريقية وتؤدي الى عدم الاستقرار في هذه القارة رغم ازدياد الفقر والجوع بين شعوبها… نستخلص من احداث النيجر بان الدول الغربية وامريكا وروسيا والصين لا ترحم ابدا ولا يهم الذعر والخوف والقتال والدمار عندما تتجه مصالحها نحو الخطر ولا يهتم بقتل عشرات الالاف او مئات الالاف من الناس من جراء سياساتها كما فعلو في أوكرانيا والتي يُقتل يوميا الاف من الجنود الاوكراني والروسي فقط من أجل السيطرة والنفوذ والبحث عن المصالح الأغنياء والشركات… او التخطيط ولاستفزازات المتواصلة، وعدم الاستقرار في تايوان وشرق اسيا بين أمريكا والصين. ان هذه الحروب جميعها رجعية تجرى ضمن البحث عن المصالح الدول الامبريالية وعن تقسيم العالم والنفوذ بينهما… وكذلك لا الروسيا ولا الصين رمز للمقاومة ضد أمريكا والغرب وانما تبحث عن حصتها في التقسيم العالم من جديد والحصول على المزيد من المصالح، في القارة الافريقية…

ان العمال والكادحين في النيجر وفي افريقيا لا مصلحة لهم في الحروب الرجعية بين اللصوص وانما بالعكس سوف ينالون حصتهم من الفقر والجوع، ويزداد بؤسهم أكثر، وان فصل صفوفهم ومصالحهم عن مصالح حكوماتهم وعن مصالح حكومات الدول الغربية والشرقية هي الخطوة الإيجابية وهي الخطوة الصحيحة المناهضة للخطة الاستعمارية الجديدة والتي لا تختلف من الجوهر عن الاستعمار القديم التقليدية …



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!
- يوم المرأة العالمي والحرب في اوكرانيا!
- كيف نرى كارثة الزلزال في تركيا وسورية؟
- اذن يكمن أصل الأوضاع العالمية الحالية؟
- الطابع السياسي للتظاهرات النسوية في ايران!
- قضية الحجاب وحركة مهسا الاحتجاجية في إيران!
- حرب اقتصادية ام حرب عالمية!
- نفاق واضح لعالمنا اليوم!
- لماذا نطرح الان، بديل الحكومة الثورية الجماهيرية ؟
- الاستعداد، شرط واجب للنصر!
- مشكلة العواصف الترابية في العراق!
- رسالة الاول من ايار 2022 للعالم!
- اهمية الاول من ايار كسلاح عابر للقارات!
- الحرب في اوكرانيا وتأثيرها في حسم السلطة السياسية في العراق!
- عالم ما بعد حرب اوكرانيا!


المزيد.....




- شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
- بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟ ...
- هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
- باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ ...
- وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص ...
- تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
- من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين ...
- سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص ...
- وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - النيجر والاستعمار الجديد!