أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - مجتمع الدولة ودولة المجتمع














المزيد.....


مجتمع الدولة ودولة المجتمع


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاقة التواصل والتفاعل والحوار بين الدولة والمجتمع، هي العلاقة الايجابية، التي تتأسس على أساس معطيات الشفافية والثقة، ونقصد بها شفافية القرارات واطلاع المجتمع عليها، ومن ثم ثقته بها، وهو ما يجسر العلاقة بين الطرفين بروح من الايجابية والثقة، بعيد عن الريبة والشكوك، وهذا يمنح الدولة قدرة واقتدارا في مواجهة التحديات، من خلال دعم المجتمع لها والتفافة حول مؤسساتها، وبالتالي تراص الجبهة الداخلية ووحدتها.
والدولة التي تفتقد للثقة الشعبية لا يمكن أن تكون قوية، بل تعاني من الاختلالات والتشرذم في جبهتها الداخلية، واذا لم تحصل على دعم شعبي واسع لقراراتها وإجراءاتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، نظل في حالة وهن وفشل دائمين.
ويرى الباحثون في هذا الشأن أن مصدر هذه الاختلالات والأزمات التي تعانيها بعض الدول يعود إلى طبيعة النظام السياسي للدولة وعلاقتها معمجتمعها، التي تشوبها عوامل الريبة والشك وعدم الثقة، بسبب آليات التسلط والاستبداد في نشر الدولة لقيمها وبرامجها وعدم إقناع الجمهور بها.
وهنا لا بد من الإشارة إلى الفرق بين دولة تسلطية استبدادية تعتمد في نشر نفوذها وسيادتها على إقليمها ومواطنيها على المؤسسات القمعية والبوليسية، التي تعظم من شأنها، فتمنحها صلاحيات غير محدودة، فضلا عن رصد ميزانيات ضخمة لها من مواردها، فتسعى من خلال هذا إلى رصد ومتابعة وملاحقة المعارضين، ومراقبة سلوكهم ومواقفهم هذا، إن وجد هناك ما يمكن أن نطلق عليه معارضة، لأنها تقضي عليها في مهدها قبل أن يتبلور شكلها أو برنامجها وأهدافها.
وتضع النظم الاستبدادية في أولويات مهامها محاربة الحريات العامة. فالنظام التسلطي يرفع شعار (إن الحرية تعرض مصالح الوطن للخطر) لانها عدوة للنظام، وبالتالي فهي عدوة لمصالح المجتمع والدولة، لأنه النظام السياسي التسلطي يعتقد أنه المعبر الحقيقي والوحيد عن مصالح الدولة والمجتمع وأية معارضة له، يعني إعلان العداء والحرب على المجتمع والدولة واستهداف مصالحهما.
اما النظام الديمقراطي الذي ينظم علاقته بالمجتمع، من خلال الدستور والقوانين الضامنة للحريات، فيصبح وجود الدولة ومؤسساتها ونظامها السياسي برمته لخدمة المجتمع ورعاية مصالحه وحماية أمنه وتوفير حياة مستقرة له عكس وجود الدولة ونظامها الاستبدادي القمعي.
وفي حالة الانتقال من الاستبداد والتسلط إلى الديمقراطية تبرز الحاجة إلى إصلاحات واسعة تشمل تغيير مهام الأجهزة الأمنية وأشكال وآليات عملها من أمن النظام السياسي إلى أمن المجتمع، فضلا عن اصلاحات واسعة للمنظومة القانونية، لتكون ملائمة للحياة الديمقراطية الجديدة ونظامها السياسي الديمقراطي.
وهنا ظهر مفهوم العدالة الانتقالية وستراتيجياتها ومناهجها من أجل إصلاح مؤسسات الدولة، وإزالة آثار الاستبداد ومناهجه وممارساته في جميع المؤسسات.
ودون هذا الإصلاح تبقى ثقاقة التسلط والاستبداد والتسلط وآثاره فاعلة ومؤثرة، فتستمر بعض مؤسسات الدولة وبخاصة الامنية منها بذات الاساليب والممارسات، التي كانت تقوم بها في العهد الاستبدادي، فتبقى أوضاع المجتمع متوترة تشوبها المخاوف وعدم الثقة وهو ما يشكل عائقا في زرع عوامل الثقة بالنظام السياسي، إذ تبرز بعض الانتهاكات لحقوق الإنسان والحريات العامة.
دون الشفافية والمكاشفة ستعيش الحكومة في عزلة عن مجتمعها، الذي لا يعرف إلى أين تتجه به.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان 2003 ..سقوط العقل العربي
- مخاوف متبادلة
- قانون جرائم المعلوماتيَّة..انتهاك لحرية التعبير
- ضعف الدور التشريعي وتجاهل الدور الرقابي
- خطاب الكراهية في مجتمعات التنوع
- مابعد داعش..صناعة السلام في المناطق المحررة
- المعارضة البرلمانية التي غيبتها المحاصصة
- الصراع بين الدولة واللا دولة
- الحكم اللامركزي في العراق
- رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي... الفرص والتهديدات
- رواية ترتر .. ..بريق الحداثة وظلام القدامة
- قراءة سسيوثقافية في رواية -شبح نصفي-
- انتفاضة تموز صفحة مجيدة في مواجهة الانحراف والفساد
- الانتخابات العراقية
- السلوك الانتخابي
- المشاركة في الانتخابات حق ام واجب؟
- استهداف المرشحات
- برامج المرشحين وآمال الناخبين
- معلمان في صف واحد
- وفاء متأخر....مهملون في حياتهم محتفى بهم حين موتهم


المزيد.....




- هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت ...
- المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
- مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس ...
- عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا ...
- بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية ...
- -ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على ...
- مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق ...
- أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
- باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية ...
- تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - مجتمع الدولة ودولة المجتمع