(إنني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها)

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مذى من الاشهر الثلاثة القادمة ..15 يوما" ومن خلال عدة معطيات على الارض .. واستنتاجا" للعديد من الحالات الاقليمية والدولية فإني أرى.. أن منطقتنا ستكون برمتها مقبلة على تغييرات جذرية حقيقية، قد يكون هذا التغيير قد تأخر نوعا" ما, كالحظر الجوي فوق كل من سوريا والعراق ولبنان ، وهو كان من المقروض حسب معطيات اكيدة من البنتاغون منذ منتضف شهر اغسطس من العام الماضي . وذلك لوقف ولمنع العربدة الايرانية وتماديها المتزايد وصولا إلى قصقصة أجنحة مع تقليم أظافر إيران في المنطقة, بالاضافة الى منع روسيا وتحجيمها من أن تستفرد بالمنطقة, ولكي لا تبسط نفوذها أكثر في سوريا, وخصوصا التخبط الروسي بعد اغراقها في الوحل الاوكراني
وما قامت به تركيا مؤخرا من موافقتها على دخول السويد في حلف الناتو تحديا" تركيا" واضحا" للدب الروسي .. عدا عن التحدي السابق في العام الماضي وهو تطبيق اتفاقية مونترو التي تمنع السفن الحربية الروسية من العبور من مضائقها البحرية بالاضافة إلى حظر الطيران الروسي من عبور أجوائها في فترات كثيرة ، وستكون هذه الإجراءات التركية هي مقدمة حقيقية وواضحة للحظر الجوي في عموم المنطقة وذلك بالتنسيق مع شركائها في حلف الناتو ... وهذا نجاح يسجل لصالح البيت الابيض
و مما لا شك فيه فان العم سام الآن يعمل بدهاء وذكاء وخبث سياسي منقطع النظير
حيث نجحت ايضا" الولايات المتحدة في دق الاسفين بين الروسي والايراني عبر الابتزاز الأمريكي للملف النووي الإيراني والذي يحاول الإيرانيين توقيع الاتفاق بأي شكل مقابل رفع العقوبات عنها واستغلال بيع نفطها للأسواق العالميه بالأسعار الجديدة المرتفعه
وهذا ما تسعى اليه امريكا و ترغب به لتعويض نقص الطاقه لشركائها الاوربين وبذلك يتم الاستغناء كلياُ عن كافة المنتجات البترولية الروسية.. وهذه ضربة قاسية وقاضية لروسيا اقتصاديا مع تورطها في حرب مكلفة للغاية واغراقها اكثر واكثر
الولايات المتحدة الأمريكية وان تغاضت حينا ما او فترة ما ولكنها لا تنسى ابدا" كل من والى روسيا ودعمها حتى بالموقف السياسي وستقوم بمعاقبته عاجلا" ام اجلا" .. والادلة كثيرة وقد رأينا ذلك من خلال الاطاحة بالزعيم الباكستاني عمران خان حينما زار موسكو مع بداية العدوان الروسي على أوكرانيا ولم ينتقد العدوان الروسي ،
والخبر او التحليل الاقرب الى الواقع والتنفيذ فاننا سنشهد لاحقا وعما قريب بأن تركيا وبعد فوز اردوغان بفترة رئاسية جديد ة لغاية 2028 .. فان تركيا سوف تتزعم المنطقة بالمشاركة مع الحليف الرئيسي للولايات المتحدة واوروبا..انها إسرائيل وستكون بمباركة تاريخية من قبل حلفائها الغربيين .. على أرضية القبول بحل عادل للقضية الكردية.. حلا" يريح به المنطقة بأكملها ...
وتلوح بالافق المحاولات العربية الجاهدة الى تقريب وجهات النظر الخليجية االاسرائيلية وفي مقدمتهم الامارات تزامنا" مع تولي محمد بن زايد لرئاسة دولة الإمارات خلفا لأخيه الراحل
ولن يكون بعيدا" جدا" ظهور الناتو العربي الاسرائيلي والذي سيعمل على طرد إيران من المنطقة ... الفوضى الخلاقة والتي تأخر الجزء الهام منها ولم يكتمل تنفيذه عقب ال 2005 سيكون صيف وخريف 2023 مسرحا" لما تنبأت به كوندوليزا رايس والمنطقة مقبلة على حروب ربما تصل إلى العمق الخليجي
وهذا ما ترغب به الولايات المتحدة الأمريكية وهو احياء مشروع ( الفوضى الخلاقة ) لتقوم بعد ذلك بترتيب المنطقة.. اعني المنطقة العربية وفق مصالحها الاستراتيجية وسيطبقون مقولة الحجاج الثقفي حين اني ارى رؤوسا" قد اينعت وحان قطافها.... والسوريون هم من سيقطفون رؤوس الفساد والفاسدين مدنيين وعسكريين من الشبيحة والموالين

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات