أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - روسيا: نمر من ورق














المزيد.....

روسيا: نمر من ورق


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغرت الانتصارات الروسية السهلة في سوريا والقرم وجورجيا والشيشان وسياسات الأرض المحروقة هنا وهاك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتقدم بخطوة أخرى لحصد الجائزة الكبرى والثمينة عبر السيطرة على أوكرانيا والتقدم نحو العمق الأوروبي وتهديده عبر عملية عسكرية أسماها بـ"الخاصة"، توقع لها ألا تستمر أكثر من أسبوعين يكون خلالها قد احتل "كييف" واعتقل زيلينسكي وأحضره موجوداً إلى أحد مراكز الاعتقال الروسية، وما أكثرها، ومن ثم تنصيب رئيس "دمية" حليف تابع للكرملين هناك. هكذا كان التصور الروسي لما يجري اليوم من عملية عسكرية لم تكن خاصة وخاطفة كما قيل، وها هي تدخل شهرها العشرين مع عدم وجود أي يقين وبصيص أمل بوقفها، فيما يغذّي الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، شرايينها بمختلف أنواع الأسلحة وينفخ في كيرها بمليارات الدولارات والمرتزقة من كل حدب وصوب.
لم تكن الحرب سهلة، ولا نزهة على الإطلاق، وبكل ما حملته من مفاجآت وتطورات لم تكن محسوبة أبداً، من قبل ماريشالات الكريملين العجزة، مثلما لم يكن لأحد، مثلاً، أن يتوقع تمرد وانشقاق فاغنر "طباخ" بوتين وصناعته الشخصية، وذراعه المالية والميليشياوية اليمنى، كذلك ظهور سلاح "المسيـّرات" الذي وصل لأبراج الكرملين وحلقت بعضها فوق مكتب الرئيس بوتين نفسه ووصل بعضا قلب المركز التجاري في موسكو، غير أن الأهم من هذا وذاك، هو ظهور الجانب الآخر الهش الضعيف والمتواضع والمهلهل والرث لروسيا، وعلى عكس تلك الصورة التي كانت مرتسمة في أذهان الكثيرين عن روسيا كقوة عظمى، بالكاد استطاع جيشها، المصنف عالمياً بثاني جيش بعد الأمريكي، أن يسيطر على عدة بلدات حدودية وغاص عميقاً في وحول قرى وبلدات أوكرانية صغيرة تكبـّد فيها خسائر فادحة بالمعدات والأرواح، فيما بدت روسيا كدولة معزولة محاصرة ووحيدة في هذا الصراع ومنبوذة على الصعيد الدولي، كما صدرت أحكام قضائية من الجنائية الدولية في لاهاي، وأوامر لملاحقة والقبض على، ومحاكمة بوتين باعتباره مجرم حرب الشيء الذي منعه من حضور قمة "البريكس" خوفاً من الاعتقال، وعلى المقلب الآخر، ظهر الغرب كحلف وكقوة متماسكة وعنيدة وموحدة في مواجهة مغامرة بوتين وطموحاته الاستراتيجية الإمبراطورية ومحاولاته إعادة الهيبة والسمعة لروسيا القيصرية، وتطويبها كقطب دولي فاعل في مواجهة "القطب" والقوة العظمى والوحيدة في عالم اليوم وهي الولايات المتحدة.
لقد تبين إذن، أن روسيا، بوجهها الجديد، وصورتها المتواضعة، لم تكن إلا نمراً من ورق، أصابت كثيرين بهلع وبصدمة استراتيجية وخيبة إيديولوجية مرّة ما توقعها مريدوها في أسوأ كوابيسهم، حيث لم تكن مؤهلة فعلياً وعملياً، لاعتلاء صهوة القطبية وبالتالي فرض نفسها وأنموذجها وتجربتها وقرارها على المجتمع الدولي، وهي تتوسل "المسيرات" والصواريخ البالستية والمعدات الحربية الأخرى "الذكية" من دولة كهنوتية ظلامية متخلفة قرو- وسطية، وتستجدي دعماً صينياً حذراً ومتوجساً ومتردداً، وتتوسل زعيماً ميليشياياً محلياً لوقف زحفه على العاصمة موسكو، فيما ظهر الجيش الروسي في موقف حرج وضعيف وهو يتلقى الصفعات الأوكرانية ويتخلى عن بعض مواقعه، مرغماً، وغير قادر على موازنة التكنولوجيا الغربية المتطورة، وكان إغراق "موسكوفا"، درة تاج البحرية الروسية، إهانة كبرى ومؤلمة لهذا السلاح في الأيام الأولى للحرب، أما العجوزات اللوجستية والميدانية والفضائح وروائح الفساد والتخبط في إدارة الحرب والترهل وبطء الإمدادات وانعدام الحيلة وسوء التصرف وإدارة الصراع دبلوماسياً وعسكرياً، وتصاعد الاحتجاج الشعبي وبروز تيار قوي، عسكري ومدني مناهض للحرب، كلها جعلت "بريغوجين" يصرخ في وجه سيده، وكانت، مع غيرها، دلائل ومؤشرات على أن روسيا لم تكن حتى بحجم قوة إقليمية (أوروبية)، كما وصفها ذات يوم الرئيس الأمريكي الأسبق "أوباما" وأكد أنها لم تبلغ ذاك الوعي الاستراتيجي ولم تصل بعد لسن الرشد "القطبي" وما يزال أمامها الكثير والكثير للولوج في عوالم القوى العظمى والفاعلة على المسرح الدولي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الجنرالات: كفى عودوا لثكناتكم
- تدشين الحنفية والفشخرة البعثية
- فقعة ضوء: الله لا يرحمك ولا يرحمه
- لغدير: أقدس أعياد النصيرية -العلوية-
- الغباء الوطني والعقل الترللي
- طوني خليفة والمستشار الحردان: كيف يصبح الحذاء عمامة؟
- كذبة وخرافة الوطن العربي
- قراءة اولية في التشكيلة الوزارية التركية
- خرافة الديمقراطية العلمانية بالمجتمعات الدينية
- استنزاف بوتين: تكتيكات واستراتيجيات الحرب
- لهذا السبب لن تندحر الإمبريالية: السقوط الحتمي لعالم الأقطاب
- الإلحاد اولا
- فقعة ضوء: التبول على الملك
- فقعة ضوء: أيها الأعباء الكرام
- تركيا: سقوط الإسلام السياسي
- خرافة دولة الرسول
- استراتيجية تعويم الغباء
- تأسيس البعث: قبيلة قريش التي صارت دولة
- لماذا لا يُطلب الرؤساء الغربيون ل-لاهاي- مثل البشير وبوتين؟
- سوريا: هل كانت ثورة وطنية أم غزوة طائفية؟


المزيد.....




- أي أخلاق للذكاء الاصطناعي؟ حوار مع العالم السوري إياد رهوان ...
- ملايين السويديين يتابعون برنامجًا تلفزيونيًا عن الهجرة السنو ...
- متطوعون في روسيا يساعدون الضفادع على عبور الطريق للوصول إلى ...
- واشنطن: صفقة المعادن مع كييف غير مرتبطة بجهود وقف القتال في ...
- wsj: محادثات روما قد تضع إطارا عاما وجدولا زمنيا لاتفاق أمري ...
- قتلى وجرحى.. مأساة في حلبة مصارعة الديوك! (فيديو)
- سيئول: 38 منشقا كوريا شماليا وصلوا إلى كوريا الجنوبية
- خبير أمريكي: الاتحاد الأوروبي سينهار وسيأخذ معه الناتو
- -أيدت فلسطين-.. قاض أمريكي يحدد جلسة للنظر بقضية طالبة تركية ...
- تونس: أحكام بالسجن بين 13 و66 عاما على زعماء من المعارضة في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - روسيا: نمر من ورق