أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - براعة السرد في ( طائر التلاشي )














المزيد.....

براعة السرد في ( طائر التلاشي )


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 7694 - 2023 / 8 / 5 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


للقاص محمد رشيد الشمسي
لم تكن القراءة لي في يوم ما الّا حالة اكتشاف مضافٍ للذاتِ قبل ان تكون اكتشافا لنتاجِ الكاتب ، هو يقينٌ آخر في أن أمضي متحديا حالة الركود التي تعتريني حينما لا اجدُ من يستفز فكري بمغاير أختلف معه أو اتفق ، العقول التي تنتج المغايرَ هي العقول التي يمكن لها ان تستنير من أقل قبس لتضيء عالما ماكنا لندركه لولا تقنية الابداع التي تمتلكها تلك العقول ، العقول المفكرة غير الرتيبة ، العقول التي تحلق بك الى فضاءاتٍ تستلزم منك ان تكون جديرا بهذا التحليق ، من لا جناحين له لاشك لن يبلغ غايته ولن يدرك حقيقة ما خُفي عنه ، وأحد هذين الجناحين أن تمنح الكاتبَ من الاهتمام بما يوازي الجهد الذي بذله من خلال القراءة المتأنية الناتجة عن يقين أنَّ لا شيء يُكتب ُعبثا خاصة حينما تكون للكاتب تجارب كتابية إبداعية جيدة تؤهله في انْ يحظى برتبة الكاتب في عالم يعج بالكثير الكثير مما يحتاج انْ نتوقف عنده ونؤشر بشجاعة الى من لا يرتقي الى مستوى الابداع بداعِ التفريق حتى لا يتوهم البعض انهم في مرتبة سامية . اما الجناح الآخر فهو في انْ تكون على مستوى عال من الحيادية تجاه شخص الكاتب الذي وللأسف يكاد يكون احد العقبات التي يقف عندها الكثير من النقاد حينما يصبح النقد مُشخصنا فتجد المواقف الشخصية حاضرة عنده غير ملتفت ( الّا لمن قال لا ما قال ) .
طائر التلاشي : رواية صادرة عن دار ليسزتومانيا 2023 للكاتب محمد رشيد الشمسي .
الكتابة عالم رحب على ضيقه وضيّق على اتساعه ينشر لك من الدروب ما انْ امتلكتَ خيالا جامحا وتضيق بك المسالك حين تُعييك الفكرة . لذا لن يبلغَ نهاية المضمار الّا من قويت ارادته واستجابت له مَلَكته من ترويضٍ للفكرة وانصياعٍ للمفردة .
طائر التلاشي ، الرمزية المتفتقةُ عن استنتاجات يمكن للقاريء انْ يصل بها الى حيث يريد ، رمزية بلا غموض وتجلٍ دون تسطيح ، هو العمق الذي يأسر انتباهك فيشدك نحو التقصي دون تكلف ، هي رمزية المعنى لا رمزية الشخوص بمسمياتها الغريبة والتي اجدها – الأسماء – الى حد كبير منسجمة مع الموضوع الذي تخلى عن تاريخيته ليكون بلا دلالة زمن محدد ، فهو الماضي المتوقع الحدوث في ذات الوقت .
اعتمد الكاتب على ثيمة توزعت بهيأة رسائل أراد ايصالها عبر موضوع استطاع انْ يجمع خيوطه بطريقة ذكية دون انْ تنفلت من يديه بانتقالاتٍ توزعت عبر فصولها الستة .
توخالو ، الطائر الذي اعتمدته مخيلة الكاتب ليكون محور روايته متناولا من خلالة عدة حالات ( مشاكل ) يمكن اسقاطها على أي زمن ، ممكنة الحدوث رغم غرائبيتها ، هو القوتُ الذي اعتمد عليه سكان الجزيرة التي اتخذت من اسم الطائر اسما لها ، توفر الطائر ألغى رغبة سكان الجزيرة في البحث عن بديل لها ، الاعتقاد بعدمية نفاده أركن الأرواح الى الكسل وقيد الايدي عن العمل وهو تماما ما تعانيه الكثير من البلدان التي تعتمد ما هو متوفر غير ملتفتة الى إمكانية نفاده ، وهو تماما ما أفصح عنه حكيم الجزيرة( تخاخا ) محذرا إياهم من نفاده حتى اُتهم بالجنون .
- هذا الطائر بدأ يتلاشى، ولا يموت !!
- خائف عليكم !! ستتلاشون مثل هذا الطير ، كفوا عن أكله ، اذهبوا الى صيد السمك والحيوانات البرية والطيور الأخرى . / ص11
فكان مصيره – تخاخا – مصير كل مفكر ونابغة ومجدد في مجتمع جاهل ، ذات المصير ينالهم ، أقل مافيه النفي ، فالشعوب التي تجتر ماضيها تبقى مقيدة اليه راسفة في اغلاله ، تصمُّ اذانها عن كل مايوقظها من غفلتها .
استطاع الكاتب ان ينقلنا الى عدة محطات في روايته حينما بدأت حالة التلاشي بسكان الجزيرة وانعدام الموت ، تلاشي الأجساد الى حيث لانهاية ، تضاؤل في الحجم الى حد عدمية الرؤيا لا عدمية الوجود ، حتى اصبح الموت أمنية لا يمكن نوالها ( وحسب المنايا ان يكن أمانيا ).
وأنا اقرأ الرواية باحداثها الغريبة الممتعة لا اعلم لماذا مر في خاطري الكاتب الفرنسي الكبير البيركامو ، استشعرت ذات التقنية التي وجدتها في رواية الطاعون التي تحتاج من القاريء انْ يمنح مساحة كبيرة من فكرة للتواصل مع الرواية ، الروايات التي لا تمنحك نفسها بسهولة تمنحك فرصة التحدي لسبر اغوارها ، ان تكون كاتبا آخراً لها بمفهوم آخر بمتعة الاستنتاج خاصة وانت تكتشف إمكانية الكاتب الفذة في وضع لمساته بكل احترافية ، الأسلوب الذي كتب به القاص لم يعيبه ابدا تخليه عن الروح الشاعرة وهو ينسج جمله ، هي احترافية النثر الذي اجاده الكاتب وذكاؤه الذي تجلى في الكثير من الانتقالات والاجابات والتصورات التي اخذت مساحة كبيرة من الرواية ، الحضور الواعي دليل تفوق يندر انْ تجده ، لقد كان الكاتب حاضرا على طول مسار روايته ، لم يغبْ لذا كان بارعا في سرده ، غير متكلف .فقد كان ناقدا واعيا للواقع بأسلوب امتلك ناصية الاجادة فيه .
طائر التلاشي رواية تستحق الكثير من الاهتمام من قبل النقاد والدارسين ، رواية رصينة .



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجستير - مروة ابو سمعان
- الحزن بذار التمرد قراءة في نصين للشاعرة فرح دغيم
- التوظيف المتقن للشخصيات التاريخية قراءة في نصين للشاعرة مروة ...
- تراث منصور وبراعة ترويض المفردة
- حامد ثامر المسفر / رابطة الشعر العربي 1995-2001
- جعفر حاجم البدري / رابطة الشعر العربي 1995-2001
- الاستاذ جعفر حاجم البدري يترجم قصة ( لا ذاكرة للوطن )
- أثر ثقافة الشاعر في نمو النص ونضجه ، قراءة في قصيدة الشاعرة ...
- من شعراء رابطة الشعر العربي 1995-2001 / اسعد المطيري
- شعراء الحنظل المتمردون، رابطة الشعر العربي في ذي قار 1995-20 ...
- رابطة الشعر العربي ومنشورها العلني / للكاتب علي عبدالنبي الز ...
- الرابطة موقف وانجاز / الرابطة، هويّة التمرد / عبدالمحسن نهار ...
- الرابطة موقف وانجاز / الرابطة التي احببتها /القاص ابراهيم سب ...
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الخامس
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الرابع
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الثالث
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الثاني
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الاول
- مقدمة مجموعة ميارنا للشاعر عقيل الواجدي
- مقدمة مجموعة (في ذمة الموج ) للشاعر علي مكي راضي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - براعة السرد في ( طائر التلاشي )