طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 7694 - 2023 / 8 / 5 - 11:32
المحور:
الادب والفن
------------- على ضفاف دجلة وقفت متأملا ، وبقربي حط نورس
----- سألته ؟ عن سربه ، قال قد هاجر ، اليوم وطني في ظلام دامس
------------ كان مثلي يحب وطنه ، فأطعمته فغادر لحياته يمارس
----------- عدت في اليوم التالي فلم أجده ، أظنه هو الأخر هاجر ينافس
----- غاب عني عقود من الزمن ، ثم عاد فحط بعيدا فما عاد لي يؤانس
-- سألته عن غيابه ؟ قال ، كنت بحث عن وطن ، فلغير وطني لم أُجانس
----------- قال لي، ما عادت دجلة كما كانت ، فقصبها غدا حطب يابس
--------------------- وما عاد موجها يتلاطم ، ولا مائها للجرف يلامس
------------ وما عاد البردي يعشق شطوطها ، فشكله ولونه أمسى عابس
------------------ وما عاد يلتهم الطير ديدانها وقاعها أصبح طين يابس
------- - وما عاد يباع على جسورها ، عقد التسابيح ولا زخرف المحابس
------------ وما عاد منظرها متنفسا ، ولا متنزها ، لطلاب المدارس
---- وما عاد يتأمل العاشق على ضفافها ، ولا أحاسيس لمن أحب تحاسس
-- وما عاد ينظم الشعر من حولها ، ولا من يحفظ الأمثال وأقوال المجالس
------- قلت - دجلة بغداد ، كم من سيف حُطَّمَ على سورها يحمله دانس
------------ هي مقلقة لمن هاب شر الشرق ، وتحمي بظهرها بلاد فارس
---- هي وطني من شماله الى جنوبه ، والفرات من غربها ، يقف حارس
---------- وطني له التاريخ ما طال ، لا يثنيه متحالف مع شيطان خانس
---------------- شموخه من لهيب صيفه ، فليس منه من لم لشمسه يكابس
---- أسال ؟ التاريخ عنه ، كم من متآمر حُطَّمَ يحمل إضغان الفتن والدسائس
قوته باختلاف مكونه ، فالجرة لن تستقيم طولا، ان لم صانعها للطين يلابس
---------- بعون الله سيعود سربك محلقا ، ليعانق المآذن وأجراس الكنائس
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟