أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الانسان ذلك المخلوق العجيب بين الوهم والحقيقة!















المزيد.....

الانسان ذلك المخلوق العجيب بين الوهم والحقيقة!


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7693 - 2023 / 8 / 4 - 07:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البشر مخلوقات منبوذة يبدو بانها حُبست على الأرض في هذا الكون الوسيع. واُرسِلت معها باقي المخلوقات السيئة من الحيوانات التي تعيش لمجرد البقاء على الارض ذلك السجن الكبير. كل التفسيرات الاخرى ليست حقيقة، بل مجرد وهم غير مبرهن علميا. وتطور البشرية وارتقائها في الفضيلة ليست الا صورة مزيفة ظاهرية لا تمت بالحقيقة في شيء. الانسان في باطنه خبيث لا يفرق عن أي حيوان. لو انتزع الانسان ذاكرته وعرضها على شاشة ليشاهد ما تحتويها من ملفات ظاهرة ومخفية وكما هي بلا تزييف وخوف، لبصق في وجهه ارباب الفضيلة الافتراضية.
الالم شعور يشل الجسد ويتعب القلب، الالم احساس ينطلق من سجنه مهاجما الجسد بضراوة.. الانسان كائن اناني خبيث في الاصل لذلك عوقب في النهاية بالموت في ميلودرامية اسمها الحياة. وهو معاقب فيها بأقسى انواع العذاب، كائن من يكون، فقيرا كان ام غنيا وزيرا او ملكا او صعلوكا او غفير، الكل تدرك الالام، سواء ان كانت عضوية ام نفسية، فموت الأقرباء والاصدقاء او اذى الاخرين او المخلوقات الاخرى او المرض.. تتعدد الاسباب والالم واحد، انه أقسى عقوبة للإنسان.. شعورك بالوحدة، يعني بانك أدركت حقيقة البشر، وشعورك بالوحدة يعني ترفعك عن الخواص السيئة للبشر وسمو نفسك في الفضيلة لحد ما.. وإنك انسان بصفات حميدة مثالية بعكس الواقع.. هناك عصب ينقل الم القلب الى الفكر. نحن نتدرب على الحزن منذ الصغر.. كلما ينمو الانسان يواجه مشاكل تجلب له التعاسة والحزن، وكلما تَغلَب على مشكلة تأتي اخرى أكبر من ذي قبل ليزيد تعاسته.. وهناك مصائب أكبر من المشاكل التي يعتاد عليها مع الزمن، تلك التي تحرمك من اناس جادوا عليك بالمحبة والرعاية ليسعدوك ويرفعوا الهموم عن كاهلك.. تواجه العذاب بألوان واشكال مختلفة.. ثم تموت في النهاية.
البحث عن الحقيقة والواقع يلازم الانسان في كل مراحل حياته، حين كنا صغار كان يُملى علينا الصح والخطأ، كان اباؤنا وعوائلنا تتحمل المسؤولية نيابة عنا في الاساس، ثم تبعه بعد مرحلة زمنية المعلمون ورجال الدين لتحمل عنا المسؤولية، ما عليك الا ان تتبع ما يقوله لك هؤلاء! عندما كبرنا، نمى عندنا خوف كبير لأننا أصبحنا نتحمل المسؤولية بأنفسنا ونحن لا نزال غير مدربين لتحمل المسؤولية، نذهب للجامع او الى الكنيسة لنكفر عن خطايانا.. بدءا الظن باننا أخطأنا غباء، ثم الشعور بالذنب امام هذه الخطيئة التي اقترفناها! ثم نكفر عنها بوسيلة الجامع او الكنيسة، ليدعو لنا الشيخ او القس لكي يغفر لنا الله! لقد فعلت تلك التي تسميها الخطيئة بإرادتك، هل هنالك مبرر لدخول شخص ثالث ليقرر حقيقة تلك (الخطيئة) ثم ليعطيك صك الغفران! لا معيار في هكذا تقييم، فالمعايير الموضوعية واسعة وتتنوع مثل تنوع البشر، ولا يمكن ان يعول عليها، والمعايير الكمية العلمية مفقودة لأنها مجهولة المحاور والمكونات التقييمية.. ما هي الخطيئة؟ هل تظن بان الشيخ يعلم ما في داخلك وما يحيط به؟ انه يعلم بالتحفيظ كل أساليب الدجل المؤثرة على النفس البشرية! فانت تسعى للعفو لديه لأنك تخاف عذاب (الاخرة). انتبه فإنك مسؤول عن نفسك الذي يخوض الحياة، انت غير مسؤول امام أي شخص او جهة رسمية، اعمل ما تشعر به في دواخلك، إذا كان خطئا، فالعقاب يأتي مباشرة، وإذا كنت صائبا سوف تحصل على النتيجة مباشرة ايضا، بهذه الطريقة ستجد الخطأ والصواب فقط. وتنشأ بصورة صحيحة عندما تفتح على نفسك العين الثالثة لتبصر بصورة جديدة. ستخزن صورة فكرية جاءت بخلفية التجربة الشخصية وتميز الخطأ لأنك فعلتها قديما مرات عدة، وعانيت جرائها، كما تتعلم الشيء الصحيح لأنك حصلت على نتائج إيجابية من فعلك اياه في الماضي. اذن هناك علاقة بين العلة والمعلول أو بين السبب والنتيجة، أي انه بسبب الشيء الفلاني وقع الضرر الفلاني.. السبب والنتيجة هما معا دائما وغير منفصلة بل لا يمكن للأيام ان تفصلها. ان الوصول الى الحقيقة يزيل غمامة الوهم والخيال، كيف تعرف ان الخبرة وهم بدون معرفة الحقيقة؟ المرشد او المعلم او رجال الدين، انما يرشدون الى ما توصلوا اليها بالتحفيظ والتلقين من السلف او من الكتب السماوية او القوانين.. لكنهم أي رجال الدين والمرشدون إذا واجهتهم مشكلة تصرفوا ازاءها بمكنونهم الاناني وبما يحقق أكبر قدر من المصلحة الذاتية والرغبات والطموح لهم. ان لم تخض التجارب بنفسك، تغوص في وهم الحقيقة الافتراضية لهؤلاء المرشدين، ولن يكون لك القدرة على التمييز عند اتخاذ القرارات وفق معطيات الحياة المتباينة. الحقيقة تكمن في معرفة النفس وليست في أوهام الاملاءات. النفس يعمل وفق برنامج تشغيلي تستهدف البقاء كأولوية مطلقة، وكل وسائل الحماية انما تهدف نفس الغاية. يتم تحديث البرنامج في كل حقبة زمنية، أي ان برنامج التشغيل البشري قابل للتحديث والترقية. متى تمكنت من تقليل فرض الحمايات للحفاظ على البقاء البشري كأولوية في البرمجة البشرية، اذاك تخطو اول خطوة للانقراض ونهاية الوجود البشري على الأرض. لان العقل مبرمج على حماية الشخص الذي يحمله في كل الأحوال ظالما كان او مظلوما، ويبتكر كل وسائل الاحتيال وما اكتنزه من تجارب للتبرير والدفع في هذا المنحى، كالأم حين تدافع عن ابنها الذي أوقع ضررا في طفل جارها.. فاذا تعطلت هذه الالية نتيجة الارتقاء، يتعرض وجود الانسان الى الانقراض. إذا أراد الانسان المحافظة على بقاءه على الأرض وجب عليه صيانة شروره ووسائل الحماية الأخرى كأسس حاكمة مهيمنة في برنامجه التشغيلي غير آبه بترقية وتحديث البرنامج التشغيلي للإنسان عبر الزمن القادم. لو تمكن الانسان من الخلود أي علاج حالة الموت، سوف يمسح من برنامجه التشغيلي حس الخوف، وهو العامل المهيمن المؤثر في الخلود، وان زوال الخوف من نفس الانسان سيؤدي حتما الى وضوح الحقيقة البشرية كما صممت وإدراك واقعها، وليس كما يختبره النفس لتسخيرها وفق مصالحه.. لو افترضنا اننا تمكنا ان نربط رقاقة الكترونية في جسم الانسان يؤدي للانتحار لمن يتصرف بخشونة ورعونة مع الاحياء والطبيعة في خوارزمية النفس البشرية، سيسود السلام وينتهي العنف والصراعات من على وجه الأرض. تزداد الهوة بين الواقع والحقيقة في حياة البشر كلما كانت الدوال البشرية تسيرها الخوف بعناية وتعطيها قشرة الحماية، وبذا يكون الواقع وهما والحقيقة مدفونا في النفس رهين المحبسين.
لكي نعلم ما هو الحقيقة والواقع، انظر الى كل ما يحيط بك من مباني واشجار ومناظر، والخبرات الروحية.. والخبرة تقتضي وجود مُختبِر للفكرة المُختَبرة، انت المُختبِر، والفكرة المُختَبرة في ذاكرتك انت، أي ان كلاهما هو انت أي انت الذي تميز بين ما وقع لك في السابق مع المشكلة التي تواجهها الان! افترض بان لك خبرة روحانية، فطالما هناك مُختبِر فهنالك خبرة التدين والروحانيات والتقديس وافراغ الطاقة في أمور تافهة، يكسبك الكثير من الانانية وتظن أنك تحتكر الحقيقة بهذه الخبرة العظيمة! ليظهر في الأفق فصلا جديدا من الأمور الانانية! انت تلعب هذه اللعبة مع نفسك، وهذه هي اللعبة السخيفة الذي يدور في هذا العالم. ما هي الخارقية؟ هل هي الأديان التي تأتيك بهذه الخارقية؟ لماذا نطلب شيئا من خارج حياتنا اليومية؟ ثم نشتكي من حياتنا اليومية، من العادات، من الوحدة، من الإحباط، من المتعلقات، والقدرة وغيرها.. نريد تجنب كل ذلك لندعو الى الجنة التي نسميها الخارقية او الروحانية، نستطيع خداع أنفسنا بشكل كبير، حيث ان الروحانيات تعتمد على الايمان والاعتقاد، لكن لماذا نعتقد بكل ذلك؟ هل لأننا خائفون، هل نريد ان نعرف المجهول؟ وغيرها، ما هو الوهم وما هي الحقيقة الواقعية؟ كيف نعرف باننا في وهم بدون معرفة الحقيقة؟ ما هي الحقيقة؟ هل الحقيقة هو ادراكك بانك جالس هنا؟ وان وجود الأشجار والحيوانات والأرض والسماء الزرقاء هي ايضا حقيقة؟ الحقيقة التي اشعر فيها بزوجتي وعائلتي واصدقائي وعلاقاتي وفي كل ما اميزه في الواقع، والواقع هو انت وانا جالسين هنا الان، هذا واقع، او حين اؤمل ان تهب نسمة عليلة، والواقع كذلك هي الطبيعة، الأشجار والانهر وهكذا.. السؤال هو انني لا افهم الوهم ان لم افهم الحقيقة، الحقيقة كلها في أنفسنا حين نرى كل ما ذكرتها حقيقي في دواخلنا، كشيء صحيح او كحركة متسلسلة، لا نهاية لشيء الا عندما تنهي الزمن! لا أحد يريد التغيير، نقتل الذي يغير اساسياتنا. إذا علمت الحقيقة ستدرك الوهم، عندما يكون البعض محبطا ويعاني احاسيس الوحدة، فهذا واقع محدد وثم نخلق الوهم بان أحدا سيساعدنا وان أحدا يملأ حياتنا لكي يخلصنا من الشعور بالوحدة، او يفرش لنا حياة ثانية في الجنائن، كل ذلك هو وهم. ونحن مخدوعين بالصور الفكرية التي نخزنها عن الروحانيات لنعتبرها حقيقة وواقع، انت تعتبرها وتثمنها كذلك في الذاكرة، ثم انت نفسك المُختبِر للفكرة!
اذن ما هو الوهم وما هي الحقيقة، ولماذا هذه الخبرة المجنونة؟! لدينا خبرة في الجنس والاف الخبرات في مجالات اخرى، كل شيء من هنا الى الحقل حيث ترى الطيور والمزارع، تلك خبرة وليس خارقيه او روحانية، المهم في كل ذلك هو لماذا تخترع الخبرة كل هذا، وهل هناك فترة يختفي فيها المُختبِر، هذا هو السؤال الحقيقي، اذاك تكون الحقيقة خداع ووهم، ولا تحتاج للخبرة، ولا اي شيء، يعني بان هناك نهاية للوقت والفكر، فهناك لا توجد خبرة اطلاقا..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمل في خوارزمية ذاكرة الانسان
- انين حزنٍ مسافر
- اليات تنفيذ العقود الحكومية وغطاؤها القانوني والاداري
- رحلة في الدهر
- نظرة الى الادوية من كوة النفس
- متى ندرك الإنسانية السعيدة ونضع نهاية للصراع الفكري؟
- متى نضع نهاية للصراع الفكري؟
- سفر الحزن والالم اصالة
- للألم حكاية
- حوار مع النفس
- خواطر سياسية تاريخية متفرقة
- واقع الأعياد والبلاد
- الانسان ومسيرة الحياة والزمان
- تصرف الانسان اللا مدروس سينهي وجودنا على الارض
- مسيرة الحياة بكل سطوتها
- هذيان اللاوعي
- رحلة من الذاكرة
- حكم الشعب ام حكم النخبة؟ / الجزء الثاني
- مفهوم التوافقية سلاح في خاصرة السيادة العراقية
- تبا للمستحيل وعاش المجاهدون..


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الانسان ذلك المخلوق العجيب بين الوهم والحقيقة!