أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف أصبحت روسيا بقرة حلوب للغرب - الجزء الأول















المزيد.....

كيف أصبحت روسيا بقرة حلوب للغرب - الجزء الأول


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7693 - 2023 / 8 / 4 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



ألكسندر سامسونوف
كاتب صحفي وباحث سياسي روسي

9 ذيونيو 2023

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


" اتلانتس" السوفياتية

قادة روسيا ، "المدراء الناجحون" الذين تنازلوا عن العلم العظيم ، والتعليم ، والثقافة ، والصناعة التي ورثوها عن الحضارة السوفياتية ، من أجل تبرير "الشراكة" مع الغرب ، يكررون للناس أنهم في الاتحاد السوفياتي لم يكن يمكنهم شيء سوى صنع الاحذية المطاطية. ولكن ، هذه أكاذيب واضحة ومعلومات خاطئة.

في روسيا ، كما أصبح واضحًا الآن ، علينا شراء كل شيء: من المسامير والأدوات البسيطة إلى الجرارات والآلات الصناعية والإلكترونيات ، من الصين أو بيلاروس الذين حافظوا على مصانعهم . بينما في الإتحاد (السوفياتي) الجبار ، على الرغم من وجود العديد من المشاكل ، فقد كنا نصنع كل شيء بأنفسنا .
كنا من رواد العالم في المجالات الرئيسية في الصناعات المتقدمة : الآلات الصناعية ، والروبوتات ، والطيران المدني ، ومجال الفضاء ، إلخ.

بحلول عام 1985 ، كان الاتحاد السوفياتي قد تعافى من كل المشاكل والدمار (بعد 40 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية-المترجم) ، وتراكمت لديه ثروة ضخمة.
من الواضح أنه عانى من مشاكل معينة، وهذا طبيعي. على وجه الخصوص ، في عهد خروتشوف وبريجنيف ، تخلت النخبة عن سياسة "الاندفاع نحو النجوم" ، و"المستقبل الجميل" (من كلمات أغنية روسية اشتهرت اواسط الثمانينات-المترجم) ، وبدأت البلاد في إلتهام مستقبلها ، ومد الأنابيب (للنفط والغاز-المترجم) إلى الغرب وبناء مجتمع استهلاكي.

ولكن ، من ناحية أخرى ، فإن جزيرة "أتلانتس السوفياتية" – باعتبارها حضارة عالية التطور ، استمرت ثقافة المستقبل في الوجود. كان لدينا أفضل "مدرسة" في العالم ، نظام تعليمي أعطى البلاد الملايين من المبدعين والمخترعين . مع علم ممتاز كان لديه مثل تلك الإمكانات الكامنة التي تبرهن على أن الاتحاد كان لديه القدرة على الاندفاع نحو المستقبل ، تاركًا العالم بأسره في الماضي البعيد. كانت تتراكم إمكانات رائعة ، وتم إنشاء أعلى التقنيات والمستجدات في التكنولوجيا. كان لدينا مجمع صناعي عسكري قوي ووكالات أمنية قادرة وجيش هو الأقوى. لم يكن العدو ليستطع هزيمتنا من الخارج عن طريق الحرب .

كان الاتحاد السوفياتي في عام 1985 قوة عظمى حقيقية ، مرهوبة ومحترمة في الغرب. في مجال نفوذنا وتأثيرنا كان جزءًا مهمًا من كوكب الارض . العالم الثالث حافظ على ازدهاره طالما كان هناك توازن للقوى بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة. في ذلك الوقت ، مقارنة بالوضع الحالي ، كانت الصين قوة من الدرجة الثالثة. الاتحاد السوفياتي كان يحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث القوة الاقتصادية! كانت إنتاجية العمل في اقتصادنا ضعف المتوسط العالمي.

"فترينة للرأسمالية"

عادةً ما يقوم أنصار الغرب عندنا ، الذين يجدفون على الاتحاد السوفياتي ، بمقارنته مع الولايات المتحدة. كما يقولون ، أمريكا قوة عظمى حقيقية ، حيث قاموا بغزو الفضاء ولديهم أقوى أسطول من حاملات الطائرات ، ولكن في نفس الوقت يعيش الناس بشكل جيد ، وبستهلكون الكثير، و لديهم منازل ، وعدة سيارات لكل أسرة ، ويسافرون إلى أي بلد في العالم زيادة على التجوال حول بلادهم الشاسعة .

لكن هذه كذبة : نحن بحاجة إلى النظر نحو الولايات المتحدة والغرب الجماعي كوحدة واحدة ، جنبًا إلى جنب مع الدول المنتجة للمواد الخام في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

كان مستوى المعيشة في بلدان إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بعيدًا جدًا عن المتوسط السوفياتي. هناك ، كانت البرجوازية الكومبرادورية والنخب الموالية للغرب تستحم بالرفاهية ، وعاش الناس ويعيشون في فقر بل في فقر مدقع. وقد تم إنشاء هذا النظام الاستعماري الجديد من قبل القوى الغربية العظمى السابقة – بريطانيا ، فرنسا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، إلخ.
الولايات المتحدة ، التي تمتلك العملة العالمية – الدولار ، دفعت لهذه البلدان "أوراق نفايات خضراء" ، وحصلت على موارد حقيقية – النفط والغاز والذهب واليورانيوم والماس والأخشاب وما إلى ذلك بالإضافة إلى الأيدي العاملة الرخيصة للغاية.

لذلك يتضح أنه إذا أضفت الولايات المتحدة ، حيث حصلوا حينها على 2-3 آلاف دولار شهريًا ، مع من يزودها بالمواد الصناعية والمواد الخام – المكسيك مثلا ، حيث كان الناس يعملون مقابل 50 دولارًا في الشهر ، أو تشيلي وفنزويلا و الفلبين ، ترى أن الشخص العادي في العالم الرأسمالي بأسره عاش أسوأ من الشخص العادي في الاتحاد السوفياتي. وبالنسبة للاتحاد السوفياتي وروسيا ، ركزوا فقط على "واجهة العرض الرأسمالية" – الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا. أي حيثما ازدهر الرأسماليون والبرجوازية الوسطى في الغرب ، وتم عرض هذه الصور. لكن العمال ، بما في ذلك النساء والأطفال ، في مكان ما من المكسيك أو الفلبين ، يعملون مقابل 1-1.5 دولار في اليوم. ومن هنا ازدهار المدن الكبرى ، "سادة الحياة" ، "النخبة المختارة" ، الذين انتهى بهم الأمر إلى قمة الهرم الغذائي الإستهلاكي.

بالإضافة إلى ذلك ، يجدر بنا أن نتذكر الأمراض الاجتماعية الرهيبة للنظام الرأسمالي (بشكل أساسي ، امتلاك العبيد ، على أساس فائدة القروض). انتشار البغاء ، بما في ذلك الأطفال ، في الواقع ، عبودية جديدة ؛ إدمان المخدرات ، بما في ذلك إدمان الأدوية ؛ وإدمان الكحول. التبسيط المتعمد لنظام التعليم ، وتجهيل أجيال كاملة ؛ انتشار الجريمة ؛ جيش من العاطلين عن العمل المتشردين بلا مأوى ؛ التقسيم الطبقي الاجتماعي الحاد والظلم الاجتماعي وغير ذلك الكثير. في الاتحاد السوفياتي ، لم يكن كل هذا ، أو كان في مهده ، دون تهديد المجتمع.

في الوقت نفسه ، كان متوسط العمر في الاتحاد السوفياتي أقل قليلاً من متوسط العمر المتوقع للبريطانيين أو الأمريكيين. 80٪ من الناس يسكنون في شققا منفصلة تقدم مجانا من الدولة ! كان لدى الإتحاد السوفياتي شجيشا بالملايين من العمال المتعلمين ذوي المهارات العالية ، ونظام جيد للتعليم التقني والمهني. أي ، كان هناك أساس لاختراق تكنولوجي ، لو لم يتخذ قادة الاتحاد السوفياتي طريق "بيع" كل شيء ، ولو ساروا في اتجاه التحديث ، وتطوير النظام ، كما حدث في الصين. بعد كل شيء ، لم يكن الاتحاد السوفياتي أقل من الغرب الجماعي ، وفي بعض المجالات كان يتمتع بميزة في بناء الطائرات ، وعلوم الفضاء ، والطاقة ، والهندسة الميكانيكية ، والصناعة النووية ، وبناء الآلات الصناعية ، وإنتاج المواد المركبة ، وتكنولوجيا الليزر ، و الطب وأكثر بكثير.

وهكذا ، كانت "اتلانتس السوفياتية" دولة ذات فرص هائلة ، ولديها إمكانات هائلة للتطور، مما كان يمكنها من القفز نحو المستقبل.
على وجه الخصوص ، كان هناك احتياطي من الذهب يبلغ 2.5 ألف طن من الذهب. فقط على أساسها كان من الممكن وبهدوء إنشاء مناطق اقتصادية حرة ، ومجمعات تقنية ، ومشاريع تكنولوجية ، والحصول على تقنيات المستقبل بوجود جيش من الإحتياط الفني التقني المتعلم .

الرهان على انهيار الاتحاد السوفياتي

ومع ذلك ، حدثت كارثة جيوسياسية وحضارية رهيبة – انهيار الاتحاد السوفياتي . لقد ضاعت ثروات وإمكانات روسية ضخمة لا يمكن تصورها ونُهبت ببساطة.
وعلى حسابها، تم إنقاذ الغرب لبعض الوقت من "الكساد العظيم" الجديد وأزمة الرأسمالية.

تجنب أسياد الغرب ، بمساعدة النخبة الفاسدة في الاتحاد السوفياتي ، بقيادة غورباتشوف ، الانهيار ونفذوا أعظم سرقة جديدة لروسيا (كانت الأولى بعد ثورة 1917) خلال الحرب الأهلية والتدخل الاجنبي من قبل 14 دولة 1918-1922.

من أجل إقناع القادة السوفيات بالاستسلام المشرف (وعدوا بإدراجهم في النخب العالمية والمشاركة في الإرث السوفياتي) ، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتنفيذ عدد من العمليات الإعلامية والنفسية منذ عام 1981 ، مدعومة بحروب محلية على الأطراف.
على وجه الخصوص ، زاد الأمريكيون من مساعدتهم للمتمردين الأفغان ، مما جر الاتحاد السوفياتي إلى ذلك الصراع الطويل المرهق. حاولت وكالات الاستخبارات الغربية ، بدعم من السعودية وباكستان ، دفع الحضارة السوفياتية (الروسية) نحو الصدام مع العالم الإسلامي. كما دعم الأمريكيون العناصر المناهضة للسوفيات في بولندا ، مما اجبر موسكو على توفير الطعام والشراب للبولنديين ، الذين أوصلوا الاقتصاد في بلدهم إلى الانهيار بتجاربهم .

مع علمهم أن الاتحاد السوفياتي أدمن في الاعتماد على " النفط والغاز" ، فإن الولايات المتحدة سعت إلى خفض الأسعار العالمية إلى الثلث ، مما قلل بشكل حاد من عائدات النقد الأجنبي للاتحاد السوفياتي.

كما بث الأمريكيون الخوف بين "كبار السن العجزة" الذين حكموا الاتحاد السوفياتي بحكايات "حرب النجوم" ، مما أجبرنا على حرق الموارد في سباق تسلح غير ضروري (كان هناك بالفعل ما يكفي من الأسلحة لحماية الاتحاد السوفياتي ، ولم يفكر العدو حتى في القتال).
وقام الأنجلوساكسون ، من خلال جميع القنوات المتاحة، ب"طبخ" الوعي الجماعي لسكان الاتحاد السوفياتي ، وشحذ السكان للمبالغة في رفع معايير الاستهلاك الخاصة بهم ، لتطوير مجتمع مبني حصريا على الاستهلاك .
البرنامج: "السجق والجينز والعلكة" !!!.

يتبع الجزء الثاني.....



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الروسية تناقش الموضوع لأول مرة –المسيرات تصل إلى موس ...
- لعنة جسر القرم : إستسلام أوكرانيا يأتي من البحر الأسود
- ضبع أوروبا. هل روسيا بحاجة لصداقته ؟
- ألكسندر دوغين خارطة طريق لحل المشكلة الديموغرافية في روسيا
- فقد الجيش (الإسرائيلي) هالته التي لا تقهر
- ألكسندر دوغين عن ثورة الضواحي في فرنسا
- روسيا – البحث عن القيم والمعاني
- تركيا – لماذا لم تحدث ثورة ملونة؟
- أوكرانيا تخسر اوديسا وساحلها على البحر الاسود
- ألكسندر دوغين - تعليمات دوغين: النصر والعدالة - المبادئ
- روسيا – نريد النصر والعدالة معا - بيان هام من التيار الوطني ...
- بخصوص مشاركة (إسرائيل) في الحرب في أوكرانيا
- المسيرات التي هاجمت موسكو والقرم يمكن أن تكون من أصل إسرائيل ...
- ألكسندر دوغين الاطماع البولندية في غرب أوكرانيا
- ألكسندر دوغين الحرب تقترب من ذروتها
- ألكسندر دوغين تركيبة المجتمع الروسي مقارنة بالنخبة
- عملاء لندن في روسيا ؟
- لماذا غير بوتين خطته بمقدار 180 درجة
- ألكسندر دوغين عندما ندع الحرب تدخل فينا ، ننتصر
- من يأتي إلينا بالسيف


المزيد.....




- سارة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضد زوجها ...
- كوريا الجنوبية.. ارتفاع عدد القتلى إلى 23 شخصا في أحد أسوأ ح ...
- .بالفيديو.. مراسم تسليم مفتاح الكعبة المشرفة للشيخ عبدالوهاب ...
- نجم عالمي شهير يصفع يد معجب يحاول لمس ذراعه (فيديو)
- غالانت لأوستين: إيران أكبر خطر على العالم مستقبلا
- الأسباب المحتملة للشعور بالتعب معظم الوقت
- روسيا تحوّل صاروخ -توبول – إم- الاستراتيجي إلى صاروخ فضائي م ...
- سياسي بريطاني يحمّل رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون مسؤولية ...
- جوليان أسانج يقر بذنبه والمحكمة تأمره بتدمير المعلومات على م ...
- أسانج يقر بالذنب أمام محكمة أميركية تمهيدا لإطلاق سراحه


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف أصبحت روسيا بقرة حلوب للغرب - الجزء الأول