أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا














المزيد.....

حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7691 - 2023 / 8 / 2 - 02:54
المحور: الادب والفن
    


أنا أعرف ولكن تعال أفهِم أحمد آغا
حكاية من الفولكلور الكردي
ترجمة ماجد الحيدر

يُحكى أن رجلاً يُدعى أحمد آغا، كان يتمتع بنفوذ وسطوة كبيرين وكانت أحكامه وقراراته تنفذ في الحال ودون جدال، والويل لمن يقع تحت طائلة غضبه أو في يد أعوانه القساة. في أحد الأيام دخلت عليه امرأة عجوز واشتكت اليه من ابنها العاق الذي أهملها وطردها من بيته، ورجته أن يستدعيه كي يخيفه ويؤدبه عسى أن يصلح حاله. وبينما هي تتحدث وصل اثنان من أعوان الآغا وهما يجرجران رجلا وينهالان عليه بالصفع واللكم والهراوات وقالا:
- تفضل يا جناب الآغا. هذا هو الرجل الذي طلبت منا إحضاره.
- قيداه وارمياه هنا واذهبا مع هذه العجوز واجلبا ابنها العاق كي أربيّه.
طلب الرجلان من العجوز أن تتقدم أمامهما كي ترشدهما إلى ولدها، لكنها في الطريق استعادت مشهد الرجل المدمى الذي أحضراه إلى الآغا ومقدار الضرب الذي ناله، فحنّ قلب الأم وقالت مع نفسها:
- يا للمصيبة. ابني المسكين ضعيف ونحيل. إنه مجرد جلد وعظم. لسوف يموت بين يديهما من الضرب قبل أن يوصلاه إلى الآغا.
وهكذا صارت تعللهما بالصبر كلما سألاها عن مكان ابنها وهي تفكر في حيلة للتخلص من هذه الورطة، ثم واتتها الفرصة عندما مروا من أمام أحد المقاهي، وأبصرت شاباً ممتلئاً تبدو عليه إمارات القوة والعافية، فأشارت نحوه بإصبعها وقالت لهما:
- ها هو.. هذا هو ولدي!
وسرعان ما انقض عليه الاثنان بالضرب والصفع واقتاداه إلى الآغا وهو لا يعرف ما الأمر. وعندما وصلا إلى المجلس ألقياه أرضاً وهو لا يقوى على الوقوف على قدميه، فصاح به الآغا:
- أيها الولد العاق الحقير! كيف تسيء معاملة أمك هذه وتطردها من بيتك وتدفعها للنوم في الطرقات؟
- عفوا يا جناب الآغا، أنا لا أعرف هذه المرأة.
- الويل لك أيها الجبان! هل بلغت بك الجرأة أن تنكر والدتك التي حملتك في بطنها وأرضعتك وربّتك؟
- أقسم لك يا سيدي، أمي ماتت من عشرة أعوام!
- لا تطل الكلام. هيا قم واحمل أمك على ظهرك وأوصلها إلى البيت. هذه المرة اكتفيت بضربك لخاطر أمك العجوز. لكنني سأقتلك بيدي إن اشتكت منك مرة أخرى. هيا أغرب عن وجهي!
أدرك الشاب أن لا جدوى من النقاش، فحمل العجوز على ظهره وسار بها يتبعه الرجلان الغليظان، وصادف أن مرّا بدكان أخيه الأكبر فصاح به الأخير:
- ما الأمر يا أخي؟ من هذه المرأة التي تحملها على ظهرك؟
- إنها والدتنا!
- هل جننت يا هذا؟ ألا تعرف بأنها ماتت منذ عشرة أعوام؟
- بلى يا أخي أنا أعرف، لكن تعالَ أفهِم أحمد آغا!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادة الطيران التي لا أملها
- مدينة العقلاء الأربعة-قصة قصيرة جداً
- ويصلي القيصر وحيدا
- حياة وموت بكر صوباشي-مسرحية تاريخية
- الضيافة العجيبة-حكاية من الفولكلور الكر=ي
- حكايات من الفولكلور الكردي - الجنازة
- أسئلة لا تنتظر جواباً-شعر
- الى أمي
- حكايات من التراث الكردي-ابنة الحائك
- قصة قصيرة: البلبل ذو المؤخرة الصفراء
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية ديك آغا
- حكايات من الفولكلور الكردي-حكاية لاس وغزال
- اغنية لربات القدر
- حكايات من الفولكلور الكردي-حلم البعير
- حكاية الفتى علوان وما جرى له في بلاد اليابان-قصة من الأدب ال ...
- حكايات من الفولكلور الكردي-ثمن الريح ريح
- القضية المركزية للمواطن عبد تعبان-قصة قصيرة
- عن حال الجامعات العراقية-أنا وأدونيس وصديقي هـ ز!
- حكاية أمير هكاري وبشارة طائر الربيع
- حكايات من الفولكلور الكردي-عاقبة البخل


المزيد.....




- مستوحى من فيلم -فورست غامب-.. توم هانكس يظهر في فيديو موسيقي ...
- بعد أن أسقطت اسمه من بيانها الأول.. أكاديمية الأوسكار تعتذر ...
- التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء.. ابن تيميّة وتراثه ال ...
- اسماء خاجه زاده مترجمة کتاب الشهيد يحيي السنوار
- أكاديمية السينما تعتذر لعدم ذكر اسم مخرج -لا أرض أخرى-
- أحمد داش ومايان السيد في فيلم -نجوم الساحل- بموسم العيد
- -مبني على قصة حقيقية-.. ويل سميث يتناول -صفعة الأوسكار- الشه ...
- الفنان ماجد المصري يحدد سبب نجاح -إش إش-
- ضد السياحة.. أيام في إسطنبول لحسونة المصباحي
- مهرجان سندانس السينمائي الأميركي ينتقل إلى كولورادو في 2027 ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا