فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 22:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أولا : الصداقة ليست احتفالا بيوم من أيام السنة قررته منظمة الأمم المتحدة البارحة ( 2011 ) ولا معايدة فايسبوكية سمجة ( الآن) سوقتها الإمبراطورية الامريكية رئيسيا من خلال الميديا ، انها ممارسة يومية اقدم من تلك المنظمة ومن تلك الإمبراطورية بآلاف السنين وربما نشأت بنشأة الانسان نفسه، وهنا يصح كلام غرامشي عن كره مثل هذه الأعياد .
ثانيا : الصداقة لها لواحفها أي انها تفتضي التزاما بالألفة والعشرة والمؤاخاة والمساعدة والجود والكرم والنصيحة كما يقول التوحيدي ، بما يذكر بامرئ القيس وصديقه والسفر الى القسطنطينية بعد ذلك القول المأثور اللاحق لمقتل امير قبيلة بني أسد وهو في الوقت نفسه أبا لقيس : اليوم خمر وغدا أمر .
ثالثا : الصداقة من الصدق وهناك " الصدًيق " فإن كذبت فلا يمكنك ان تكون صديقا لذلك كان أبا بكر في علاقته بالنبي العربي هو "الصديق ".
رابعا : التعبير عن الصداقة بالهدايا هو غاية المؤسسة التجارية النائمة وراء اعلان يوم الصداقة ، أي تحويل القيم الى بضائع فكلما ارتفعت قيمتها تهاوت قيمة البشر، دون الغاء كل هدية فقد تكون وردة وكتابا .
خامسا : اصل الصداقة وفصلها الثقة فان غابت هذه غابت تلك .
سادسا : الصداقة هي ان تكون انا وان أكون انا انت في الوضعية القصوى ،حد التماهي رغم الاختلاف في الاعراض لا في الجواهر ، في الأصل لا في الفرع ، فلن يصب النيل في الفولغا ولا الكونغو في نهر الفرات بعبارات درويش.
سابعا : التعبير عن الصداقة بلغة غير لغة الوطن وخاصة لغة المستعمر يمثل غربة مزدوجة غربة المرسل وغربة المرسل اليه الا اذا كان الصديقان مختلفان ثقافيا.
ثامنا : لا صداقة ولا صديق دائمين في عالم صراع الطبقات الا اذا وحدت بينها المعركة بشرطيها الفكري ( الحكمة ) والعملي ( الكفاح ) وفي صداقة انجلس وماركس مثال ، وهذا معناه ان لا صداقة بين جاهلين ولا بين جبانين .
تاسعا : الصداقة عابرة للأمكنة والازمنة والاجناس والألوان فقد يكون سقراط صديقي مثل ان المعري صديقي والخنساء أيضا كما زباتا المكسيكي وهو في طريفة الى لينين الروسي ، فضلا عن الأحياء .
عاشرا : في عالم التفاهة ترتد الثقافة الى قباحة لذلك يعبر أصدقاء التفاهة عن صداقتهم لبعضهم البعض بالقباحة .
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟