أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 16:47
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
لم تكنْ حياتي سوى أعجوبةٍ صغيرة
لم أستطعْ أنْ أقرأَ حرفَها
ولا أتماهى معَ نقطتها: سِرّها.
قيلَ لي: هي لَعِبٌ ولَهْو.
وقيلَ: مصادفاتٌ عمياء وعبثٌ أسْوَد.
وقيلَ: أكاذيب حقيقيّةٌ أو حقائق كاذبة!
ثُمَّ قيلَ لي: حياتُكَ؛ طفولتُكَ
بطعمِ الحرمانِ المُرِّ والدمعِ المُتدفّق،
بل هي حروفٌ ونقاطٌ سِرّيّة
وطلاسم سِحريّة،
أو حروبٌ بلونِ المنافي
وحصاراتٌ بطعمِ الأنين.
ولكي أقرأَ سِرَّ هذه الأعجوبة الصغيرة
وأتماهى معَ نقطتِها الغامضة،
جمعتُ كلَّ ما قيلَ لي
وكتبتُ فيهِ ملحمةَ حرفٍ هائلة
كلّفتني آلافَ الصفحات
وعشرات الكتبِ والسنين.
وبحثتُ عن مُستمعٍ لها وسطَ الملايين
لم أجدْ سوى مُستمعٍ واحدٍ.
كانَ حقيقيّاً
بطعمِ دموعي ولوعتي وضياعي،
لكنّهُ،
وا أسفاه،
كانَ مُستمعاً فاقد الذاكرة.
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟