أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - أحمد عتمان أيقونة الحياة















المزيد.....

أحمد عتمان أيقونة الحياة


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 21:26
المحور: الادب والفن
    


أيقونة الحياة أحمد عتمان

في عمل يتميز بكثرة الفوضى المرسومة بنمط مريح من التنظيم لا يستطيع المرء فيه أن يصل إلى نقطة التصالح مع الحياة، إذ أن قطار العمر يسير فيه على قضبان ملتهبة تلتهمه. غير أن التملص من الدقائق عسيرة المخاض أمر واجب لولادة أكثر سهولة في القليل من الدقائق المتبقية.
كان ذلك قبل بضعة أيام حيث قررت أن أفر في تفكيري لبعد أكثر تحرراً من أنسانيتنا المصطنعة، وأقنعتنا الملوثة بكافة صنوف الزيف والخداع، في لحظات لا يتستطيع الواحد فينا أن يبقي على ما تبقى من حبوب الشجاعة والصدق والتي لم يعد يباع منها الكثير في واجهات محلات النبلاء.
الصدق مفردة لا يمكن الجزم بوجودها، إذ أنه مدخرة من مدخرات المدينة الفاضلة التي يدعي كل المارين في قطيع النفاق بأنهم يملكونها...الشخوص الذين يتسلقون السلالم هم سارقون، سارقون لكد وتعب البسطاء، من الذين يدافعون عن الخط الأخير من إنسانيتهم...سارقوا حبات العرق ومدخروها في قداحات سجائرهم الفاخرة لم تعد أيديهم تؤتمن والملح الذي يشقق شفاههم بدا أكثر وضوحاً من ذي قبل...
كانت تلك العبارة التي استهوتني والتي كانت عنواناً لإحدى لوحاته "لا تلمس تعبي فما عادت يداك تؤتمن" لقد اختزل كل الحقيقة، بأن العهر لم يعد فقط بالسرقة المادية لكدنا كبسطاء بل تمتع أولئك باللمس، والنظر، والتمتع بحبات عرقنا ...نعم لم تعد يداك تؤتمن.
كم عميق أنت يا أحمد...وكم من كم الحزن منحتني لتغرورق عيناي بالحقيقة المرة بأني أقف وإياك والكثير منا على الخط الفاصل بين البقاء والوداع. لم يعد هناك الكثير لندافع عنه، الروح فينا ملت نفسها وحتى القليل من البصاق على واجهة الواقع نضب فلم يعد يعنينا فعلاً مفردة اسمها فلتبقى أو فلتبقي...
أيها المارون على دفاترنا لم تعد ذكراكم تؤلمنا...
بعيداً كل البعد هذه المرة عما أبحر في خضمه ليل نهار، ربما لأني منشغلة بالفوتوشوب من مدرب عابر، ربما أرقته معرفته فيه فأبقى على السوار يحيط بإبداعه فلا هو تحرر ولا هو أبدع...فصرت مجبرة لكي لا أبقي على معاناتي في عنوان معترض اسمه الخسارة، أجول بين صفحات الكثيرين...لعلي أعزي نفسي بأني لست تلك التي ترضى بالخسارة من الذي لا يمكن أن يكون حتى خصمي أو قبيلاً لي...ربما بعض النرجسية في حياتنا هو ما يجعلنا نبقي على روح التصميم فينا متقدة ولا تخبو نارها أمام زوبعة من الرماد.
وحيناً من الزمن وقفت عند صفحته (أحمد عتمان) عشريني فنان يمزج بين الإبداع بكومة هائلة من الجنون والغرابة والدقة في تعريف الإنسان...(https://web.facebook.com/ahmed.etman15)
لأصدقك القول يا أحمد لقد أستوقفتني تلك الجمل التي خطتها يمينك وكأن كلانا يتحدث عما تبقى فينا وعما نريد الخلاص منه.
"لطالما تمنيت أن أكون شخصا ينسى أن أضع على رأسي الوسادة دون أن أتذكر ما حدث الشهر الماضي، الأسبوع، أو اليوم الفائت دون أن يبتلعني عقلي" دعني أكمله دون أن أسوق فتات الزجاج المطحون وأرصف به طرقات أحلامي...فما عادت لي أحلام فقد بت أحلق فوق الأفق ألملم ما أحب كيفما أحب، وأخلط معجون الروح بإكسير الحياة وأصنع أحلامي المتمردة...
نعم، يا أحمد كنت أبحث عن الغرابة، عن الجديد، عن علم آخر يمزج بين الواقع والخيال بين الجنون والعقل بين المرح والترح بين القبض على الجمر والسير تحت المطر بين الأنا والغير بين كل المتناقضات التي تجعلني قادرة على أن أفرغ كل ما في جعبتي حين ابتلعني الصمت وابتلعته بجدلية لا تتوقف.
كنت يا أحمد الذي وقفت عنده واستهوتني صفحته على الفيسبوك، الكثير من الجنون، الغموض، الرغبة في أن ينساه الكثيرون فيما يجسد بريشته كل دواخلهم بجنون.
شاب في العشرين من العمر يحكي عن مدى تعاسة الدنيا، وفرحها، عن بحثه عن الحب المفقود، الإخلاص في متاهة الخيانة، البساطة في زمن الوجوه الملونة وعن صكوك الغفران للكثير من الخطايا.
ذكرني أحمد عوض عثمان بأن العشريني الذي لم يشهد الكثير من الحروب ولا التحرير لكنه شهد الكثير من الرغبة في أن يمضي بقارب صغير من ورق ليبحربعيداً. غير أن قدره قدر له أن يجدف بيديه في بحر مالح مائل للصفرة يختلط فيه الكثير من اللاشيء، وتطفو حوله الكثير من كتل من التبغ المنفوش.
كم الإبداع الذي رسمه أحمد لا يوصف وكما يقال: دق عالخشب. وخمسة وخميسه في عين العدوين . نعم هي كذلك.
أقف على استحياء أمام عشريني يحاول بصمت أن يتحرر من كل خطايا البشر بتجسيدها بلوحات مبهرة. ليجد نفسه محاطاً بالكثيرين الذين استهوتهم قصص لوحاته...لقد شعروا بالصدق يدغدغ شغاف القلب...ببساطة لقد جعلهم عراة أمام أنفسهم لكن بدرجة عالية من الذكاء...هو بحق يتميز بدرجة عالية من الذكاء والفطنة وله من الموهبة الربانية ما له ليمرر بلمسته الأخيرة الرسالة التي يريدها بكل ثقة. أنت كذلك يا أحمد: "أرشيف لبعض مخلفات عقلي ونتائج هلاوس وشخبطة منظمة"
لكنك لست كأي أرشيف، فأنت تحتفظ بههويتنا، بدواخلنا...ببساطة فنحن لا نستطيع أن نقف أمامك أكثر من عشر دقائق إذ أنك بتلك العشر أستطعت أن تكتشف الواقف أمامك، الماثل بكل غطرسة فيه بلوحة تعريه بها...
كم أنت إنسان يا ابن قرى مركز شبراخيت في محافظة البحيرة في مصر الولادة...لم يولد أحمد فناناً وحسب بل ولد ليكون التعويذة الأخيرة لبقاء الإنسانية، والتحذير الأخير من الانسلاخ عن الذات.
كان لا بد أن يحصل على درع في الإبداع في الابتدائية لكنه صبر ليتحرر من تكرار الأخرين ليحصل في الثانوية على شهادة تقدير من قناة صوت مصر. أكاد أتيقن أنك ستصبح من المهرة العارفين بعلمهم والقادرين على الإبداع فيه، فانضمامك للمعهد الفني الصحي عام 2018 كان اختياراً موفقاً...فأيقونة الإبداع هي أنت...فأنت لا تستطيع أن تخفي نفسك وإن حاولت، إبداعك وصدقك يفضحان مخبأ صمتك.
لم يكن من الغريب أن تحصل على المراكز المتقدمة في الرسم بأول مسابقات له والتي أقيمت في المعهد الفني الصحي، كما أنه ليس من الغريب أن تحصل على المستوى الأول على مستوى المعاهد الفنية الصحية في جمهورية مصر العربية...
ودعني أخمن أن لقبك يا فنان...وأن الكثيرات يطفن حولك كالفراش المبثوث، ولكنك تبقي على نقاءك فما عدت تطيق الألوان رغم أنك تغتسل بها كل يوم.
ليت لي شغفاً في الرسم كالشغف لديك...ربما نلتقي في إحدى القصص التي نحرر فيها عقولنا وأرواحنا من تيه يعيش فيه البشر.



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد دراجي... شاعر النبلاء
- ملامح ومؤشرات دالة على التحول والتوجه نحو التكامل في مركز ال ...
- أيقونة الحياة أحمد عثمان
- زيزف وزوربا
- ما هو الفكر؟؟؟
- أثر الثقافة العربية السائدة في تراجع دور المرأة العربية
- المرأة والعمل
- بحيرة القمر
- قطر علم التكامل والتناغم
- حكاية من حكايات جحا
- الفرار إلى النهاية
- قراءة في كتاب الحب وجود والوجود معرفة للكاتب ريبر هبون بقلم ...
- الإصلاح الإداري ج2
- ARV فايروس الإصلاح الإداري
- على مقربة...ج2
- على مقربة...ج1
- المرأة بالألفية الثالثة
- مشروع الطفل العربي
- مشروع ابتكار قطرة مي وزرعة
- شتيات المصاطب


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - أحمد عتمان أيقونة الحياة