أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - التغير المناخي والكوارث الطبيعية ( الحرائق نموذجا )














المزيد.....

التغير المناخي والكوارث الطبيعية ( الحرائق نموذجا )


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرائق تشتعل وتحول الغابات الى أثر بعد عين، هذا ما دأبت عليه الفضائيات المختلفة وهي تنقل أخبار النيران والأدخنة وهي تلتهم الأشجار في مختلف بقاع العالم، وهي تشبه الى حد كبير حربا مفتوحة وجهنم قادرة على التهام كل ما تصادفه في طريقها و في اي وقت ومكان، بفعل هذا الخراب الذي يشهده المجال الطبيعي على سطح الأرض وفي باطنها وبحرها وهوائها والأنشطة البشرية المخلة بالتوازن الطبيعي، وقد وقف الإنسان عاجزا على وقف هذا اللهيب الذي يستعر ويشتد أواره كلما توسع نطاقه الجغرافي، ولعل ما يعرفه اليونان وتونس والجزائر وغيرها من الدول من اشتعال النيران وفشل هذه الدول في تطويقها دليل على أن هناك خلل عويص، يتعلق الأمر بالقدرات المحدودة ، وغياب برامج وخطط علمية استباقية قبل اندلاع الحرائق وأخرى تتعلق بالمواكبة أثناء اشتعال النيران،وكيفية تدبير حلقات المخاطر للقضاء أو التحفيف من آثار الحرائق المحتملة. وقبل صياغة بعض الملاحظات كمقترحات هي كفيلة للتخفيف الى حد كبير من مضاعفات الحرائق، يتوجب الإشارة الى أن هذه الحرائق وارتفاع درجة الحرارة أصبحت ظاهرة مستجدة في السنوات القليلة الماضية وهي ازدياد ملحوظ، هي راجعة الى الخلل الكبير الذي هم المنظومة البيئية والخراب الذي يهدد الطبيعة بفعل الأنشطة الإقتصادية الصناعية التي تستبيح الثروات بشكل جهنمي والمخلفات المدمرة بسبب هذا التغير المناخي، والتي تؤدي بالإضافة الى الحرائق ، الى ما يهدد البشريةبشكل جدي خلال السنوات المقبلة منها ارتفاع الحرارة وارتفاع مستويات البحار بسبب ذوبان الأنهار الجليدية والفيضانات الجارفة الناتجة عن الأمطار الطوفانية، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أنه بين الفترة 2030 و 2050 سيؤدي التغير المناخي الى وفاة ما يناهز 250000 ألف شخص حول العالم، كما أن المنتدى الإقتصادي العالمي والذي خلص من تقييمات ما يزيد عن 750 عاملا وخبيرا في هذا المجال، أشار الى أن أحد أكبر خمسة مخاطر يواجهها العالم بالإضافة الى أسلحة الدمار الشامل، تطفو الى السطح مشكلة التحول التجذري المناخ ، أزمات المياه، كوارث طبيعية كبيرة، وفشل في التخفيف من حدة آثار التغيرات المناخية والتكيف معها.
لكن المفارقة الكبيرة وهي أن الأطراف التي تسبب في هذه التغيرات المناخية هي الدول الرأسمالية الكبرى تأتي في الدرجة الأولى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والصين والدول الأوربية وحجم الإنبعاثات من مصانعها وشركاتها المتعددة الأنشطة،في حين أن آثار هذه التغيرات المناخية من حرارة الأرض والفيضانات تتحملها غالبا الدول الفقيرة الضعيفة والتي لا دخل لها في اسباب هذه الكوارث والإستغلال المفرط للموارد الطاقية وتبقى شعوب الدول الفقيرة عاجزة ليس فقط على حماية نفسها من حرارة الأرض لصعوبة اقتناء مكيفات الهواء بل وأيضا لغياب القدرات الإقتصادية للحماية من الفيضانات والحرائق، ويضع مستوى تدخلها ضعيف مقارنة بالدول الصناعية التي تتوفر على إمكانيات هائلة تخفف الى حد كبير من وطأة هذه الكوارث المدمرة، في غياب أية استراتيجية لا في التنسيق ولا في وضع برامج وخطط استباقية بدءا من البرامج التعليمية وانتهاءا بالأطقم ورجال التدخل للإطفاء وتحجيم آثار هذه الكوارث، من خلال وضع برامج انذارية من قبيل الشروع في توعية الناس بمخاطر الحرائق الغابوية ،ووضع المتطوعين في تعبئة دائمة واستعداد للتدخل، لكن قبل هذا وذلك فإن حرائق الغابات قد تكون هناك عوامل بشرية وقد تكون هناك عوامل طبيعية محضة في اندلاع، وأن هذه الأخيرة غالبا ما تندلع النيران في صنف من الأعشاب الصغيرة والرقيقة التي تنمو خلال فصل الربيع وسرعان ما تيبس خلال شهر ماي على أكثر تقدير، لتصير وهي أعشاب قابلة للإشتعال لوحدها أثناء ارتفاع لدرجة الحرارة، وهي التي تسبب الى حد كبير في حرائق ملتهبة، وأن عدم تدخل الجهات المعنية بقطاع الغابات لتنقية وتهيئة الغابات والغطاء النباتي قبل موسم الصيف يؤدي الى فوات الأوان ويستحيل إنجاز عمليات التهيئة والنيران ملتهبة،دون إغفال جوانب أخرى سلوكية لبعض المرتادين والمصطافين الذين قد يكونون طرفا في هذه المعادلة إما بشكل متعمد أو في غياب وعي بمخاطر تلك السلوكات العشوائية، وأن أي تقصير في هذه الجوانب التقنية والتحسيسية رغم بساطتها إلا أنها لها آثار تخريبية هائلة لا يمكن التغلب عليها حينما تتكالب ظروف الطبيعة وتتجانس فيما بينها في غياب التدخل الإستباقي الواعي وانعدام القدرات اللوجستيكية الكفيلة بتحجيم الكوارث الطبيعية كالحرائق على سبيل المثال لا الحصر .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي تعليم بدون تربية ؟
- ما ذنب شعب السودان ؟!
- ظاهرة الحلايقية ( باعة الأعشاب ) !أي تدبير للأسواق ؟
- العيد الأممي للطبقة العاملة وسؤال الواقع .
- حتى لا تتحول بعض(الظواهر ) الى طقوس !!!
- وراء الأكمة ما وراءها
- كارثة بحجم زلزال
- الإعلام المخدوم
- الذاكرة سلاح ذو حدين
- إحساس بحجم الفاجعة
- السرعة بين علامتين
- ملاحظات على الهامش
- اختلال القيم بين الأمس واليوم
- الحروب وحسابات المصالح
- الغش مقوض لتكافؤ الفرص
- لمحات من ذاكرة
- شعر ( مظفر للنواب) ذخيرة حية
- التعليم- الأسرة- المجتمع
- في رحاب فاس
- ملاحظات لا بد منها


المزيد.....




- ترامب يكشف عن ما سيفعله مع روسيا والصين إذا فاز في الانتخابا ...
- إيلون ماسك محور جدل في أمريكا واتهامات له بالتحريض على قتل ب ...
- روسيا.. انخفاض عدد مستعمرات النحل بمقدار 500 ألف على مدى الس ...
- خسوف جزئي للقمر سيتمكن سكان مختلف مناطق العالم من مشاهدته
- Lava تكشف عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- من النصر إلى كارثة. الغرب يتناسى أنه قبل عامين احتفل بهزيمة ...
- المهندسون الروس يدرسون مبادئ عمل صاروخ هيمارس الأمريكي
- نمط غريب ومفاجئ في إدارة الحملات الانتخابية في أمريكا
- بلقاسم حفتر لـ-الحرة-: شرق ليبيا وغربها يتوافقان على إعمارها ...
- بعد -محاولة الاغتيال الثانية-.. بايدن يتصل بترامب


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - التغير المناخي والكوارث الطبيعية ( الحرائق نموذجا )