أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم إبراهيم - رسائل غرام (حسوني ابو العنبة ) المنسية














المزيد.....

رسائل غرام (حسوني ابو العنبة ) المنسية


عبدالكريم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


حسوني كغيره من ابناء مدينة الثورة ورثوا مهن آباءهم ،فقد فتح عينيه على رائحة العنبة وهي تفوح من البيت. ولم يكن باختياره ان يحمل ثقل الحياة مبكراً. كانت احلامه لاستوعبتها مخيلة الشباب الحالمة في غد اجمل . ولكن فشله في الدراسة هو الذي جعله يقع ضحية سهلة للحروب وتنهار احلامه في ان يكون معلما كأستاذه حسام المعروف عنه حسن الاناقة ولباقة الكلام حتى كان محط نزاع زميلاته المعلمات في ايهن تظفر بحبه. قيل الكثير عن (دون جوان) حسام لدرجة كما كان يشاع انه ما ان يخرج من علاقة غرامية لدخل في اخرى . قد يكون الرجل زيرا للنساء بمعنى الكلمة فقد ساعده اسلوب وحسن صياغته للمفردات فضلا عن وسامته في جذب الفتيات اليه، لذا كان بعض زملائه واصدقائه يستعينون به في كتابة رسائل الحب التي يبعثونها الى حبيباتهم.
كان حسوني أبو العنبة من اشد المعجبين به فكان يقلدهُ في مشيته، وكيف كان يضع قلم الحبر في جيب سترته لدرجة انه الح على والده أن يفصل له قاط كالذي يلبسه استاذ حسام ،ولكن حسوني لم يكن يمتلك تلك الموهبة في صناعة الكلام العذب. وأيضا هناك فرق بين رائحة العنبة ورائحة العطور الفرنسية التي يضعها حسام.
برغم من قناعة حسوني انه محدود الامكانيات، فأنه مازال يحلم أن يكون له عشيقات كثر كحسام يكتب لهن ما يجول بخاطره – علما انه لا يفك الخط – ولكن الاحلام ليست حرام كما يقال. وشاءت الصدف أن يتعلق قلبه بفتاة نسخة طبق الاصل من الممثلة زبيدة ثروت حتى أن أهل المنطقة تناسوا اسمها الحقيقي من كثرة يشوع هذا اللقب على هذه الفتاة. ولمْ يستطع حسوني أن يصارحها بحقيقة مشاعره اتجاها، فهو: متردد ،كثير الحياء ، قيلة الخبرة ، فضلا عن أنها كانت ابنة مختار المنطقة المعروف انه من النوع (الحاروكة ) الذي وشى بعدد كثير من اهل المنطقة. هذه الاسباب هي التي جعلت من العاشق الولهان متردد، كثير السرحان والهيام في جمال شبيهة زبيدة ثروت. وفي يوم من الايام قرر استشارة استاذه حسام فهو لا يبخل في تقدم المشورة والنصح في مثل هذه الامور. عرف الاستاذ الذكي صاحب المراس الطويل، وباع الكبير في دورب العشق ان تلميذه أصابه سهم الحب فجاء طالباً النجدة. فبادره قبل ان يقول شيئا : من هي ؟
- وكيف عرفت يا استاذ؟
- الا تعرف أن العاشقين تفضحهم عيون.
- انها زبيدة ثروت.
- بنت المختار، حبيبي حسوني ما لكيت غير بنت المختار حتى تحبه؟ّ!
- والقلب وما يهوى.
- صدقت، القلب ما يهوى ،اسمع حسوني راح اكتبلك رسالة جميل بثينة ما كتبتها بحياته.
- استاذ أبوها كسار ركاب.
- اعرف جيداً.
سلم حسوني رسالة العشق إلى حبيبته التي تفاجأت بحسه المرهف، وقدرته على اختيار الكلمات التي ثلج الفؤاد، وتزرع في المخيلة العناد. ولكن القدر لمْ يمهل العشاق الولهان سوى ايام قليلة، حيث سيقَ الى جهات القتال عندما تذكر كيف كان رفاقه في المنطقة يأتون على نعوش تحملها سيارات الاجرة وسط عويل الاهل والاحبة ؟ فكرت ان يهرب من الجيش ولكن إلى أين؟ لابد له من الذهاب إلى قدره المكتوب حيث لا رسائل معطرة بأريج الهيام، وعيون زبيدة ثروت تطرد عنه وحشة المكان، ودوي المدافع وازيز الرصاص والموت الذي يخطف الجنود واحداً واحداً. كان الدور هذه المرة على حسوني ليعود محمولاً في احدى ايام تموز الحارة على سيارة اجرة حمراء توسطت الدربونة. اختار الموت هذه المرة عاشقاً أخرس لا يعرف قصته سوى انين محبوبته واستاذه ولافتة سوداء ورسائل غرام كانت تصل بعيدة عن اجهزة الرقابة.



#عبدالكريم_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات ( أبو خليل ) على مقاعد سيارات (الإيفا) و(الزيل)
- حمدية أم بُكلة ورشاقة نعيمة عاكف وجاذبية نيوتن
- أول مسلسل عراقي يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
- الطرب الاصيل بين منديل أم كلثوم ومسبحة داخل حسن
- صينية كَيمر عرب على خدود ليلى عليوي
- فدعوس المطيرجي ومذنب هالي
- فدعوس المطريجي ومذهب هالي
- الدين والعشيرة والدولة ... التجاذب والتنافر
- دولة (الماستركارد) و نظرية ( الخطيّة)
- فريد شوقي وصورة الأب المثالي في الأفلام الاجتماعية
- قحطان العطار .. صوفية الاعتزال المبكر
- قلم الباركر وتسريحة (الفس بريسلي)
- محاولة القفز على جمالية السينما
- كيف انتصرت الأغنية الشعبية لحقوق المرأة؟
- مسلسل (فدعة)مشكلة اللهجة وبطء الحركة
- صالح الكويتي .. الإبداع اللحني و التجديد الموسيقي
- (الطنطل) من إبداعات ذاكرة الأجداد الخصبة
- حيرة ... غربة عراقية وأجواء تركية ونهاية هندية
- جيمس دين وناظم الغزالي وعبدالحليم حافظ


المزيد.....




- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم إبراهيم - رسائل غرام (حسوني ابو العنبة ) المنسية