أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الدولة الداعشية و الإسلام الأصولي ( 1 )















المزيد.....

الدولة الداعشية و الإسلام الأصولي ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد بعض واضعي استراتيجيات مكافحة الإرهاب و التطرف الإسلامي أن إقصاء و اجتثاث حركات الإسلام السياسي المعتدلة سيكون عاملا خطيرا في نمو التطرف و الإرهاب , حتى أن البعض منهم وصف حركات الإسلام السياسي المعتدلة بالضد النوعي للإرهاب و التطرف الإسلامي , أي بوسطة الإسلام السياسي المعتدل و من خلاله يمكن القضاء على التطرف الذي يقود للإرهاب .
لتناول الفرق الأساسي بين الإسلام السياسي المعتدل و الإسلام السياسي المتطرف يمكن , على سبيل المثال , اخذ النهج الذي تتبعه حركة طالبان الافغانية بعد استيلائها من جديد على السلطة في افغانستان باعتباره يمثل النهج المعتدل للإسلام السياسي و نقارنه بنهج الدولة الداعشية التي سيطرت منتصف سنة 2016 على اجزاء من شمال و غرب العراق و اتخذت من مدينة الموصل العراقية عاصمة لدولة الخلافة الإسلامية باعتباره يمثل النهج المتطرف للإسلام السياسي بحده الأقصى .
لقد دعت عدد من الدول من ضمنها الصين للتعامل الإيجابي مع حكومة حركة طالبان الأفغانية كي يتم بواسطتها احتواء التطرف الإسلامي المتمثل بتنظيم القاعدة و داعش و التنظيمات الفرعية المرتبطة بهما .
فهل حقا أن النهج الذي تتبعه حركة طلبان يختلف عن النهج الداعشي ...؟
لاشك أن هنالك فروقات بين النهج الذي تتبعه حكومة حركة طلبان و النهج الداعشي لكن هذه الفروقات هي كمية و ليست نوعية و إن هنالك مساحة مشتركة واسعة بين هذين النهجين لأنهما نابعين من مصدر فقهي واحد و احكام شرعية لها نفس الجذور التاريخية , يمكن تلخيص هذه الفروقات بين نهجيهما بما يلي :
اولا : مبدأ تصدير الثورة الإسلامية .
حركة طالبان تعمل على تطبيق نهجها المتطرف ضمن الرقعة الجغرافية لأفغانستان , أما نهج تنظيم القاعدة و داعش فهو نهج اممي لا يتوقف نشاطهما المسلح عند الحدود السياسية للدول .
ثانيا : موضوع الخلافة الإسلامية .
لأن نهج حركة طالبان الأفغانية يخص الأمارة الإسلامية التي شكلتها هذه الحركة ضمن الحدود السياسية لدولة افغانستان فقط و لا تتعداها , لذا اصبحت هذه الأمارة الإسلامية غير خاضعة لأي دولة خلاقة إسلامية يعلنها تنظيم الدولة " داعش " , بالإضافة الى أن حركة طلبان اعلنت بوضوح احترامها للأعراف الدولية و تقر مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى و تسعى للحصول على اعتراف الدول الأخرى بإمارتها لغرض حصولها على المقعد المخصص لدولة أفغانستان في الأمم المتحدة .
ثالثا : التدرج في تطبيق الحدود الإسلامية .
تعتمد داعش التطبيق الفوري و الصارم للحدود الإسلامية كقتل المرتد و قطع يد السارق و دفع اهل الكتاب للجزية و تطبيق عقوبة الجلد و الرجم حتى الموت و غيرها , اما في نهج حركة طلبان فهنالك فسحة زمنية بين استلامهم للسلطة و البد في تطبيق هذه الحدود المتشددة , و خلال هذه الفسحة الزمنية يتم التدرج في التشدد لحين وصول العقوبات و الأحكام الى حدها الأقصى .
رابعا : الاختلاف في بعض المعايير التي تستخدم في تحديد من هو المشرك و من هو المرتد , فمثلا داعش تعتبر كل المسلمين الشيعة هم من المرتدين و لا تشملهم التوبة .
و لكي يكون تناول هذا الموضوع اكثر وضوحا لابد من تناول اهم الحدود التي يقرها الإسلام الأصولي و هي كالاتي :
اولا : اعطاء أهل الكتاب اربعة خيارات عليهم اختيار احداها و ليس لهم خيار خامس .
1- دفع الجزية .
2- الدخول في الإسلام .
3- ترك ارض الإسلام دون اخذ اي شيء من ممتلكاتهم .
4- القتل بقطع الرأس .
لقد طبقت داعش هذه الخيارات الأربعة على المسيحيين في المناطق التي سيطرت عليها في العراق , الإسلام الأصولي يعتبر هذه الأحكام الشرعية التي طبقتها داعش هي أحكام مطابقة لما اعتمده المسلمون الأوائل بحق اهل الكتاب في الأراضي التي سيطروا عليها في ذلك الزمان .
ثانيا : ليس للمرتدين سوى القتل و سبي نسائهم و هذا المبدأ طبقته داعش على شيعة العراق بعد أن تم اعتبارهم من المرتدين , تختلف مدارس الإسلام الأصولي على تحديد من هم المرتدين لكنهم لا يختلفون من حيث المبدأ على الحكم المتمثل بقتل المرتدين و سبي نسائهم .
يمتد جذور الفكر الداعشي الى مدارس الإسلام الأصولي التي شكلها فقهاء المسلمين الأوائل اعتمادا على مجريات الأحداث الواردة في بعض كتب التاريخ في حروب الردة و بعدها .
مَنْ يطلع على كيف بطش جيش خالد ابن الوليد بالمسلمين من بني تميم و كيف انه لم يكتفي بقتل زعيمهم مالك ابن نويرة بل قطع رأسه و وضعه في قدر من الماء المغلي لسلقه و يقال لأكله .
قد تكون قصة اكل راس ابن نويرة من قبل خالد ابن الوليد فيها مبالغة و تشويه للحقائق , لكن لا يختلف المؤرخون على ان جيش خالد ابن الوليد قد اباد مالك ابن نويرة و جماعته , إذ إن زعيم المرتدين مالك ابن نويرة قد استسلم و معه عدد من ابناء قومه إلا إن خالد ابن الوليد نفذ حكم الإعدام بمالك ابن نويرة و بغيره من الأسرى وذلك بقطع رؤوسهم تطبيقا للحكم على المرتدين عن الدين الإسلامي , كان يفترض اعتماد المبدأ القرآني " لا اكراه في الدين " لكن الإسلام الاصولي المتطرف يعتبر أن هذه الآية القرآنية قد نسختها آيات السيف .
في حروب الردة و انتصار جيش خالد ابن الوليد على من تم تسميتهم بالمرتدين قد ثبت مبدأ قتل المرتدين عن الإسلام من الذكور و سبي الإناث حيث تم سبي نساء عشيرة مالك ابن نويرة و وزعت السبايا على قادة المسلمين و كانت حصة خالد ابن الوليد زوجة مالك ابن نويرة .
ثالثا : أما المشركين فيتم سبي نسائهم و وضع رجالهم امام خيارين , إما الدخول في الإسلام او القتل , و هذا ما فعله الدواعش بالأيزيديين في مدن و قرى محافظة الموصل العراقية التي خضعت لسيطرتهم .
الحوار الفقهي الذي دار بين كبار فقهاء الدواعش حول الحكم الشرعي الإسلامي بحق الأيزيديين في العراق و الذي نشر في وسائل الدواعش الإعلامية في تلك الفترة لمعرفة هل أن الأيزيديين هم من المشركين ام هم من المرتدين , و كان قرارهم الفقهي هو ان الأيزيديين هم من المشركين لذا كان الحكم بحقهم اقل وحشية و بشاعة و هو سبي النساء الأيزيديات و اعطاء الرجال خيارين , إما الدخول في الإسلام او القتل .
لو أن الدواعش اعتبروا الأيزيديين مرتدين لتم قتل رجالهم و سبيت نسائهم , كما فعلوا للشيعة في تلك المناطق .
رابعا : أمام المسلمين من اهل السنة و الجماعة خياران , إما اعلان التوبة و مبايعة أمير الخلافة الإسلامية أو القتل و هذا ما فعله الدواعش بالمسلمين في المناطق التي سيطروا عليها في العراق .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العرب هم من الأقوام المنبثقة من السومريين ...؟
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية ال ...
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (2)
- هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)
- العملية السياسية في العراق و تعقيداتها
- التيار الصدري و مستقبل العملية السياسية في العراق
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 4 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الدولة الداعشية و الإسلام الأصولي ( 1 )