أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة (6)














المزيد.....

رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة (6)


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 7683 - 2023 / 7 / 25 - 11:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُحكى أنَّ أحد الصالحين وكان يدعى "قاصدَ البحر" خاض بحوراً وقف ثقات العارفين على شطآنها. وحدّث الناس عنه أنه لما تأمل المد والجزر في أحد الليالي أرخى فؤاده وجلس على ركبتيه على الشاطئ يستقبل الموجة تلو الأخرى تضرب وجهه بلطف اللطيف وتغمر رأسه بحب الحبيب.

رفع القاصد رأسه وسأل:

-يا صاحب البحر. هل أنت سعيد؟

فقيل له: لم يسألنا عن حالنا قبلك من أحدٍ أبدا.

-يا صاحب البحر أنت دعوتني أن أسألك ولو لم تشأ لم أفعل.

-هل أنت سعيد ببحرك وبرك ومجدك؟

قيل له: اسمع صوت البحر خارجك تعرف، اسمع صوت الدم يتدفق داخل عروقك وعروق عشيرك تعرف. اسمع صوت الطبل يقرع للحرب تعرف، اسمع صوت القلب يخفق دائبا والنفس يدخل ويخرج دائما تعرف. اسمع صوت بكاء الحي على الميت تعرف.

-يا صاحب البحر سمعت فأصابتني الحيرة. فهل أصابك الفرح ثم اعتراك الحزن؟

قيل له: أنت لم تسمع الحي يبكي على الميت والوالد يهلل للمولود في نفس اللحظة. ما ثمة "ثم" يا قاصد البحر. ولم يسألنا عن حالنا قبلك من أحد أبدا.

يا قاصد البحر إن الفرح والحزن أحوال وصاحب البحر والبر حاله فوق الاحوال وذوقه فوق الاذواق وَشعوره فوق الشعور. ولم يسأله عن شعوره من قبلك من أحد أبدا.

-يا صاحب البحر هلّا اختبر التذوق من يُذاق المر والحامض في سبيله ويملّح رزقه أمام ناظره الكريم، ويراق القطر على الحلو من فضله العظيم. وهلّا اختبر الاهوال من تخاض الاهوال للوصول إلى بيته العامر.

قيل له: يا قاصد البحر لا جواب من صاحب البحر والبر سوى ما سمعت. فارجع واسمع.

وحدث الناس عنه أنه قصد البحر بعدها لا لشيء إلا ليغرق.

فقيل له: ويلك أتهلك نفسك

-لعلي أسمع أهل البحر وأرتاح من ضجيج أهل البر.

قيل له: عد إلى البر واسمع جيداً لتعلم عن حال صاحب البحر إن كنت لا تزال مهتماً. واترك ضجيج البحر لأهل البحر.

عاد قاصد البحر مرة أخيرة إلى البر وفؤاده حائر، وسمعه حاضر، وبصره غائر، وإعياؤه للكل ظاهر.

حمل قاصد البحر ربابته وغنى: "محب الله في الدنيل عليل"، وكانت رائجةً بين العارفين، وجمهور المحبين.

فلما فرغ منها ركن ربابته وصلى فأطال الصلاة ثم رفع يديه ونادى داخل قلبه: يا صاحب البحر إن كنتَ سعيدا فأنا لذلك سعيد وإن كنتَ حزينا فأنا لأجلك حزين. فسأبتهج وأبكي، متعادلا بينهما، أشعر بالشيء بقوة وبنقيضه بقوة تضاهيها، فيشتعل شعوري بالحياة وأصلي للحي الذي لا يموت. فما ادق وما أصفى اسم "الحي"، وما أجمل أنه حي.

أشهد أنك حي، وأحب أنك حي.

فقيل له: لم يسألنا عن حياتنا من قبلك من أحد، فلجرأتك هذه احظ باختبار الشعور كما لم يذقه أحد أبدا. اشعر كما يشعر من يولد وتدب فيه الحياة، ذق هذا الشعور مرارا، وتقلب في تيّار الشعور المتناقض المتعادل حراً لا من الشعور ولكن من تبعات الشعور.

وحدث الناس عنه أنه بعد تلك الصلاة لم يظهر أبداَ.



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تخالف كي تُعرف (قصيدة)
- يا قوم قصوا لي لساني (قصيدة كاملة)
- يا قوم قصوا لي لساني ٤
- يا قوم قصوا لي لساني ٣
- يا قوم قصوا لي لساني ٢
- يا قوم قصوا لي لساني
- كنتُ أضرب الطين
- صابر Sober
- الجنة الأبدية - سان جانيبيرو
- زايون
- حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 6
- حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - الفصول الخمسة الأولى
- حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 5
- حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 4
- حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 3
- حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 2
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة (5)
- حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين
- لعبة الذكريات - 2
- سأبني جداراً


المزيد.....




- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- و-مصدوم- إثر استشهاد 14 ...
- الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
- واشنطن وبكين تتنافسان على بناء روبوتات بخصائص بشرية
- حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
- انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بقصف إسرائيلي في رفح.. والصليب الأ ...
- إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديد ...
- 76 شهيدا في غزة بأول أيام العيد وحماس تدعو للتحرك لوقف العدو ...
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- إثر مقتل مسعفين في غزة
- قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض.. وترامب يكشف السبب


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة (6)