أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهين شيخاني - الشروع في مشروع














المزيد.....


الشروع في مشروع


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 7682 - 2023 / 7 / 24 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


توجه الاستاذ المتقاعد كعادته , أثناء الفترة المسائية إلى صديقه الماركسي والذي يربطهما صلات واهتمامات عدة ومن بينها الأدب والسياسة وهذه الاخيرة أصبحت بضاعة دارجة ، حيث يتدخل فيها كل من هَبَّ ودَبْ , وما ان شَرَعَ بالجلوس حتى بادره بسؤاله المعتاد ، هل من شيء جديد يا أستاذ...؟!!.( يقصد الأخبار المتداولة على الساحة السياسية الإقليمية و العالمية ) .
- جديدي , أن تفكر معي عن ايجاد مشروع أؤمن التزامات البيت , ميزانيتي لم تعد تتحمل أكثر من ذلك والديون أثقل كاهلي..؟!!.قال له.
- أي مشروع يلزمه رأسمال , أين لك بالمال والمحل يا صاحبي...؟!!!.
- اعتبر المحل جاهز ، لي صديق سيغادر البلد ، سيهاجر ، سيترككم ، لقد ناله التعب ، مريض لم يعد قادراً على العمل ، واقترح عليَّ باستلام محله دون مقابل ، وفي حال توفيقي بالعمل سيطلب مني حين ذاك نسبة من الأرباح .
- الأرباح ، منيح ، عظيم ، إذاً سيدعمك بالمال أيضاً , على ما يبدوا..؟!!.
- لا .. فقط المحل , المسكين باع منزله ليتمكن من الذهاب عن طرق المهربين , اما أنا ابحث عن شراكة مثل حضرتك ، أنفعه وينفعني واستأنف حديثه ضاحكاً : ستتخلص من زياراتي اليومية والنقاشات الغير مجدية والمزعجة التي نسببها لبعضنا طوال هذه السنوات المريرة . تستهلك طاقاتنا جسديًّا وعقليًا، وتجعلنا تحت ضغط التفكير الزائد عن اللزوم , والجميل الابتعاد والمهادنة ...
- يا ليتني كنت أملك من المال ونتشارك في مشروع ما معاً ، لكن كما ترى ، شُلتْ حركة السوق رغم اقتراب العيد ، الشوارع فارغة , لو أطلقت الرصاص لم أصاب أحداً والناس الله يعينهم ، لم يعد بإمكانهم تأمين لقمة العيش لأسرهم ، الآن أغلب المحلات شبه جامدة بل على وشك الإغلاق ، التجارة لم تعد نافعة , لم تعد تدر دخلاً محترماً ، والدولار تكوينا , تلعب بنا و تأرجحنا يمنةً وشمالاً .
- ما العمل إذاً ...؟!!!.
بعد هُنَيْهة خطر بباله فكرة ، ابتسم قائلاً :
- هناك عمل مريح ، أعلم مسبقاً لن ترضى به ، رغم أنه مناسب وسيدر عليك بدل الليرات , دولارات...؟!.
- دولارات ....؟!!. هل تريد أن تتخلص مني وتدفعني نحوأعمال غير قانونية ، قالها باستغراب.
- أي نعم دولارات ، وربما سيارة فارهة وحتى مصروفها ليست من جيبك ، ومرافقة ،إن كنت تعرف العزف على الوتر الحساس ، أدرس هذا الموضوع ، وأن وافقت سأغلق المحل بدوري وأسلمه لصاحبه...؟!!., بضاعتي نحو الكساد ..؟!!. ولن أخفيك سراً , و أنا نحو إعلان إفلاسي.
- خبر سيء يا صاحبي , لكن بالله عليك ، لقد أثرت فضولي على هذا العمل الرابح .
- يا صديقي ، الميزات التي تكتسبها لا تتوفر في غيرك ، كاريزما ، ثقافة، حنكة ، دبلوماسية.
- عدل من وضعية جلوسه , سحب نفساً عميقاً من سيجارته ثم نفث الدخان في الهواء, تمعن بوجه صديقه وقال : ما هذا الإطراء ...؟!.
- أنها الحقيقة وليست مجرد مجاملة أو إطراء ، خذ بنصيحتي وضع يدك بيدي والباقي أتركه لي ، بما في ذلك تأمين الرخصة , وسيكون كل شيء على ما يرام .
- حسناً ، هات ما عندك...يا حكيم زمانك.؟!!.
- التجارة الرابحة والسائدة اليوم ولغد أفضل لنا ولمستقبل آمن لأبنائنا ، يدر علينا مبالغ طائلة ، أن تعلن لإنشاء وتأسيس حزب جديد .
- حزب جديد ..؟. ألا يكفينا هذا الكم الهائل من الخراب ..؟!!. وهل تبغي أن أكون أضحوكة في مجتمعي ، لا يا صاحبي ، وماذا أجاوب الناس عن المبادئ والقيم والثوابت التي نهلت منها منذ نعومة أظافري وحتى الآن ..؟!!.
- تنهد طويلاً وقال : نحن في زمن اغتيال المبادئ والثوابت , زمن الانحطاط الأخلاقي والفكري , زمن الفساد حيث أصبحت الشطارة ذكاء والصدق والإخلاص غفلة وغباء.
- مستحيل يا صاحبي ...؟!!. كلمة "غباء " أفضل وأغنى لي من كلمة ثراء , وصاحب قناعات أفضل من صاحب المليارات ...هذا أنا ...؟!!!.
- يا لطيبة قلبك بل يا لسذاجته ، عندما تمتلك المال والسلطة ، سينسى الناس كل شيء ، فذاكرة شعبنا كذاكرة السمك ، تنسى بأسرع مما تتوقع ، أما المبادئ والثوابت فاحجزها بين ثنايا ضلوعك ، اسمعني وأبدأ بالشروع في هذا المشروع ، فالغاية تبرر الوسيلة وأنت أدرى بمصلحتك...؟!!.
التمسك بالمبادئ والقيم مثلما تفضلت رأسمال الإنسان ، الآن أضحت موضة قديمة ولا تصرف في هذه الأيام والجميع الآن يسبحون مع التيار ، أعلم أنك تحمل مبادئ وقناعات ولكن لو عرضتها للآخرين سوف يسخرون منك ومهما حملت من أفكار نيرة لصالح مجتمعك وقضيتك ، هذا ماذا حصل للناس ، أصبح القيم والمبادئ تتساقط بالتقادم .
- هكذا يبدوا " أحياناً....نحفر قبرنا بأيدينا ، والسبب هو " غباء " طيبة القلب ..", قالها الاستاذ .
- نظر الى ساعته التي كانت تشير الى العاشرة ليلاً , لقد حان إغلاق المحل , ورغم نحن في حيرة من أمرنا ، تائهين في هذه الزحمة والحرب المجنونة , أنا مع طرح أنشاء حزب جديد , فكر ملياً والصباح رباح .
- انتهت -



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحة آناهيتا
- شيطانة.. بجلباب محامية..؟.
- بمناسبة يوم الصحافة الكردية
- توقيع سريع في كومين الحي...
- المتبرع - قصة قصيرة
- بمناسبة صدور كتاب عن مهرجان دهوك الثقافي الخامس.
- الكوردفي حلبةنشوءدولةوانظمةجديدة.
- ليتني كنت السابع - قصة قصيرة.
- الدولة العميقة وكش ملك
- الحدود ( 2 )
- عزلة ثلاثة عشر عاماً...
- زائر الليل
- الفاسد ؟؟؟
- المعطف...
- بمناسبة يوم اللغة العربية
- من الذاكرة المنسية
- -بائعة الخبز -
- الادارة والمجلس و« المغارة » ...الأخوين قاسم و علي بابا .
- مقال
- - كورد سوريا والعام الجديد -


المزيد.....




- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...
- جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع ...
- نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
- الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد ...
- حبس فنانة مصرية 3 سنوات
- راسل كرو.. لماذا انطفأ نجم صاحب الأوسكار وأصبح يعيش في الماض ...
- أحداث مليئة بالإثارة والتشويق في الحلقة 178 من مسلسل المؤسس ...
- الكاتبة الروائية (ماجدة جادو) ضيفة صالون الفنان -مصطفى فضل ا ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهين شيخاني - الشروع في مشروع