|
رحيل الموسيقار السوداني وملك الفلوت بعد 50 عام من الإبداع
محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 7681 - 2023 / 7 / 23 - 00:03
المحور:
الادب والفن
السودانيون يودعون "ملك الفلوت" بعد 5 عقود من الإبداع
السبت 22 يوليو 2023
ودع السودانيون، يوم الجمعة، عازف "الفلوت" الموسيقار حافظ عبد الرحمن الذي ظل لاكثر من 5 عقود يشكل وجدان عشاق الموسيقى الرصينة داخل وخارج السودان عبر مقطوعات موسيقية خالدة في العديد من الإذاعات والمحافل العالمية.
عرف حافظ الراحل عبدالرحمن بتخصصه البحت في آلة "الفلوت"، مما أهله لاكتساب قاعدة جماهيرية عريضة على المستويين المحلي والعالمي، حيث أصدر عدد من ألبوماته في فرنسا، واعتبرته الصحافة الأوروبية كواحد من أبرز مواهب الموسيقى الأفريقية.
وتخطت مقطوعاته النطاق المحلي والإقليمي حيث استخدمت في عدد من الإذاعات حول العالم كإذاعة "بي بي سي" وصوت أميركا ومونت كارلو، كما قدم فواصل موسيقية في عدد من المنصات العالمية من بينها مسرح مركز كينيدي في واشنطن.
وتركز المقاطع الموسيقية التي يؤلفها عبدالرحمن عادة على إنسان السودان البسيط، وتعبر في كل مرحلة عن الواقع المعاش.
وبدأ عبد الرحمن العزف في سبعينيات القرن الماضي مستخدمًا آلة "الناي"، ثم سرعان ما بدا في دعم موهبته بدراسة الموسيقى والدراما في جامعة السودان، وتعرف على آلة الفلوت لأول مرة العام 1981. وقبل تعرفه على الفلوت، استطاع عبدالرحمن تاليف مقاطع موسيقية رسخ بها شعارات العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية في منتصف السبعينيات وظلت حتى الآن تشكل جزءا مهما من الذاكرة الموسيقية في السودان.
واستخدمت مقطوعته الأولى "المرفأ القديم" شعارًا لبرنامج "دنقا دبنقا" الذي كان يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة. ومن أشهر مقطوعاته ايضا "الأيام الخالدة" التي نشرت في ألبوم يحمل العنوان ذاته، والذي قامت بتوزيعه عالميًا شركة أمازون الأميركية، ليصبح بذلك أول ألبوم سوداني بموسيقى سودانية أصيلة على أمازون.
وفي المجمل ألّف عبدالرحمن ما يصل إلى 81 مقطوعة موسيقية على آلة الفلوت بكافة أنواعها، منها مقطوعة "حتى نلتقي" و"همس الأنامل" و "بين الذكرى والشجن" و"إيقاع الجبل".
وكان لعبدالرحمن الفضل الكبير في تطوير الأغنية السودانية حيث شارك بالعزف مع فنانيين كبار مثل الراحل محمد وردي وغيره من عمالقة الفن السوداني.
ووفقا للموسيقار واستاذ الموسيقى في الجامعات السودانية كمال يوسف فإن الطابع الموسيقي الخاص الذي تميز به عبد الرحمن حقق له نجاحات كبيرة وقبول جماهيري واسع أهله له قرب موسيقاه تكويناً وأداءاً من الوجدان الشعبي للإنسان السوداني.
ويقول يوسف لموقع سكاي نيوز عربية إن عبدالرحمن دخل الوجدان السوداني من الباب الواسع منذ بداياته قبل نصف قرنٍ من الزمان حيث تم توظيف إحدى مؤلفاته التي يؤديها على صفارة الأبنوس كشعار للبرنامج الإذاعي "رسائل المديريات" في منتصف سبعينات القرن الماضي.
السودان.. وفاة مطرب الشباب الأول ويشير يوسف إلى أن مؤلفات عبدالرحمن الموسيقية التي قدمت عبر الإذاعة والتلفزيون وما انتجه من ألبومات لاقت نجاحاً جماهيرياً عريضا، وشكلت ذائقة أجيالٍ عديدة وظلت مادةً متفردةً في اسلوبها مميزةً بطابعه الشخصي وما يحمل من معرفة فنية وثقافة موسيقية لها من أنحاء غرب السودان في كردفان ودارفور نصيب وافر.
وفي ذات السياق، اعتبر الموسيقار حسام عبدالسلام الراحل عبدالرحمن كواحد من الموسيقيين القلائل الذين استطاعوا العزف بقوة داخل الوجدان السوداني، مشيرا إلى ان موسيقاه لم تكن تعرف حدودا إثنية أو جغرافية داخل السودان المترامي الأطراف حيث اجتذبت جمهور محبي الموسيقى في شرق وغرب وشمال وجنوب البلاد بمختلف انتمائاتهم العرقية، كما حظيت بقبول واسع خارج حدود البلاد.
وقال عبدالرحمن لموقع سكاي نيوز عربية "تكمن أبرز عناصر قوة موسيقى عبدالرحمن الخالدة في ملامستها للوجدان الشعبي السوداني وقدرتها الفائقة على التطور والمواكبة مما جعلها محل تقدير واحترام من جميع مستمعي الموسيقى".
المصدر: موقع سكاي نيوز عربية
فيديو.. موسيقى رائعة من الموسيقار العبقري حافظ عبد الرحمن – صباح الشروق https://www.youtube.com/watch?v=aNnBmmWPdNA
رحيل العازف السوداني حافظ عبد الرحمن يضيف إلى أحزان مواطنيه
السبت 22 يوليو 2023
عطاؤه الفني استمر 50 عاماً حصد خلالها 30 عملاً من موسيقاه جوائز دولية
موسيقى حافظ عبدالرحمن كانت وما زالت عاملاً رئيساً في توحيد وجدان الشعب السوداني (مواقع التواصل)
صدمة كبيرة تلقاها جمهور الموسيقى في السودان برحيل عازف آلة "الفلوت" العالمي ذائع الصيت حافظ عبدالرحمن بعد أن أثرى الساحة الفنية على مدى عقود بألحان شكلت وجدان المستمعين، وشدت أنغام "صفارته" مقطوعات عشقها الملايين لأنها ترجمت مشاعرهم وواست أرواحهم وجالت بين عواطفهم الحائرة، فهو لم يقدم إلا السهل الممتنع، بحس عال وتفرد بديع في اللحن والأداء.
وتوفي عبدالرحمن ظهر أمس الجمعة إثر معاناته من مرض نادر أفقده الذاكرة وصار أسيراً لعالمه الخاص، ولا يتذكر إلا زوجته.
يأنس لموسيقاه الأرستقراطيون وأبناء الطبقة الوسطى ومختلف فئات الشعب الأخرى، إذ حمل معه شجن النغم إلى دول عدة في العالم، فطرب له الأميركيون والأوروبيون، وجال يحمل آلته الصغيرة صوتاً يلامس قلوب مستمعي إذاعات عالمية مثل "مونت كارلو" و"بي بي سي" و"صوت أميركا".
نعي نجوم الفن
ودون كثير من الموسيقيين ونجوم الفن والشعراء والصحافيين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات الرثاء للموسيقار الراحل.
وبحزن كبير ودعه عازف الكمان عثمان محي الدين بكلمات مؤثرة تقول "ستنام المزامير حزينة يا صاحب، نفتقدك في أيام عصيبة، حرمتنا من أن نكون حضوراً لوداعك الأخير، كان لي شرف العزف معك في الكثير من المناسبات، وكنا نتشارك الهم سوياً ونبتسم، اللهم أرحم عبدك حافظ عبدالرحمن مختار، وأسكنه فسيح جناتك، وانزله منزلة الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، إنا لله وإنا اليه راجعون".
وكان الأكثر تعبيراً عن مشاعر الصدمة والحزن، الشاعر الصادق الرضى، إذ كتب عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، "الدموع تسبق العناق والبكاء سيد المشهد، الوجوه دامعة، رحل عنا حافظ عبدالرحمن له الرحمة والمغفرة".
الفنان محمد حسن حاج الخضر كتب على "فيسبوك"، "وداعاً صاحب الأيام الخالدة، فقدت الساحة الفنية في السودان أحد رموزها وركائزها الموسيقار حافظ عبدالرحمن مختار، وخالص التعازي لأهله وزملائه ومحبي فنه، اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين والصالحين".
مشوار حافل
ترجع أصول الموسيقار حافظ عبدالرحمن إلى مدينة بارا غرب السودان، لكنه أبصر النور بمدينة نيالا في ذات الإقليم، وبين وديان دارفور وربوع كردفان شرب فن البادية النقي وتعلم العزف على آلة الفلوت، وتعد مقطوعته الموسيقية "المرفأ القديم"، أول إبحار موسيقى، ثم انهمرت أعماله شلالات من الفرح عبر مساره الإبداعي الكبير، فأهدى المستمع السوداني مقطوعات باذخة مثل "همس الأنامل" و"ضوء الشموع" و"إيقاع الجبل" و"بين الذكرى والشجن"، وكذلك "حتى نلتقي" و"الأيام الخالدة"، كما حصد 30 عملاً من أعماله الموسيقية جوائز عالمية واستعانت بها إذاعات دولية من بينها "مونت كارلو" و"بي بي سي" و"صوت أميركا"، إلى جانب أنها أصبحت خلفيات لبرامج تلفزيونية شهيرة، وجال عبدالرحمن بلاد العالم وهو يحمل آلته الصغيرة التي عزف بها في عاصمة اليابان وعدد من العواصم الآسيوية، قبل أن يذهب إلى القارة العجوز لتطرب مقطوعاته مدناً أوروبية.
توحيد الوجدان
الباحث في مجال الموسيقى مصعب الصاوي قال إن "حافظ عبدالرحمن من الموسيقيين الصادقين، ويعد سليلاً للمدرسة العفوية في الموسيقى البحتة، وربما أن السودانيين لم يكتب لهم طوال سنينهم بعد نيل الاستقلال أن يتمتعوا ببعض من العيش الرغيد أو الحكم الرشيد فجاءت ترانيمه تعبيراً صادقاً عما اكتحلت به المآقي وماجت به الصدور".
وأضاف الصاوي أن "موسيقى عبدالرحمن كانت وما زالت عاملاً رئيساً في توحيد وجدان الشعب السوداني على رغم اختلاف وتمايز ثقافته الموسيقية".
موسيقار مختلف
من جهتها، رأت عازفة آلة القانون هتان الحاج أن "عبدالرحمن أحد أهم الموسيقيين الذين مروا على تاريخ السودان، لقدرته الفطرية على ترجمة مشاعر الإنسان البسيط إلى ألحان محببة إلى النفوس، وهو أول من صنع مزاجاً سودانياً شعبياً للاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية البحتة والاستمتاع بها بعيداً من النمط الغنائي الذي يغلب على الثقافة المحلية".
وأشارت الحاج إلى أنه "اهتم بنقل الموسيقى للمنصات العالمية والمحافل الدولية في وقت باكر جداً قبل ثورة الاتصالات السهلة والعوالم المفتوحة، ومنذ ما يزيد على 50 عاماً قدم أعماله على مسارح عالمية في ألمانيا وفرنسا، وبثت على مدى سنوات طويلة في إذاعات ذائعة الصيت خارج البلاد".
وتضيف عازفة القانون "أتألم وأتأسف بشدة لفقدنا هذه القامة التاريخية في هذا الوقت العسير من تاريخ السودان لأن الفرصة لم تتح لنا لوداعه بالقدر الذي يليق به وبما قدم للوطن".
بقلم الصحفي السوداني عثمان الأسباط
المصدر: اندبندنت عربية
فيديو.. الموسيقار حافظ عبد الرحمن - مقطوعة بين الذكرى و الشجن https://www.youtube.com/watch?v=Q1-QTJl_Lq4
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استمرار كفاح المرأة الأفغانية والايرانية.. ضد عصابات طالبان
...
-
شهادات على المقال -اعتذروا لشعب البحرين قبل فوات الأوان-
-
المستهلكين المساكين.. ضحايا غطرسة وعنجهية بوتين
-
استمرار نضال الشعب الايراني.. ضد جرائم عصابات الملالي
-
لا يمكن مقارنة رواية احدب نوتردام مع فيلم احمد نوتردام
-
بعد 44 عام من الفتنة الخمينية.. الدولار يقسو على العملة الاي
...
-
السعودية تنافس دول الغرب.. في عمليات زراعة القلب!
-
شهادة على الموضوع -البي بي سي.. قناة التضليل والتآمر-
-
مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ضحايا مكاتب استقدام خدم المن
...
-
صعود وسقوط حسين نجادي
-
شهادة على موضوعي.. لعبة توم اند جيري بين بايدن وخامنئي
-
استمرار القمع والقتل في سجون عصابة ولاية الفقيه!؟
-
ذكريات الماضي الجميل.. مع رواية وفيلم قصة مدينتين
-
تلميع صورة الطاغية خامنئي.. زعيم مافيا الملالي!
-
مآسي الإنسان من العبودية الحديثة والاتجار بالبشر!؟
-
الإنسان المحتاج والفقير.. يأكل لحم الكلاب والحمير!؟
-
معاناة الشعب اللبناني والايراني.. من قمع حزب الشيطان وعصابات
...
-
بون شاسع بين أفلام رمضان وحلمي التافهة.. وبين الأفلام الكومي
...
-
معاناة الشعب الأفغاني والايراني.. من جرائم طالبان وعصابات ال
...
-
بعض أغاني الحلاني، كرم ورمضان.. تصيب الإنسان بالقشعريرة والغ
...
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|