أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7680 - 2023 / 7 / 22 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت أمس في زيارة سريعة لأسرة جيران لشقة مؤجرة يمتلكها والد زوجتى في الحى السابع بمدينة نصر ، كانت الزيارة للمجاملة ، بالإضافة إلى مناقشة أمور تتعلق بالشقة ..
بعد كلام التحية والسلام سألت السيدة الفاضلة عن أبناءها وأحوالهم ..
وللسيدة إبن واحد غير متزوج وبنت متزوجة ..
فقالت لى أن ابنها يقيم الآن فى ألمانيا ..
فقلت لها .. أى فرصة سعيدة تلك التى جعلته يجد فرصة عمل في ألمانيا مرة واحدة ؟!
فقالت أنه تزوج من سنة ، وسافر فى منتصف يونيو الماضى مع زوجته إلى ألمانيا !!
فقلت لها .. هى ألمانية إذن ؟
فقالت .. لا بل أمريكية !!
أنها أمريكية ، وتعمل مجندة في الجيش الأمريكى !!
وهى - على حد قول السيدة الفاضلة - دائمة السفر ، فبعد زواجهما عملت لشهرين في القواعد الأمريكية في الكويت ، ثم فى القاعدة الأمريكية في الإمارات لفترة أخرى ..
لقد تعرف عليها فى مصر ، ثم تزوجها وسافرت إلى عملها ذلك ، وهى الآن تعمل فى القواعد الأمريكية في ألمانيا ..
ولم أدرى هل هى تعمل مجندة في الجيش الأمريكى ، ام تعمل في القطاعات المدنية التى يتصل عملها بالجيوش الأمريكية المنتشرة حول العالم ، من أمور الغذاء والنقل واللوجيستيات وغيرها من الأنشطة المدنية التى تحتاجها أية قوات مسلحة ..
ورجعت بى الذكرى إلى الوراء تسع أو عشر سنوات ..
أليس هو ذلك الشاب السلفى الملتحى الذى تحاورت معه أكثر من مرة ؟!
أتذكر أنه كان شابا هادئا ، وكان من أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل ، وكان - كما أتذكر - يرى السياحة شيئا حراما !!
وكان - كأغلب السلفيين - متشددا في أغلب الأمور ، وإن حاول أحيانا التخفيف من نبرته بضحكة سريعة ..
كيف دار تلك الدورة الهائلة من الأفكار السلفية إلى الزواج من فتاة أمريكية متحررة ..
ومن أفكار حازم أبو إسماعيل وأفكار شيوخ السلفيين إلى زوج لفتاة تعمل في الجيش الأمريكى ؟!
ولماذا إذن يسودون عيشتنا بأفكارهم المتشددة ثم يستحلون لأنفسهم أى شئ ، أوله العمل بنقيض تلك الأفكار إذا أتيحت لهم الفرصة ؟!
وقد قالت السيدة الفاضلة والدته ما قالته عن ابنها بفرحة وفخر كأنه شئ عادى ..
ولم تدرى شيئا عما أثاره كلامها عن ابنها فى نفسى من دهشة وحيرة ..
نسيت أن أقول أن الشاب لم ينسى حياته السابقة تماما ، فقد عرفت من والدته انه سيرزق بطفل خلال الأسابيع القادمة .. وأنه قرر أن يسميه .. مالك !!
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟