الثورة الاجتماعية في سوريا ( 2 )

محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 7680 - 2023 / 7 / 22 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

للأسف! هناك خلط بين الثورة السياسية والثورة الاجتماعية!
كما ذكرت في المقال السابق الثورة السياسية تعني التغييرات الجذرية على النظام السياسي، أي تبديله كلياً،
على المستوى السياسي.
بينما الثورة الاجتماعية تعني في مفهومها العام والمختصر:
القيام بتغييرات جذرية وتحول نوعي في صلب المجتمع وتشمل:
الحريات الشخصية، والحقوق المدنية، والثقافة السائدة، والبنية الاجتماعية „.
كذلك الثورة الاجتماعية أيضاً تتطلب تغيير النظام السياسي - الاجتماعي القائم.
——————
يوجد ترابط عضوي بين الثورة السياسية والثورة الثقافية فبدون الثورة السياسية لا يمكن تحقيق الثورة الاجتماعية
في تشريع قوانين تحمي الحريات الشخصية والحقوق المدنية مثل:
حرية الصحافة والكتابة، والحرية في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية…
حرية الندوات واللقاءات والتظاهرات السلمية …
حرية المسرح والسينما …والحفلات الموسيقية…
———————————-
كما تطفو على السطح الثورة في الثقافة السائدة في البنية الاجتماعية والثقافة السائدة
على مستوى القوانين وتطبيقها على الأرض برحابة صدر مثل:
فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة ..وهنا تكمن:
أهمية المساواة بين المرأة والرجل على كافة المستويات القانونية والاجتماعية …
منع تعدد الزوجات …. حل مسألة رعاية الطفل في حال الطلاق…
تحديد المواطنة للطفل يُترك للأهل في حال الزواج المختلط ( من بلدين مختلفين )….
عدا التوعية، ضرورة سن أحكام قاسية لمنع استخدام العنف ضد المرأة والطفل…
سن قوانين مع التوعية الاجتماعية بخصوص عقد الزواج المدني، مع إمكانية عقد زواج ديني بعده لمن يرغب.
——————————————
للأسف، في بلدنا سوريا وفي معظم الدول العربية لا تزال العلاقات الاجتماعية السائدة في مرحلة القرون الوسطى أو حتى ما قبلها،
وذلك لسبب هام وأساسي:
عدم فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة من جهة، ومن جهةٍ أخرى ترابط السلطات الحاكمة ( للمحافظة على استمراريتها ) مع رجال الدين …
على سبيل المثال في سوريا: تحالف السلطة السياسية مع „ القبيسات „، ومنع الاتحاد النسائي الرسمي من متابعة نشاطه!!
هذا إلى جانب محافظة الأنظمة السياسية على التخلف الثقافي على كافة المستويات، والتخلف في المؤسسات التعليمية.
———————-
لا يوجد حل آخر سوى الحل الثوري:
ثورة ثقافية من الأسفل إلى الأعلى، ومن الأعلى إلى الآسف.

#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات