أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد المعالي - الناقة السعودية














المزيد.....


الناقة السعودية


خالد المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


ثمة صديق غير صدوق بالمرّة لازمنا ولازمناه لسنوات تصورناها عجافاً في بلدان خضراء، باردة وبعيدة. جذبنا إليه فكاهته والأريحية التي توهمناها فيه، وجذبه إليه أننا قدّرنا ظرفه واستمعنا اليه غير مبالين بتوهماته عنا، إذ كان يرانا – اقرأ: يتوهمنا – جمهوراً عريضاً مصفقاً وهو القائد الروحي الذي يرتدي قميص الصوف حاسباً هذا تصوّفاً.
أجمل ما فيه انه يخدمك ويحرسك وينش لرؤياك ويهش راكضاً من هنا إلى هناك، وانت تحسب انك وجدت كلباً لحراسة بيتك، لكنه يكشّر عن انيابه دائما لينسيك تلك الفكرة... وأيضاً تستغرب علاقته بالصحافة التي يبدو انه لا يستطيع العيش بهدوء بدونها، فهو يريد أن يُوهمنا بأنه يحاربها نهاراً، في حين، نعلم نحن حق العلم، بأنه كان طيلة الليل يُدير حوارات مع نفسه لأجلها، حالماً بمشاهدة صورته صباحاً فيها وهو يتجهم عابساً في وجوهنا لكي نتلقف شروخ تفكيره، وما أن يبزغ النهار الجديد حتى ينعض صديقنا اللدود نازلاً درجات سلمه الطويل ومن طابقه الخامس باحثاً في الصباح الباكر عن صحفي يتبنى حواره العرمرم، وما أكثرهم في تلك البلاد، وما أن يجده حتى يلبسه حواره إياه مع صورة جديدة يبدو فيها وهو يلقي بنظرة عفلقية على الفراغ أمامه... فها هو الفراغ يُبصر الفراغ.
وما أن تُنشر هذه المقابلة المفبركة حتى يعيد صاحبنا استنساخها مستشهداً بنفسه، مشيداً بها، موزعاً اياها بمئات النسخ على المارّة من العجم والعرب.
وألطف ما أضحكنا فيه هو تحذيره إيانا من الناقة السعودية ومن الذين يرضعون من حليبها! فما أن نفتح فمنا بحديث عن كويتب عربي ما، حتى يفيدنا هذا الصديق العزيز بأن هذا العلان يرضع من الناقة السعودية، وبالتالي فهو لا يستحق اهتمامنا، ومع مرور الوقت تكاثر هذا الوهم من قبله، فساعة يخبرنا به حينما نلتقي به وأخرى تلفونياً... وأخذ مع مرور الوقت يُسرف في تحذيرنا ويُكثر من نصحنا... فبتنا في حيرة من أمرنا، وفقدنا امكانية التصرّف بشكل طبيعي، لا نعرف أين ننشر كتاباتنا ولا عمن يمكننا الكتابة... وصاحبنا بدأ يرينا المزيد من تكشيرات الكلب وأنواعاً من التصرفات التي لم نعرفها عنده، فتبدو عيناه وقد ابيضّتا... بل أنه أخذ يخلط في الأمور ويهذر... يرمي أجنحة الدجاج المسلوقة في المزبلة ويضيف اليها فيما بعد صحون الفول المطبوخ... أخذ يحدثنا عن أحلام يقول انه قابل فيها ابن المقفع الذي قال له: زهرة بيضاء....
بالتأكيد كان طعامه للعشاء وجبة فاصولياء مع بصل أخضر وثوم منزوع القلوب!
لقد ساورنا الشك بأننا ربما نرضع من الناقة السعودية دون ان ندري... وهو وكأنه قرأ أفكارنا، قال لنا هذا، حذرنا من جديد وأخذ يراقبنا ككلب حراسة شرس. بل أسرف أكثر في الوسواس، بأن دسّ علينا بعض الأرواح الصغيرة التي يُريد من خلالها أن يعرف أسرارنا غير الموجودة، وفيما اذا كنّا على علاقة بشخص له علاقة بالناقة السعودية... ونحن الذين كنّا معه، نضحك ونهذر ونتمشى في تلك البلاد العريضة ذات الخضرة الداكنة والبرد الشديد... البلاد البعيدة تلك، في بيته بالطابق الخامس أو في أحد بيوتاتنا المتناثرة هنا أو هناك... كنا نريد له، خصوصاً بعدما شاب شعر رأسه وأبعدت أحلام صباه إلى غير ما رجعة... أن يجمع فكاهاته من أجل أن تيّسر حياة الأجيال اللاحقة... إلا أنه أبى الا أن يجعلها ذات صلاحية محدودة... إذ انها للأسف كانت صالحة للاستعمال حتى ذلك اليوم الذي عرفنا فيه بأن صاحبنا يعمل محرراً في تلك الجريدة... وبهذا فهو لم يكتفِ بالرضاعة من تلك الناقة انما يحلبها ليل نهار بيديه الاثنتين!



#خالد_المعالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى شخص جاهل
- -أعزائي القتلة-
- المثقف العربي: سيرة قصيرة


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد المعالي - الناقة السعودية