|
ما هي القيمة المضافة ( للاعتراف ) الإسرائيلي بمغربية الصحراء ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7679 - 2023 / 7 / 21 - 00:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( الاعتراف ) الإسرائيلي بمغربية الصحراء ، تسبب في خلط كبير بين من اعتبر إسرائيل قد اعترفت بمغربية الصحراء ، وبين من اعتبر ( الاعتراف ) للوزير الأول ، يثير الشكوك ، لأنه لا يختلف في شيء عن اعتراف Pedro Sanchez بمغربية الصحراء . فكلا ( الاعترافين ) ، كان بواسطة رسالة للوزير الأول ، موجهة الى الملك شخصيا ، ولم يكن الاعتراف ناتجا عن مجلس وزاري ، أُضيفت قضية الصحراء لجدول المجلس الوزاري ، الذي ترقى قراراته الى مستوى القرارات المنصوص عليها في الدستور ، مما يجعل القرار المتخذ قرار دولة ، هي الدولة الاسبانية ، او الدولة الإسرائيلية . فكما تبخر قرار Sanchez حين تم التخلي عنه ، من خلال مجموعة من التصرفات ، ومن التصريحات ، خاصة عندما بدأ Sanchez يدعو الى حل الأمم المتحدة ، والى المشروعية الدولية ، ويرفع راية الاتحاد الأوربي بخصوص موقفه من نزاع الصحراء ، وهي مواقف ضد مغربية الصحراء ، وهو الموقف الذي تم النفخ فيه فرنسيا ، يأتي ( الاعتراف ) الإسرائيلي كذلك من خلال رسالة للوزير الأول Benjamin Netanyahou . وكالحالة الاسبانية ، لم يكن قرار Netanyahou صادرا عن مجلس حكومي ، يعلن من خلاله عن تأييد الحكم الذاتي الذي يعني الاعتراف بمغربية الصحراء . فالحكومة الاسرائيلية كالحكومة الإسبانية ، آخر من علم برسالة الوزير الأول الإسرائيلي ، من خلال رد فعل النظام المخزني الذي صفق كثيرا لرسالة Netanyahou ، كرسالة Pedro Sanchez الذي ايد حل الحكم الذاتي ، الذي اخلط الأوراق بالنسبة للحكومة الاسبانية التي كانت تجهل رسالة Sanchez ، وتبرّئها منها حين دعت الى المشروعية الدولية .. واخلط من بعض المواقف بالاتحاد الأوربي التي تعتبر اسبانية احد اعضاءه النشيطين . فرسالة Benjamin Netanyahou كرسالة Sanchez ، كانت رسالة شخصية ، ولم تكن رسالة مجلس وزاري الذي وحده يعطي لمثل هذه القضايا الاستراتيجية ، قيمتها الدستورية ، ليصبح القرار قرار دولة ، وليس رسالة شخصية تفتقر الى الصيغة القانونية التي وحدها تعطيها أهمية دستورية . والسؤال كما ل Pedro Sanchez . ماذا منع رئيس الحكومة الإسرائيلية السيد Benjamin Netanyahou ، من معالجة قضية الاعتراف بمغربية الصحراء ، التي تعتبر بالنسبة للنظام المخزني قضية من القضايا الاستراتيجية ، والجيوبوليتيكية ، قضية حياة او موت ، في مجلس وزاري ، كما تقتضي القرارات المُعْتدُّ بقانونيتها في الدول الديمقراطية ؟ ان ما تعرضت له قضية الصحراء ، من الاعيب ، ومناورات ، ومواقف ملغومة ، لم يسبق في تاريخ العلاقات الدولية بين الدول ، ان تعرضت له قضية ما . فمن اعتراف Trump وليس المؤسسات الدستورية الامريكية بمغربية الصحراء Un pseudo reconnaissance ، وتم الغاء ( الاعتراف ) من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي John Biden ، ودعوته الصريحة الى اطراف النزاع ، بضرورة تعيين ممثل شخصي للأمين العام بملف الصحراء ، وتركيزه على الحل الاممي المنصوص عليه في جميع قرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، وقرارات الأمم المتحدة منذ سنة 1960 التي صدر فيها القرار 1514 ، الى رئيس الحكومة الاسبانية السيد Pedro Sanchez ، الذي كانت مراجعته بواسطة رسالة ، أجاب عنها الملك محمد السادس ، شاكرا Sanchez على موقفه الشخصي داخل حكومة تتشكل من أحزاب ، باستثناء الحزب الاشتراكي الموحد ، فلا احد منها مع موقف مغربية الصحراء ، الى الرسالة المماثلة لرسالة Sanchez ، رسالة Benjamin Netanyahou التي تفتقر الى السند القانوني الدستوري ، الذي يعني الزام الدولة عن طريق مجلس الوزراء ، وليس رسالة شخصية لرئيس الحكومة ، لأنها لن ترقى ابدا الى مرتبة الحكومة ، ليصبح القرار قرار دولة ، وليس بقرار شخص . فغداً اذا حصل ما من شأنه ، واراد النظام التوضيح وتفادي الغموض ، فالدولة الإسرائيلية ليس لها ما تخاف عنه ، خاصة وان المسؤول عن الوضع المضطرب ، ليس الدولة ، وليس الحكومة ، لكن المسؤول عنه يبقى رئيس الحكومة Benjamine Netanyahou ، الذي يكون بموقفه الميكيافيلي ، قد استفادت الدولة العبرية من علاقتها مع النظام المغربي التي خرجت الى العلن ، وليس النظام المخزني الذي سيجد نفسه ، من جهة قد أضاع وقتا في قصور مبنية فوق الرمال ، ومن جهة سيكون قد قدم خدمة ليس ل Netannyahou ، وليس لحزبه ، بل قدمها الى دولة إسرائيل الكبرى في صراعها الذي يبقى صراعا منذ ان نجحت الدولة الإسرائيلية ، في تحقيق قفزتها النوعية ، لمّا اسالت لعاب قيادات منظمات ( التحرير ) الفلسطينية ، عندما وقعوا على نهايتهم في مؤتمر مدريد 1982 ، وفي مؤتمر Oslo في سنة 1993 ، فأصبحت كل منظمة التحرير ، وبعد التخلص من عرفات الذي اغتيل بالسم ، من قبل فريق مشترك ، جورج بوش الابن ، أرييل شارون ، وبعلم حسني مبارك ، ومشاركة محمود عباس الذي كان نائب رئيس حكومة السلطة ، ومحمد دحلان كان وزيرا للداخلية .. واصبحت إسرائيل التي بها اقوى بوليس في العالم ، تتصيد قادة المنظمات الفلسطينية الراديكالية التي تمارس العنف ، بعواصم البلاد العربية ، كالإمارات ( المبحوح ) ، وكالأردن ( مشعل ) .. بل واصبح الموساد الإسرائيلي يتصيد زعماء المنظمات الفلسطينية ، وبتوجيه من حسين الشيخ ، ومن معه ، في البلاد الاوربية ـ وبكل سهولة . فحين تصبح قيادات منظمة التحرير تشتغل لصالح الموساد ، والشباك ، والجيش الإسرائيلي . وحين يتحلل النظام السياسي العربي من نزاع باسم النزاع الإسرائيلي العربي ، وليختصر في العنوان الجديد ، النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، وتكون إسرائيل بمخططاتها التي تساهم في بلورتها الأجهزة البوليسية الغربية ... يكون ثمة شيئا عرف باسم فلسطين ، قد انتهى ، ويكون حل الدولتين ، ولو واحدة منزوعة السلاح ، وحق العودة ، قد تبخر ، والذي تبخر شعارات فلسطين التي استشهد في سبيلها آلاف الناس ، من دون تحقيق لا حل الدولة الذي انتهى ، ولا حق العودة الذي فقد بريقه ، عندما تم اقبار المشاريع الكبرى كقضايا ، مجسدة في دولار الضرائب التي تغدقها إسرائيل ، في خزانة منظمة التحرير . فحسين الشيخ ، ومحمود عباس ، وياسر عبد ره ... والقائمة تطول ، كم يزبدون ، ويهيجون ويحتجون ، عندما توقف إسرائيل عن ضخ ملايين الدولارات في صندوق القيادة ، وليس الفلسطينيين الذين يعيشون في Les ghettos ، ومشردين خارج الدولة الإسرائيلية التي ربحت الحرب بفضل ذكائها ، وبفضل تبصر ساستها الذين وجهوا ضربتهم القاضية في مؤتمر مدريد Madrid ، ومؤتمر Oslo ، ومن قبل في " وايْ ريفرْ " Way river ، بحضور الرئيس الأمريكي Clinton . -- وامام هذه الحقيقة التي لا ينكرها غير جاهل ، او اعمى ، او عميل ... -- وامام تسابق الأنظمة السياسية العربية على خطب ود إسرائيل ، وتبادل السفراء معها ، بل وحلم الشباب العربي للرحيل الى دولة إسرائيل ، باستثناء الأقلية القومية .. فان اخراج النظام المخزني لعلاقاته مع الدولة الإسرائيلية ، جاء بسبب الموقف الإسرائيلي من الصحراء ، الذي سيتسبب في اسقاط النظام المغربي ، اذا أضاع الصحراء . فموقف إسرائيل من قضية الصحراء ، كان هو الحياد ، وبخلاف الدول العربية التي انكرت مغربية الصحراء ، واستعملتها كسلاح فعال في مواجهة النظام المغربي . فموريتانية تعترف بالجمهورية الصحراوية ، وكذا الجزائر التي تقف وراءها ، دون إغفال تونس ، سورية ، منظمة ( التحرير ) الفلسطينية .... التي أدخلت ممثل البوليساريو لحضور المؤتمر التشريعي الفلسطيني الثامن في الجزائر ، وياسر عرفات يرفع بأيديه يد رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز .. لكن هل من قيمة مضافة ستترتب على اعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية بمغربية الصحراء ؟ فكما ان Pedro Sanchez لم يرتب نتائج إيجابية ، عند ابراق رسالته الى ملك المغرب ، لان دور اسبانية في الاتحاد الأوربي ، لن يكون مؤثرا في مواقف الاتحاد المعادية لمغربية الصحراء ، فاعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية لن ينتج قيمة مضافة لمغربية الصحراء ، لا في الاتحاد الأوربي لان إسرائيل ليست عضوا به ، ولا في الأمم المتحدة ، حيث ان إسرائيل لا تتمتع بالفيتو الذي يستعمله الخمس دول الكبار .. لكنه سيبقى موقفا لرئيس الحكومة يطلقون عليها " العدو " ، واقعة في منطقة ( عربية ) ، لم ولن يصل موقفهم من قضية الصحراء موقف Benjamine Netanyahou .. فعندما اعترفت ( منظمة التحرير ) بإسرائيل كدولة ، وأصبحت عبارة عن موظفين عند الموساد والشاباك ، ومتعاونين مع الجيش الإسرائيلي ، هنا يكون الجميع قد تخلى عن شعارات رددتها أجيال واجيال ، واستشهد الآلاف من اجلها .. واصبح اكبر مخبر للدولة العبرية ، بالمقاتلين الفلسطينيين ، قيادة منظمة التحرير التي تنسق مع البوليس الإسرائيلي ، لضبط العناصر الفلسطينية التي بعد انْ اعيتهم أكاذيب عباس ومن معه ،بدأوا يتصرفون لوحدهم ، ومن دون الرجوع الى منظمات ليسوا أعضاء فيها .لانهم سحبوا ثقتهم منها ، عندما تبين دور منظمة التحرير في احراق المناضلين .. والغريب ان قيادة المنظمة بزعامة حسين الشيخ ، ودحلان قبل ابتعاده عن القيادة ، أصبحت تدعو الفارين بتقديم نفسهم الى الجيش او الى البوليس .. أي تسليم الشخص لنفسه بنفسه .. ومرة أخرى . ماذا منع رئيس الوزراء الإسرائيلي ، من الإعلان الصريح الواضح بمغربية الصحراء ، داخل مجلس وزاري ، ليكون للاعتراف قيمته القانونية والدستورية . وطبعا يختلف القرار الحكومي ، مع الموقف الشخصي ل Netannyahou ، لان قراره هذا يبقى شخصيا ، ولن يرقى الى مستوى ودرجة القرارات التي تتخذها الحكومة ، والتي وحدها تحوز على الشرعية الدستورية ؟ الملك محمد السادس برسالة Netannyahou الشخصية ، يكون قد فات وتعدى درجة الفرح العادي ، ليصبح فرحا اكثر من العادي . وبسبب هذه النزوة النفسية ، لم يتأخر الملك في توجيه دعوة ل Benjamine ، بزيارة رسمية الى بلده الثاني ، دولة امير المؤمنين ، وحده حامي حمى الملة والدين ، والساهر وحده على صحة وسلامة المواطنين . طبعا هذا يقوله الدستور الذي لا علاقة له بما يجري لرعايا امير المؤمنين ، في دولة امير المؤمنين .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من اعترف بمغربية الصحراء . هل الدولة الإسرائيلية ام بنجمين ن
...
-
إنّ فرعون علا في الأرض ، وجعل أهلها شيعاً ، حتى يستمر لوحده
...
-
الجنرال الجزائري شنقريحة يهدد بالحرب
-
المفوضية الاوربية تعلن انّ تجديد اتفاق الصيد البحري مع النظا
...
-
فشل محاولات جبهة البوليساريو
-
الدولة المخزنية
-
هل ما يجري من دمار في فرنسا حصل صدفة ؟
-
لن يكون هناك تغيير من دون وجود ثقافة التغيير
-
أشباه المثقفين من يقبضون العصا من الوسط
-
سقوط الإمبراطورية الروسية
-
بوليس المخابرات
-
دعوى قضائية جديدة للقضاء الإسباني، للمطالبة بفتح تحقيق في جر
...
-
البوليس السياسي من الاختطاف السياسي ، الى الاختفاء القسري .
-
صراع الأمراء ، او الصراع داخل القصر
-
هل غيرت جبهة البوليساريو قواعد الاشتباك ؟
-
الاتحاد الأوربي يلغي اتفاقية الصيد البحري مع النظام المغربي
...
-
دولة البوليس ، دولة الغاب
-
هل للمثقفين المغاربة من دور في حركية المجتمع ؟
-
فرنسيس فكوياما ونهاية التاريخ
-
الخطاب الفلسفي والخطاب الغوغائي
المزيد.....
-
قبّل السيسي رأسه في حفل المولد النبوي.. من هو الدكتور أحمد ع
...
-
مجندات إسرائيليات على حدود مصر بقيادة جنرال أمريكي
-
الكابينيت يضع -إعادة سكان الشمال- ضمن الأهداف الرسمية وهوكشت
...
-
-النظام البدائي للرسائل المشفرة يُبقي السنوار على قيد الحياة
...
-
الحكومة البرازيلية تطلب المساعدة الدولية لمكافحة الحرائق في
...
-
أسباب نزف اللثة
-
دب روسي يعانق مؤثرة سعودية شهيرة في إحدى غابات موسكو (فيديو)
...
-
-سقطت بالتقادم والجاني اعترف-.. جريمة قتل الوسيط الدولي برنا
...
-
جهاز الخدمة السرية الأمريكي يقول إن المشتبه به في محاولة اغت
...
-
أميركا تعتقل روسيًا بتهمة تهريب تقنيات مسيّرات
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|