رمزى حلمى لوقا
الحوار المتمدن-العدد: 7677 - 2023 / 7 / 19 - 21:59
المحور:
الادب والفن
قَرَارٌ صَعب
قصة قصيرة
…
في الأمسِيَاتِ البِيضِ كُنَّا نَلتَقِي ، فَيَلِفُّنِي في غُربَةِ الأشجَانِ ظِلُّ مُؤَانَسَةْ ،
إذ لم يَكُن لِلبَوحِ غَير الآنِسَةْ .
في لَيلَةٍ
دَقَّ النَحِيبُ المُرُّ بَابَ مَشَاعِري ، تِلكَ الَّتِي أُودِعتها بَينَ الحَشَا مُتَكَلِّسَةْ ،
فَتَرَفَّقَت
وانسابَ في أحدَاقِهَا
ـ بَينَ اندِهَاشِي ـ
بَعضُ آيَاتِ النِسَا ،
فَتَأَوَّدَت
وتَأَوَّهَت
واصطَكَّ في أحشَائِهَا
رغم ارتِكَابِ اللِينِ نَهدُ المُترَسَةْ ،
سَابَت أنَامِلَهَا تُدَاعُبُ مِبسَمِي ، والمَعدِنُ المَطمُورُ زَادَ تَقَوُّسَا ،
مالَت على شَفَتِي ، فَلَانَ حَدِيدُهَا
وامتَزَّت الأوتَارُ رِيقًا يَابِسَا ،
فَنَزَعتُ سُترَتَهَا فَصَارَ أنِينُهَا
يَختَالُ ما بين الحَوَاشِي المَائِسَةْ ،
ووضَعتُ إبهَامِي على نَهدٍ تَكَوَّرَ
في المَرَايَا العَاكِسَةْ ،
خَلفَ الأديمِ الصَّلبِ كانت حَيرَتِي
والنَّبض يَسرِي في الأواني العَابِسَةْ ،
فَسَأَلتُهَا والدَهشَة الحَمقَاء تَثقُبُ أضلُعِي
: هل تَشعُرِينَ بِإصبَعِي ؟
فَانسَابَ دَمعٌ مِن عيونٍ يَائِسَةْ ،
بِاللّهِ كيف تَحَوَّلَت ماكِينَتِي الصَّمَاءُ رُوحًا بَائِسَةْ ،
تَتَلَمَّسِينَ مَشَاعِرِي وتُرَاوِغِينَ
كما النِسَاءِ أَبَالِسَةْ ،
أو مِثلَ فَهدٍ رَابِضٍ في غَابَةٍ يَمشِي الهُوَينَىٰ كي يَصِيدَ فَرَائِسَهْ ،
كم تَشعُرِينَ الآنَ ـ يا الله ـ مثلَ الآدَمِيَّةِ في صِرَاعٍ وَاجِسَةْ ،
فَضَرَبتها حتّى يُغَادِر ذلك الغَضَبُ المراوِغُ مِحبَسَهْ ،
فَبَكَت وكَانَت دَمعَتِي في حِضنِهَا
ونَزَعت أسلاكًا تَمِرُّ بِقَبضَتِي وقَبَضتُ حُزنًا عَاتِيًا كي أُخرِسَهْ
…
بقلم
رمزي حلمي لوقا
يوليو 2023
#رمزى_حلمى_لوقا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟