أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - ..حين تنبجس قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي..من شقوق المرايا














المزيد.....


..حين تنبجس قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي..من شقوق المرايا


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7677 - 2023 / 7 / 19 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


" الشعر كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة..ولا بدفتر الحضور والانصراف.."
"جاءني الشعر مبكرا كالضربة التي مازلت استرجعها حتى هذا الزمن."(د-طاهر مشي)


تشعر حين تكون أمام قصائده بأنه متيم بالسير في الطرق غير المألوفة،والدروب غير الممهدة،والسبل التي لم يسر فيها أحد من قبله،وكأنه يخشى إن هو سار في درب سبقه إليه آخرون أن تقع قدمه على أثر قدم شاعر سواه،إنه حريص على أن تكون له طريقته بالغة التميز في رسم الصورة الشعرية،وفى صوغ العبارة الشعرية،وفى ابتكار التنويعة الموسيقية،بل إنك تشعر أنه في تعامله مع المفردات يود لو استطاع أن يبتكر لغة غير اللغة وينطق بألفاظ غير الألفاظ .
وإذن؟
حين أحاول إذا،أن أرسم صورة الشعر العربي في القرن الواحد و العشرين،فإن عينيَّ تقفان في كل مرة أمام هذا الشاعرالمدهش الذي أسمح لنفسي بأن ألقبه "شاعر الشعراء"،لا بمعنى أنه-أميرهم-أو كبيرهم أو أولهم،وإنما بمعنى أنه إذا كان هناك شعراء يُطربون القراء،فإن هذا شاعر أول من يطرب له هم الشعراء الآخرون،وكل منهم يتساءل كيف استطاع أن يحفظ لصوته صفاءه وتفرده على هذا النحو الفريد؟!
وفى الوقت ذاته فإني أزعم أنه ليس هناك شاعر،ممن جابلوه أو تبعوه،نجا من التأثر به.
إنه الشاعر الكبير د-الطاهر مشي الذي ينحت الشعر بإبداع خلاّق..ويراقص الكلمات ببراعة واقتدار..
وأستسمح من القراء الكرام قراءة قصيدته التالية ولهم حرية التفاعل والتعليق:
شوق..على عتبات الرّوح
تهمى مراكبك الأحلام في السّحر
ما أجمل الحلم في الأشعار فاحتسبي
قد بات نبضي به الأوجاع مغتصبي
ما أظلم الحب في الأحلام من وصبي
لولا وفائي لقلت الحب معصية
فالضاد تسكرني والشوق في عتبي

سألته ذات مرّة في لقاء خاطف معه،قبل أن تمارس عليه إحدى قصائده إكراهاتها:
-يتدفق الخيال لدى الشاعر،وينفعل في حدود كلماته وهو في عزلة شديدة الذاتية،فهل اكتشفت مرآة خيالك في لحظات شديدة الكثافة؟
وجاءني الجواب مدهشا مثل قصائده تماما،إذ قال:
"الشعر كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة ولا بدفتر الحضور والانصراف،فجأة تتشكل سحائبه وتضربك أينما كنت..بمفردك،بين الناس،أو بين صفحات كتاب.
عليك فقط أن تكون متهيئاً ومستحقاً لزيارة هذا الضيف الكبير،فهو لا يزور إلا من يكرمون وفادته..
ثم أردفت سؤالي بسؤال آخر مغاير :
ما هو الباب الذي تفتحه القصيدة لك سريعًا عند لقائك بها في مُنحدر اللغة؛باب الطفولة،باب الحنين،باب الحب،باب النسيان، باب المرأة،باب المكان،باب الأم،باب الدهشة،باب الذكرى، باب الوجع،باب الأمل..وللشاعر في أبوابه أسرار وألغاز؟
-أولا: ليته منحدر،بل هو صعودٌ ("كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ"- القرآنُ الكريمُ).
ثانيًا : ما من بابٍ محدّد،لأن القصيدةَ لا أَبوابَ لها،بل توجد نوافذ عالية ذات إطارات من ضبابٍ يابسٍ،والشاعر في غرفة محاطا بجُدرانِ الوَحدة ،والعزلةِ،واليأس.
إنه يريد أَن يطيرَ خارجَها،تحملُه جوانح قصيدتِه نحوَ آفاقِ الحبّ والفرحِ والدهشة والمتعةِ و...، التي يجب أَن تحقّقها القصيدة،وصولا إِلى إحساسك بالشعر أنّه"مثلُ الوقوفِ على حافة بحيرةٍ يغمرك عندها نور القمرِ طوال الوقت"، كما أَحسَّهُ (كولينز).
ختاما أدعو القارئات الفضليات والقراء الأفاضل إلى الإستمتاع بالقصيدة التالية للشاعر القدير طاهر مشي والرقص على ايقاعات أجراسها الموسيقية..
أنات عتاب
عاد نبضي محملا بأنات عتاب
أترى سنلتقي
سنزيح الحواجز
ونضم اللحظة في تصابي
كأننا الآن خلقنا
لنكون معا
والبسمة مرسومة
بين الشفاه.. أجمل نغم
زيف البوح موصوف
وتقاسيم الغربة ملفوفة
مرمية بين طيات الضباب
وسوسنة الربيع تغني:"
خذني معك بعيدا
دعني أطير فوق السحاب
ونعيد.. للهوى طعم الحب والحنين."
أتراها تشتاق لنبضي!؟..
تسهر مع تلك النجوم؛
وعينها تحوم في السماء
ترفرف أجفانها؛
والبسمة تغمر محياها
يداعبها الحنين
أمن طين خلقت؟
أم من الأشواق
ونور اليقين!؟..
هنا يعزف النبض طويلا
تتعالى صرخة المشتاق
يزداد الأنين..
لقد عاد نبضي محملا؛
والغربة تلحفه
رداءً موشح بالظلمات
ونبضي يقطر دما
مسفوحا على شرفة حلم
وأيقونة البوح تفارقني
تغيب وتغيب
يتلاشى الطيف.
والرداء يتلحف بالغياب
وهذا الزيف المقطر
يسري بدربي
تعاتبه الأقدار كل يوم
ولحظة الحقيقة تمضي
فيعود نبضي
محملا بأنات العذاب
سأبوح وأهزم الزمن
أداعب ظل الحقيقة
سأعود إليك
وقلبي المسلوب يرتجف حياء
فالبوح تمنع
وتلك الأيام التي مضت
تصحرت جداولها
بين ظن ويقين
سنلتقي رغم العراقيل
و رغم الغياب
ليعود الربيع على شاطئ البحر
محمل بأشواقي
ونلتقي..

(طاهر مشي)

فيه من كبرياء تونس البهيّة ماتنحني له القصيدة اجلالا فتنساب نيلا ثانيا في روحه،يختزل في مسافات انثيالاته الشعرية سماوات تدلت من جنان الكلمة فصاغها ابداعا لامثيل له،إنه الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي احد فرسان الشعر التونسي والعربي الذي استطاع عبر قصائد مشرقة أن يجسد حضورا فذا،مازالت امتدادته متواصلة عبر اصدارات جديدة تؤكد ما لهذا الشاعر من اصرار مبدع أصله ثابت وفرعه في السماء..
وهنا أختم:
لا يستطيع قارئ قصائد شاعرنا المتميز وطنيا وعربيا -د-طاهر مشي-من الوقوف على شائبة تصويريَّة،أو عثرة تشكيليّة،أو هجنة إيقاعية؛ لهذا تكتمل مثيرات قصائده المدهشة كلها في تعزيز جمالها وتناسق إيقاعاتها،كما لو أنها مُهَنْدَسَة فنيَّة لتأتي غاية في التفاعل،والتضافر، والانسجام؛وهذا ما يُحْسَبُ لشعريّة -طاهر مشي-أنها ممتدة امتداد الأفق؛ تعايش عالم مفتوح غني بالمعارف،والمواقف،والإمكانات،والأيديولوجيات،والموروثات الأسطوريَّة المكتسبة.
."دمت..لامعَ الحرف..أيها الشاعر الألمعي : د-الطاهر مشي"



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصعيد الدرامي ،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- حين يمرض الشاعر..تتوجّع القصيدة..قصيدة -أنا مريض..أنا كئيب- ...
- -الشعر النسائي التونسي-: سريالية مدجنة،ورؤيا شجاعة مميزة وحد ...
- اشراقات الكلمة..ولمعان الحرف في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر ال ...
- جمال الحيرة..ووجع السؤال..قراءة تأملية-متعجلة-في قصيدة الشاع ...
- هل يحتاج القاموس الشعري للشاعر التونسي القدير جلال باباي..إل ...
- اشراقات قصيدة الومضة لدى الشاعرة التونسية القديرة فائزة بنمس ...
- تَوهُّجُ الرؤى والأحاسيس.. في قصيدة “ارتحال” للشاعر التونسي ...
- حول -الإبداع النسائي- الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعو ...
- جدلية العشق..والإنعتاق في اللوحة الإبداعية ( بين الضّلع والض ...
- قصيدة رائعة بإمضاء الشاعر التونسي القدير جلال باباي تنتصر لل ...
- إشراقات الحب والجمال..في قصيدة الشاعر التونسي القدير طاهر مش ...
- الشاعر التونسي الكبير د. طاهر مشي..في حوار مدهش..
- التكثيف الدلالي في قصيدة صهيل الرياح..يعانق وجهَ القمر..للشا ...
- قراءة تأملية متعجلة في قصيدة (الجنة الضائعة) للشاعرة التونسي ...
- صفاء الروح..واشراقات الذات في نصوص الشاعر التونسي الكبير د-ط ...
- هاجس الموت في قصيدة -أيها الموت خذني..ولا تسَل عني- للأديبة ...
- قراءة تأملية في قصيدة الشاعرة التونسية السامقة نعيمة مناعي - ...
- تمظهرات الإنزياح اللغوي في قصيدة الشاعر التونسي د.طاهر مشي - ...
- قراءة-تأملية-في قصيدة الشاعر التونسي القدير-د-طاهر مشي (أنت. ...


المزيد.....




- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - ..حين تنبجس قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي..من شقوق المرايا