أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ساطع هاشم - جنائز المغدورين














المزيد.....


جنائز المغدورين


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 04:50
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تعيد لي هذه الأيام بتعاستها وحروبها الهمجيه، وزلازلها واعاصيرها وارتفاع حرارتها وتلوث مناخها، وبوضوح عجيب خاصية محزنة تتصف بها طبيعتنا البشرية (كما لاحظ ذلك النفسانيون منذ مئة سنة) وهي عزلتها غير القابلة للتبدل او الاختزال، وما عليها الا أن تتحمل تعاستها وحيدة وبلا عزاء, خاصة في مثل هذا العالم المرعب الذي لا يمكن أن ينجو من الحروب, أو صراخ الهستيريا الذي ياتي في أعقابها

فعلى الرغم من علامات الحيوية السطحية، و(التضامن العالمي مع المنكوبين) والانتصار الهائل للعلم وهو يقود الإنسانية في هذا الزمان، إلا أن قوى الحياة في الواقع تتلاشى بسرعة، بينما قوى التدمير تنتشر

فالديمقراطية الليبرالية التي هي أعلى إنجاز للرأسمالية في مجال فن الحكم, توفر الحريات الفردية والانتخابات والدساتير وجميع أنواع الأشياء المصممة لإعطاء مظهر وكان الاغلبية هي التي تسيطر على حياتنا وعلى المجتمع ككل طوال الوقت, لكن في الواقع هناك طبقة ضيقة من الأفراد الأثرياء - الذين يمتلكون البنوك والأراضي والشركات الكبرى ومفاتيح الاقتصاد والسلطة– هم اصحاب القرارات الحاسمة التي تؤثر على حياتنا.

وعندما تتصاعد التوترات بين هذه القوى الرأسمالية (الديموقراطية الليبرالية) على السلطة، ومناطق النفوذ، والأسواق، لدرجة أن المنافسة العادية لم تعد كافية لتحديد من سيهيمن، تصبح الحرب هي الخيار التالي، وعندما تكون مصالحهم الحيوية على المحك، فإنهم سيخوضون الحرب، مباشرة او عبر وكلاء.
لهذا فطالما الرأسمالية موجودة، فإن الحرب أمر لا مفر منه في اية مرحلة ما مستقبلية اخرى، فبمجرد أن تنتهي حرب سيتم الاستعداد لحروب جديدة ربما اكثر اتساعا وهمجية، وهكذا دواليك

ولهذا فمنذ القرن التاسع عشر والى اليوم فان العقلاء بالعالم (الديمقراطي) يصرخون ليلا ونهارًا لايجاد حل لمشكلة الحرب والعداوات القومية وجرائم (الإمبريالية) وذلك من خلال النظر الى الخلل بالرأسمالية نفسها، وإنشاء اتحادات عمالية عالمية ديمقراطية، تفضح النفاق والدعاية الهستيرية للطبقة الرأسمالية ووسائل إعلامها الفاسدة، ومن خلال منظور اممي، فالمعركة الوحيدة ذات المغزى الحقيقي ضد الحروب تكمن في النضال من أجل تغيير المجتمع, فالناس حول العالم يبحثون عن البديل الحقيقي لهذه الانظمة الرأسمالية البالية، ولا يوجد حل وحيد وسهل طبعاً للمعارك العديدة الأخرى التي نواجهها, لذلك فاننا نرى كل يوم تعدد الأساليب وتنوع الأشخاص الذين يتحدون الاضطهاد حول العالم.

لكن المشكلة اليوم كما بالامس:
بدون حزب ثوري يطرح برنامج اشتراكي واضح مقنع ومفهوم, فان كل هذه الانتفاضات ومحاولات التغيير ستخرج عن مسارها في نهاية المطاف وتتلاشى بدون ان تغير شيئا جوهريا بالمجتمع, ويستمر الجحيم على الأرض, كما فعلت الإمبريالية على مدى تاريخها وفي جميع أنحاء الكوكب، بزعيقهم ليلا ونهارا حول (الدفاع عن الديمقراطية) ، واحترام (الحرية والسيادة الوطنية وحقوق الانسان) بينما بالواقع، فإنهم معنيون فقط في النهب والاستغلال واستعمال كل الوسائل الوحشية القذرة التي يمتلكون لتحقيق هذه الأهداف الاستعمارية المتجددة دائماً

وأظن أنه على عكس ما كان مخططاً لهذا القتال العالمي الدامي، فإن موائد الطعام التي تم اعدادها بعد تدمير السلطة السوفياتية لحفلات زفاف المنتصرين تم تقديمها الان في جنائز المغدورين، المخدوعين بالديمقراطية الليبرالية وحروبها حول العالم وهم بالملايين.



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأقلم او الزوال
- اشباح الخراب
- امرأة
- پورتريه
- مسيرة جبلية
- صورة قرية بالفحم
- العقيق الاحمر
- صورة جبل
- صَقر مُطارَد
- رسائل الليل واجوبة النهار
- حاسة السمع وانفجارات العراق
- ماهي الفوضى الخلاقة؟
- الغرق
- الموظفة
- حروب الثقافتين
- رجال في الخفاء
- رسالة الفنان
- استعمار متجدد
- الحركة والرؤية
- الابتكار والتجديد


المزيد.....




- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ساطع هاشم - جنائز المغدورين