حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 7674 - 2023 / 7 / 16 - 14:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
داخل بنيات متخلفة، شظايا التنوير المسروقة من هنا و هناك لا تجعل من الكائن الماورائي المتخلف إلا كائنا "ورائيا"، يلهث كالكلب واهبا مؤخرته للسلطة أو لأول شقة مفروشة تصادفه بهدف اغاظة محيطه و مجتمعه،كما يتوهم طبعا.
ينتج هذا النمط الوجودي بشكل تصاعدي كافة نزعات احتقار الذات، و الرغبة في استحداث الأوثان و عبادة "المادّة"، كنقيض للروحانيات و الماورائيات.
يتحوّل هذا النزوع تدريجيا الى حالة مرضية، منطلقها انعدام الشعور الداخلي بالرضا عن الذات، و منتهاها ارتهان الذات لكل ما يمكن له ابعاد هذا الشعور، من ادوية الاعصاب و غيره من وسائل الامتاع و السعادة، بالمفهوم الكيميائي و البايلوجي، و الذهني كذلك.
يتحول الجهاز العصبي و معه الادراكي هنا و بشكل تلقائي الى وضعية "الاتكال"، و هو رد الفعل الطبيعي و الوحيد في هذه الحالة، و هو الوصف العلمي المُخفف الآخر لحالة "الادمان"، كونه يصف ما يُشخص "طبيا" كعلاج، و ليس كتعاطي غير مُقنن، و الوصف الطبيّ هنا ليس "علميّا"، بل خاضعا لعدة مفردات و محاذير و اكراهات، و اخلاق كذلك، كونية او مُكيفة!
فالطب النفسي مثلا يَعلم ان بعض مراحل الاكتآب غير قابلة للعلاج، بل قابلة للتخفيف، و هذه العملية تتم فقط عبر تفعيل ميكانيزمات الاستقبال المباشر للأدوية، و بالتالي خلق حالة الادمان.. المُتحكَّم فيها طبعا بعدة وسائل.
بعد هذا التجريف النفسي، تتحول الذات هنا تدريجيا إلى موضوع مطلق للبغاء، بصيغته المجردة، و تخرج تلك الذات "الورائية" الى الوجود، كدابّة تساق بالعصى و الجزرة، عصا البغاء، و جزرة الرغبة !
أو حين يكون البغاء نزوعا ذاتيا و قهريا، يمارسه ضغط الرغبة، أو ذاك الفراغ الكبير الذي يتسع ليتحول الى ثقب اسود يبتلع الذات و الجسد معا، و يترك "جثة" تمشي على قدمين..
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟