أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين عري الجسد وعري القتل والدمار














المزيد.....

بين عري الجسد وعري القتل والدمار


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7672 - 2023 / 7 / 14 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن العهر السياسي يقف العهر الجسدي خلف الباب مصفقاً، لأنه يكشف عن قناعه بسرعة دون لف ودوران ، بينما العهر السياسي الذي يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق مشدودة بحرص يبقى القناع ملتصقاً بجلده وخلفه أيضاً مئات الأقنعة.
قد تكون أجواء العهر الجسدي صرخة جنسية في الزمن المباح، حيث تتفتق صدور وسائل الاعلام والفضائيات على صور تتنهد بإغراء، والوجوه المزدهرة النائمة في غليان المواقف تصنع الربيع للخيال وتمد الجسور للذين تقطعت أنفاسهم من شدة الركض في سباق الحياة .
كلما هجمت علينا قطعان ذئاب السياسيين ووقفوا أمام الميكروفونات ووسائل الاعلام ، نردد نحن البشر " الله يستر من تصريحاتهم " لأن خلف كل تصريح مجزرة ، مذبحة ، احتلال ومشانق ، ونصب واحتيال على الشعوب، أسلحة وطائرات حيث تنتعش المصانع وتضيء عيون المصالح ، ويتحول كل سياسي إلى حريق متنقل .
دارت هذه الأفكار في رأسي عندما رأيت الهجوم على الممثلة الإباحية اللبنانية " مايا خليفة " التي دعتها جامعة أكسفورد في بريطانيا للتحدث أمام طلاب الجامعة بمناسبة مرور 200 عام على أول مناظرة عقدها الاتحاد الاكاديمي عند تأسيسه لتعزيز حرية التعبير، وخلال عرض الفلم الوثائقي عن هذه المناظرات كان أبرز المتحدثين في هذه المناسبة الرئيس الأمريكي كارتر ونيكسون وكلينتون وعالم الفيزياء اينشتاين وغيرهم.
وقد نقلت وسائل الاعلام عن الحشود الضخمة التي حضرت للاستماع إلى " ميا خليفة" التي تحدثت عن تجربتها في عالم الأفلام الإباحية و حياتها واعتزالها.
قد يكون اختيار جامعة أكسفورد تجربة امرأة عربية عاشت حياتها على حافة الاغراء والجسد ولم يحاول اختيار امرأة لها الباع الطويل في النشاط الاجتماعي والسياسي والتحدي فيه ذلك البريق الإعلامي الدعائي والتلهف لجذب الانتباه للصورة المناقضة للعادات والتقاليد والعقلية العربية، ولكن في المقابل من يتأمل الشخصيات السياسية التي تحيط بنا يجد أن تلك المرأة " مايا خليفة " تشكل حالة تصفع الواقع بقدمها وتقول أنها أشرف من جميع السياسيين، كأنها تقول " أنا تاجرت بجسدي أما أنتم فتاجرت بالشعوب، أنتم سبب دمارها وفقرها وقتلها ولجوئها وحرمانها من العيش بكرامة "
أثناء حصار جنين الأخير صرحت " مايا خليفة" بلغتها الإنجليزية أمام وسائل الاعلام ضد العمليات العسكرية وقتل الفلسطينيين وضد الإبادة الجماعية وان الاحتلال ارتكب جرائم إنسانية وعلى العالم الانتباه لمعاناة المواطنين .
وسابقاً قامت " ما يا خليفة" في بث حي ومباشر بالمطالبة بإنقاذ حي الشيخ جراح من التهويد وأظهرت وحشية الاحتلال ، وقد اعترفت بعد ذلك تعرضها للمضايقات من قبل عناصر يهودية وأيضاً من سياسة تضيق وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق " انستغرام " .
في الوقت الذي صمتت فيه القصور الرئاسية في العالم العربي وصمت الشارع العربي والشارع الغربي، بل بالعكس كان الجلاد والضحية على ذات الخط الإعلامي، حيث ردد الغرب بقيادة أمريكا " من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها " وكأن "مخيم جنين " يجب أن يكون على موعد مع الحصار والقتل والهدم .
إذا قارنت بين " مايا خليفة" المرأة العارية و" بن جفير " وسموتطرتش " و" نتنياهو" وغيرهم ممن يطلقون صرخات القتل والتهجير علناً .
إذا قارنت بين " مايا خليفة" بين من يعانقون التطبيع العربي مع إسرائيل ويتبادلون نخب الموت الفلسطيني وموت قضيته .
إذا قارنت بين " مايا خليفة" وبين من يبيعون وهم الاتفاقيات والمفاوضات، حتى أصبحت الشعارات مجرد تراكم الغبار على الدماء .
كلما ازددنا ايغالاً في المقارنة نكتشف أنهم جميعهم مثل " مايا خليفة" الفرق أن " مايا خليفة" أعلنت توبتها وتحاضر الآن في الاخلاق والثقة بالنفس والسياسيين ما زالوا يمارسون العهر السياسي والتصريحات التي من خلالها يزرعون الألغام في طرق البشر .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنين مقياس ريختر للسلطة الفلسطينية
- الحب في الزمن اليمني
- ما زلنا في مغارة 5 حزيران
- يريدون تحويل دمنا إلى غبار
- صدور الطبعة الثانية من كتاب - مذكرات معلم - للكاتب تميم منصو ...
- يتباهون بسلخ جلودنا
- مشروع شهيد
- لماذا أكتب ؟
- الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة
- بين الصبر والصبر حقولاً من الصبر
- أم كلثوم صلعاء في متحف الجماجم
- اليوم العالمي للمرأة يقع في برج النفاق
- أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس
- العربي باطما كاتب الالم
- الطالبة نيرة واعترافات الضابط الاسرائيلي
- القوي عايب برقية إلى روح شيرين أبو عاقلة
- كانت الجزائر تنام على كتف الاستقلال
- تتحدث فتاة النابالم فترد عليها المرأة الفلسطينية
- سلوى الفلسطينية في مهب الريح في الخليل
- في ذكرى النكبة


المزيد.....




- قطار يمر وسط سوق ضيق في تايلاند..مصري يوثق أحد أخطر الأسواق ...
- باحثون يتكشفون أن -إكسير الحياة- قد يوجد في الزبادي!
- بانكوك.. إخلاء المؤسسات الحكومية بسبب آثار الزلزال
- الشرع ينحني أمام والده ويقبل يده مهنئا إياه بقدوم عيد الفطر ...
- وسقطت باريس أمام قوات روسيا في ساعات الفجر الأولى!
- الدفاعات الروسية تسقط 66 مسيرة أوكرانية جنوب غربي البلاد
- -يديعوت أحرنوت-: حان الوقت لحوار سري مع لبنان
- زعيم -طالبان-في خطبة العيد: الديمقراطية انتهت ولا حاجة للقوا ...
- الشرع: تشكيلة الحكومة السورية تبتعد عن المحاصصة وتذهب باتجاه ...
- ليبيا.. الآلاف يؤدون صلاة عيد الفطر بميدان الشهداء في طرابلس ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين عري الجسد وعري القتل والدمار