أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - رحلاتٌ إلى مَوطن الجرمَان 1 / 3















المزيد.....


رحلاتٌ إلى مَوطن الجرمَان 1 / 3


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:12
المحور: الادب والفن
    



مُسْتهلّ السَفر

إنها المرة الرابعة ، التي أجدني فيها زائراً لموطن غوته وبيتهوفن وهيغل ونيتشه . وهي أكثرُ المرات في رحلاتي إلى جوانب الأرض ، على قلتها ، المتسمة بالإثارة : كيفَ لا ، إذا كان الأمرُ هنا متعلقاً بمونديال العام 2006 ؛ المونديال المُعتبر ، بحق ، من أكثر مسابقات كأس العالم ، عبر عمرها المديد ، تنظيماً وحضوراً وإهتماماً . غنيّ عن التأكيد ، في هذه المناسبة الكروية ، ما سأعترفُ به للقاريء من عزوفي عن شؤون الرياضة إلى مشاغل اخرى ، أقلّ فائدة للبدن والحواس ؛ حدّ إعتيادي ممازحة الأصدقاء بالقول ، أنني لم أمارس تمارينَ وألعاباً مُذ دورتي العسكرية ، العتيدة ، في نهاية سبعينات القرن الآفل ! بيدَ أنّ مسابقات كأس العالم ، بما هي عليه من جاذبية جماهيرية ، غامرة ، ما كان لمغناطيس سحرها هذا ، سوى شدّ حديدية أكثرَ الناس لامبالاة .

أذكرُ في هذا المقام ، أيضاً ، حماسة فتوتي ، لما تسنى لي متابعة المباراة النهائية لمونديال عام 1970 . كانت تلك ربما ، هي المرة الأولى التي ينقلُ فيها التلفزيونُ السوري حدثاً عالمياً بهذا المستوى ، وعبر الأثير المباشر . فرحتنا في ذلك اليوم المشهود ، بمتابعة المباراة وتكحيل العين بمرأى " بيليه " ، لاعب البرازيل الأشهر ؛ تلكَ الفرحة الطفلة ، نُغِصَتْ علينا ليلتئذٍ ، بإنقطاع التيار الكهربائيّ عن مُجْمَل حيّنا ، الشعبيّ ؛ الحيّ الدمشقي ، العريق ، المؤسس قبل ألف عام من لدن أسلافنا الأيوبيين ، الكرد . كنا صغاراً ، ملمومين في جيرة الزقاق الواحد ، يجمعنا شغفٌ بالألعاب والمغامرات الموزعة بين مرابع الغوطة المترامية على حدّ الحيّ الجنوبيّ ، والمنحدرات الجبلية المشكلة حدّه الشماليّ . وكحال أترابنا في كل مكان من المعمورة ، ما كان للكرة الأثيرة ، المصنوعة من المادة المطاطية ، القاسية والمرنة في آن ، إلا أن تأخذ بلبابنا وتشغل أوقات فراغنا . هذا ، على الرغم من حقيقة ملاعبنا العشوائية ، التي لم تك أكثر من أرض متربة ، جهدت السواعد الفتية في معالجة وعورتها وجعلها منبسطة ، تكاد لا تميّز عما يُجاورها من أراض سوى بكومتيْ أحجار في كل جهة ، مُشكِلة للمرمى العتيد : ستمضي أعوامٌ عديدة على أعمارنا ، قبل أن نعرف الفرقَ الفادح بين ملاعب الأطفال ، الأنيقة ، اللائقة بإسم أوروبة ، وتلكَ " الملاعب " التي كانت منذورة لطفولتنا البائسة .

إشارتي السالفة ، في هذا المُستهل ، إلى كون مونديال العام 2006 ، هوَ الأكثر تنظيماً ، يُحيل بشكل أخص لإحدى خصال الجنس الجرماني ، الحميدة ؛ أيْ الشغف بالتنظيم والترتيب والأناقة . فكلّ زائر لهذا البلد العظيم ، لا بدّ وأن يسترعيه ، منذ وهلة الإطلالة الأولى ، تلك الخصلة الموصوفة . وسيُدهشه كذلك ، ألا يلمحَ لمسة قبيحة ، واحدة ، منفرة للذوق ، في أيّ زاوية أو ركن من بلدٍ كبير مساحة ً وسكاناً ، بحجم ألمانية . ربما أنّ المرء سيلاحظ هوّة ما ، بيّنة ، بين المواطنين المنتمين لأعراق ومشارب متباينة ؛ وخاصة ً المنحدرين من الدول الإسلامية ، والمشكلين ما يُشبه مجتمعاً منفرداً عن غيره ، بتقاليده وعاداته وأهوائه . إلا أنّ لهذا حديثٌ آخر . وعلى كل حال ، فالمؤكد أنّ مونديال العام 2006 ، المميّز ، ما كان له أن يحظى بهذه الصفة إلا لمطابقته المِيزات الألمانية ، التي جئنا على ذكر بعضها . هذه الميزات الفريدة ، من المستحيل ألا تنطبعَ في ذاكرة الزائر لتلك البلاد الشاسعة ، المفرسخة على أقاليم متعددة ، فديرالية النظم ، متنوعة المناخات والثقافات والأذواق .

رحلتي الأولى ، كسائح ٍ مُعْتبَر ، إلى موطن الجرمان ، الجميل ، أعطيتها هذا العنوان : " إكتشاف أوروبة " ؛ العنوان الطريف ، الذي مازحتُ به مرة ً أصدقائي . تسنى لي قبل ذلك ، كمهاجر ٍ غير شرعيّ ، أنْ أمرّ مرور " غير " الكرام عبْرَ قلب أوروبة ، النابض ، هذا . حصل ذلك في ربيع عام 1988 ، حينما كنتُ في القطار المتوجّه من هولندة إلى الدانمرك ، وفي خبيئتي جوازُ سفر يونانيّ ، مزيّف ، ونيّة ُ الإستقرار في السويد ؛ أين تقيم أختي الكبرى . كانت ليلة ٌ غامضة ، يشوبها الضباب ورذاذ المطر المتهاطل ، المتصادمة قطراته بزجاج نافذة مقصورة القطار ؛ هذه التي إندسستُ فيها جنباً إلى جنب مع شبان أوربيين ، متعابثين ، غيرَ منتبهين لهواجسي ومخاوفي . على حين فجأة ، ينبعثُ صوتُ الموظف ، المُسجّل ، معلناً إجتيازنا الوشيك لمرفأ مدينة " هامبورغ " ؛ المدينة الألمانية ، الكبيرة ، التي سأعود إليها بعدَ حوالي الخمسة عشر عاماً ، وفي جيبي الظاهر جوازُ سفر ٍ سويديّ ، أصليّ .

طريقٌ وسوقٌ

في سفينة ركابٍ ، هائلة كفندق متنقل ، تنوّقنا بحرَ الشمال ، الهائج ، في طريقنا من مرفأ " غوتنبورغ " ، السويدي ، إلى مرفأ " كيل " الألماني . بدَت السفينة ُ ليلتئذٍ طفلة ً كبيرة ، مرحة ، متأنقة بزيّ الأعياد ، ومتراقصة على أنغام موسيقى الميلاد ورأس السنة . هلّ الفجر عليّ من ثمّ وأنا في يقظةٍ حثيثة ، لألمح خللَ كوة مقصورتنا عمائرَ الجرمان ، العملاقة . ما أسرع أن إفترقتُ عن رفيق الليل ، البحريّ ، فرأيتني في السيارة المتجهة إلى برّ " هامبورغ " ، صحبة مُضيفي ؛ الصديق العتيق خالد محمد ، الذي إلتقيته بعد الأعوام الطوال ، الصقيعية ، للغربة . وكالعادة الطيبة المتأصلة فيها ، أصرّتْ زوجة صديقي أن تكون في إستقبالي ؛ وككلّ مرة أيضاً ، ستبدي الإصرار نفسه على تحمّل مشاق الطريق ، حينما يلوحُ وقت وداعي . قلنا أنّ السيارة ـ ولم تكن أقل قِدماً من عُمْر فراقي لصاحبها ـ قد أقلتنا من مدينة " كيل " ، الساحلية ، فما لبثنا ردحاً من الوقت إلا ونحن على الطريق السريعة ؛ المُسماة " أوتوبان " ، بلغة الجرمان .

منذ أعوام الجهالة ، وبالكاد كنتُ على معرفةٍ بدروب بلادي ، تناهى إليّ من أحاديث الأتراب ما يمكنُ وصفه بـ " الأسطورة الألمانية " . فعلى الرغم من كرهي ، المبكر ، لكل ما يمتّ بصلة لعالم السيارات ، إلا أنني كنتُ مضطراً أحياناً للإصغاء لثرثرات الأصدقاء ، عن " المارسيدس " وأخواتها . وبما أنّ الكلامَ يجرّ إلى شبيهه ، فكان لا بدّ لحديثُ المركبات ، المعجزة ، أن ينتهي عند الطرق السريعة ، الأكثر إعجازاً ، والتي من المفترض أن تحتبيها . هذه الطرق ، تأتى ليَ أخيراً وعلى مشارف خريف العمر ، أن أجتازها . وإذا نحينا جانباً أساطير الطفولة والفتوة ، فالحقّ أنّ " الأوتوبان " ، العملاق والمرعب كعفريت الحكايات ، كان جديراً بأسطورته : خطوط ٌ متطاولة ، لانهائية ، من متوازيات مثلثة ومربعة ؛ خرسانات ٌ هائلة ، مُظهّرة بالإسفلت ومُبطنة بالإسمنت المسلح ؛ تقاطعاتٌ في / ومن كل صوب ، كمخارج لتلك المتاهة ، أو كمداخل ضافية لها ؛ طوابيرٌ من هولات ذوات المقطورتيْن ، تتهادى بأمان يمين الطريق ، فيما تتطاير في أوسطه وإلى يساره مسوخٌ من سيارات وحافلات ، مختلفة الأحجام والماركات وبسرعة قصوى لا يحدّها قانونٌ ؛ جدرانٌ عالية ، إسمنتية وحجرية وخشبية وزجاجية ، تحفّ بالطريق السريعة كما لو أنها أسوارُ قلاع تتصدى لغزو لجْبٍ من مركبات العدوّ : ذاكَ كله يتراءى للمرء ، الغريب ، حين معاينته للأوتوبان الألماني .

" شفارتزنبك " ، ( وتعني بالألمانية : الرابية السوداء ) ، هو إسمُ البلدة المُضيفة . في ذلك الشتاء من أواخر العام 2002 ، الشاهد لرحلتي ، كانت أعوام ثلاثة قد مضت على إقامة صديقي فيها . إنها بلدة صغيرة ، تنتمي بيئة ً ومناخاً لريف الشمال الأوروبي ، مشكلة ً مع مدينتيْ " هامبورغ " و " لوبيك " ما يُشبه المثلث . إعتباراً من سفرتي الألمانية ، الثانية ، المصادفة للعام التالي ، سيكون كلّ من هاتيْن المدينتيْن بمثابة محطة وصول وإياب لي ، بإستخدامي بطاقات السفر ، الرخيصة نسبياً ، والتي توفرها شركات الطيران المستخدِمة ، بدورها ، لمطاريْهما . كان شتاءُ تلك السنة قاسياً ، شبيهاً بشتاءات السويد ، الإسكندينافية ، المعتادة ؛ حيث معدلات درجات الحرارة ، في الوقت نفسه من العام ، تتهاوى دوماً تحت الصفر . إلا أنّ خيبتي من المناخ المكفهر ، ما عتمت أن إنجلت في سطوة الزينة الحميمة لمناسبتيْ الميلاد ورأس السنة : هذه المناسبة الأخيرة ، شاءَ حُسن توقيت رحلتي أن يوافيها بموعدها المناسب . فإذ وصلتُ قبل يومين من إنقضاء العام ، فما أسرعَ أن رأيتني منهمكاً وبقية أفراد الأسرة ، الصديقة ، في مشاغل التحضير للعيد ؛ العيدُ الذي كان على الدوام أثيراً لديّ ، بما يكتنفه من ذكريات الصبا .

فضلاً عن الأعياد والمناسبات العديدة ، تفرّغ الألمان لإستنباط الكرنفالات الصيفية وأيام التسوّق الشتوية ، تبديداً للضجر من جهة وإستجلاباً للسائحين ، من جهة أوْلى . وبما أنّ كاتب هذه السطور " سائحٌ " ذو مزاج متضجّر غالباً ، فالأكيد أنّ لياقتي لصحبة موطن الجرمان ، لا يُمارى فيها. أتذكرُ هنا ، للمناسبة ، يوماً من الأيام التي أعقبت إحتفالنا بالعام الجديد ، حينما إقترح عليّ صديقي الذهاب إلى مدينة هامبورغ ، في جولة على " فيش ماركِت " ؛ أيْ سوق السمك . كان هذا من أيام التسوّق المعروفة ، ذات الشعبية الغامرة في عموم البلاد ، حيث يتجه الناس إلى عاصمة الشمال الألماني بغيَة حضوره . ومن جهتي ، فلم أشأ تفويت الفرصة ، خاصة ً أنني تعرّفتُ للتوّ على مدينة هامبورغ ، وأضحت مذاك من أحبّ المدن الأوروبية إلى نفسي ؛ نفسي التي وجدتها ، مجدداً ، تنزلق إلى لجة الأوتوبان ، المرعب ، وهي منكمشة في مركبة مضيفي ، العتيقة نوعاً ، والمُضاهية في سرعتها ، على أيّ حال ، لأحدث الصواريخ الألمانية ذوات العجلات !

كما سلف لي القول ، فمعرفتي بهامبورغ كانت حميمية ، علاوة على إرتباطها بتسوّق من نوع آخر ؛ وأعني بذلك مرورنا ، شبه اليوميّ ، بالسوق العشوائية للمهاجرين المسلمين ؛ أين دكاكينهم ومحلاتهم الفائضة بمنتجات تجمَعُ بين مناخات المحيط الهندي والبحرَيْن الأحمر والمتوسط : هاهنا بسطات الفواكه ، المبكرة ، مركونة في الزوايا ؛ شرائحُ اللحم ، " الحلال " ، معلقة بخطاطيف حديدية ، فظة ، مستسلمة لسكاكين الجزارين الحادة ؛ النقولات المتنوعة ، وخاصة ً المجلوبة من بلد آيات الله ، لتكونَ جديرة بـ " مازة " سهراتنا الخمرية ، المحرّمة . وفي هذا المقام ، المشرف على قول التحليل والتحريم ، يجدرُ ذكر ما رأته عيني ، مدهوشة ً ، لجوامع السوق ذاك ، المنسوخة برداءة عن مثيلاتها المشرقية ؛ نظير آيا صوفيا ، الإستانبولي : ثمة في السوق ذاته ، الجامع بين الدكاكين العارضة لمنتوجات الدول الإسلامية و" الفترينات " المستعرضة للحم الرخِص ، المستور بالكاد بقماش الألبسة الداخلية ، الصارخة التلاوين ؛ هناك ، تجوّل أفرادُ ما صار يُعرف بـ " خلية هامبورغ " ، طلباً للمتعة الزائلة في كنف الأفخاذ الإفرنجية ، وسعياً لملاقاة المتعة الخالدة في أحضان حور العين ؛ ثمة أيضاً ، ما فتئتْ صور أولئك المعتوهين ملصوقة بزجاج هذا الدكان أو ذاك المتجر ، وقد كتبَ عليها بالعربية : " فتية آمنوا بربّهم " ..

سوق السمك ، في أحد أطراف هامبورغ ، هوَ بازارٌ لا يقلّ عشوائية عن زميله ؛ بازار منتجات الجاليات الإسلامية في مركز المدينة . بيْدَ أنّ فوضى الأول ، المقصودة ، هي ما يجعله حقاً ، محبباً وأثيراً . قبل الشروع في الجولة السمكية ، إقترحَ عليّ مضيفي التوجه بالسيارة عبْرَ أحياء المدينة ، الراقية . بالرغم من رذاذ الثلج المتطاير ، والمحيل زجاج حافلتنا إلى مغامضه ، الناصعة ، فقد تمكنت من إرسال طرفي نحو تلك المنازل الفارهة ، من شقق وفيلات ، متحسراً لسوء حظ رحلتي ، المصاقبة لفصل الشتاء والتي حالت دون إستمتاعي بمنظر حدائق المنازل تلك ، وهيَ في حلتها الربيعية أو الصيفية . وأذكرُ ، على غموض المشهد الثلجيّ ، إنحدارنا في دربٍ خلابٍ ، عامر بالعمارات الجميلة البنيان ، المحدقة بجانبيْه كما لو أنهم حراس ملكيون ، مهيبون ، يستعرضون موكبنا الشعبيّ ، الأقل هيبة . وإذاً ، كان علينا بعد إلتقاط الصور التذكارية ، التوجه إلى سوق السمك ذاك ؛ أو " الفيش ماركِت " ، بلغة بني الأصفر . هي ذي أكشاكٌ ذات هياكل خشبية ، مشدودة بأغطية جلدية ، تلوح لنا عن بعد ، متراصفة بحنو الواحدة لِصْق الاخرى ، كما لو أنها تلتمسُ الدفء . للحق ، فإنّ يوم التسوّق هذا ، كان من أشد الأيام الشتوية القارصة ، التي مرّتْ على غربتي . قشعريرتي وإرتعادي ، كانتا طوال الوقت عُرضة ً لممازحات عائلة صديقي ، التي إنضمّ لصحبتها شقيقتهُ الصغرى ، المقيمة في المدينة ذاتها . كان في وارد خطتنا للجولة البازارية ، أن نتجه إلى منزل تلك الأخت ، الواقع على مقربة من مطار هامبورغ ، محملين بما تيسّر من منتجات البحر ؛ المنتجات ذات الأصناف العجيبة المستغربة ، غير الواردة في البال أو الخيال . لا بد من القول ، أنّ الأسعار كذلك ، كانت متفاوتة . إلا أنّ المزاد ، المستطرف ، على المنتوجات المعروضة ـ والذي هو من تقاليد ذلك السوق ـ أتاح لنا سعراً متهاوناً لكيس متخم بالقريدس الفلاني ، الفاخر ، ولفة من السمك ، العلاني ، الطازج . الألمان يتحدون البردَ برقصات شعبية في الأماكن المخصصة للهو ، ضمن ذلك السوق ، وأيضاً بجرعات من البيرة ، المبرّدة ؛ همُ المكتسي أغلبهم بملابس هيّنة ، رقيقة ، لا تقي من ذلك الجوّ الساخط . نتداخلُ في زحمتهم ، مستمدين بعضاً من حيويتهم ، متنقلين بين الأكشاك في فضول متسائل عن الأنواع المعروضة من ثمار بحر الشمال ، المشتهاة . على أنه ، وفي غمرة التسوّق ، داهمني تجلّد مؤلم ، غير محتمل ، في قدميّ ؛ مما قصّر في أمد جولتنا ، بقرار العودة إلى سيارتنا الصغيرة ، التي كانت بإنتظارنا وهيَ بدورها منزوية ، مقرورة ، على أحد أطراف الفيش ماركِت .



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحارَة ؛ بابُها وبشرُها
- مشاهدات : جولة في دمشق صلاح الدين 2 / 2
- زبير يوسف ؛ في منحَتِ الحَديد والتحدّي 2 / 2
- مشاهدات : جولة في دمشق صلاح الدين 1 / 2
- زبير يوسف ؛ منشدُ الأزمان القديمة
- إسمُ الوردَة : ثيمة الجريمة في رواية لباموك
- أورهان باموك والإشكالية التركية
- معسكراتُ الأبَد : شمالٌ يبشّر بالقيامَة 2 / 2
- العثمانيون والأرمن : الجينوسايد المتجدد
- غزوة نوبل ، العربية
- معسكراتُ الأبَد : إلتباسُ التاريخ والفنتاسيا
- مقامُ المواطَنة ، سورياً
- الوحدة الوطنية ، المفقودة
- حوارُ أديان أمْ حربٌ صليبيّة
- نصرُ الله والعَصابُ المُزمن للفاشية الأصولية
- سليم بركات ؛ الملامحُ الفنيّة لرواياته الأولى
- خيرُ أمّةٍ وأشرارُها
- إعتذار بابا الفاتيكان ، عربياً
- وليم إيغلتن ؛ مؤرخ الجمهورية الكردية الأولى
- الثالوث غيرَ المقدّس


المزيد.....




- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - رحلاتٌ إلى مَوطن الجرمَان 1 / 3