أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين دعونا نستدعي اباءنا














المزيد.....

ألكسندر دوغين دعونا نستدعي اباءنا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7671 - 2023 / 7 / 13 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



الكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر

11 يوليو 2023

* تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

هناك شعور بأن الفجوة تزداد اتساعا أكثر من أي وقت مضى بين فهمنا للحرب وفهم الغرب الجماعي لها.
لقد تمردت روسيا على الغرب مثل طفل على والديه. في الواقع حتى النهاية ، وعلى جميع مستويات السلطة ، قيل إن روسيا جزء من الحضارة الغربية ، وهي دولة أوروبية. وإذا كان الأمر كذلك ، فهي إذن ابن الغرب ، لأنه من الواضح أن الغرب فيما يتعلق بحضارته هو أقدم وأكثر مركزية وأكثر مسؤولية ، أي أن الغرب هو الأب والوالدين. وبما أنه تم الاعتراف بهذه الأقدمية (وهذا يتبع من صيغة ان روسيا = دولة أوروبية بشكل مباشر) ، فإن الغرب علم روسيا ما يجب فعله وما لا تفعله. نعم ، كان الطفل ضخمًا ومخيفا ، لكن من وجهة نظر الغرب ، متوحش وغبي وربما مريض.
وهكذا قررت روسيا أن تتمرد. لكن هذا التمرد لا يزال طفوليًا إلى حد ما. على الرغم من كل الطبيعة الراديكالية للإنفصال ، موسكو لا-لا ، وها هي تبدي نظرة خوف ورجاء في اتجاه الكبار !. على الرغم من أنها تكرر القول "انتهى كل شيء ، لقد خدعتموني ، وأنا سأترك البيت ..." لذلك يحاول صبي يبلغ من العمر خمس سنوات مغادرة المنزل ، ولكن طوال الوقت ينظر حوله ليرى ما إذا كان والديه سيركضان خلفه. على أمل أن يركضوا وسيتم تسوية كل شيء بعدئذ .

ومن هنا جاءت الآمال الساذجة الموضوعة على الخطوط الحمراء ، وصفقات القمح والأمونيا ، لحقيقة أن أوكرانيا لن يتم قبولها في الناتو وأنهم سيبدأون أخيرًا في التفاوض مع موسكو . مركز الفكر ، الشخص الذي يدرك أو يفكر أو يتصرف على الرغم من الحرب لا يزال في مكان ما في الخارج ، أو بالأحرى في الغرب. هناك التكنولوجيا ، التقدم ، المال ، والقواعد ... هناك مراكز صنع القرار. هذه القرارات تثير استياءنا ، لكن كيف يمكن لطفل متمرد ، وليبرالية طفولية حتى النخاع ، أي النخبة المعتمدة على الغرب - كيف يمكنها الاعتماد على نفسها؟
ينظر الغرب بأبوية إلى سلوك الطفل الغاضب ولا يعرف ماذا يفعل به. ولكن بما أن كل الحدود في سياق الحضارة الغربية وقواعدها قد تم تجاوزها - ليس من قبل الغرب - ولكن من قبلنا ، الذين قررنا تحدي العولمة وإثبات أننا بالفعل مستقلون تمامًا وكبار من أجل البدء في تقسيم الملكية ، إذن ، في نظر الغرب ، ما يحدث الآن في أوكرانيا ، هو عملية عقاب لنا لا أكثر ولا أقل .

هذا هو الوقت المناسب للاتصال بكبار السن الروس وبابائنا . ليس الأطفال من الاتحاد الروسي ، الذي تم إنشاؤه عام 1991 ولم يكتمل حتى النهاية ، ولكن الآباء من روما الثالثة والإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي. ها هم ، البالغون الروس ، الذين لم يعتبروا روسيا أبدًا جزءًا من الغرب ، وأدركوا بشكل طبيعي أنهم رعايا حضارة خاصة منفصلة عن الغرب - إمبراطورية أرثوذكسية أو سوفياتية. ويتصرفون وفقًا لذلك.
لكن هذا الوعي لا يعني فقط تغييرًا جذريًا في النظرة العالمية السائدة ، ولكن أيضًا الإستبدال السريع للنخب. نحن في حالة حرب مع عدو بالغ . بالغ حضاريا ، رغم أنه أطلق جيشًا من الزومبي علينا. هؤلاء المجانين هم مجرد "أفاتار" يتم التحكم فيها من قبل مشغلين أذكياء ورصينين. العملية العسكرية الخاصة ليست لعبة ، لكنها حرب. والحرب هي عمل الكبار. ذهب الأولاد إلى الجبهة ، والآن ليس لديهم أي احتمال آخر سوى أن يكبروا بسرعة ، وليصبحوا أكبر سناً بشكل واضح . لقد مر بعض الناس بهذا بالفعل. ولكن على العموم ، فإن الطفولة الموالية للغرب هي التي لم يمسها النظام . ومن هنا جاءت إخفاقاتنا وكذلك المسيرات وأعمال التمرد .
إن الوعي الذاتي لدى النخبة الحاكمة الحديثة في روسيا غير متناسب تمامًا وغير ملائم لمدى خطورة الوضع التاريخي. بعد كل شيء ، كل من الفساد وازدهاره المرضي هما نتيجة - ليس فقط - الجشع ، ولكن أيضًا لعدم المسؤولية الكاملة - فالطفل السيئ يتعامل مع الأشياء والطعام بلا حدود وبشكل تعسفي ، ويدس في فمه كل ما يقع في متناول اليد.
لذلك لا يوجد سوى مخرج واحد: الاتصال بالآباء الروس والنضوج بسرعة. إذا أعلنا أنفسنا دولة-حضارة ، فإما أن نبدأ في الامتثال لهذا الخيار (ولدينا خبرة تاريخية) ، أو سيمزقونا إلى أشلاء .



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الناتو – استراتيجية جديدة ضد روسيا
- ألكسندر دوغين لقد حان الوقت كي نصحو
- زيلينسكي
- بوتين رسب في الإمتحان
- مشاكل الاقتصاد الروسي في ظل الحرب والعقوبات
- قصة الروبل
- فقاعة فاغنر
- كيف يرى باحث روسي بارز العدوان على جنين؟
- ألكسندر دوغين مرة أخرى حول تمرد فاغنر
- أوكرانيا ميدان معركة هرمجدون
- إحراق القرآن في السويد : أسباب ونتائج
- هل يمكن لثورة جديدة أن تسقط فرنسا؟
- حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي تخضع للنقاش
- متى تبدأ المفاوضات الروسية الأوكرانية الحقيقية؟
- عصف فكري حول الشركات العسكرية الخاصة
- النخبة الروسية تستعد لخيارين لقلب الحكم في موسكو
- تمرد كورنيلوف 1917 vs تمرد فاغنر 2023 - هل تصح المقارنة ؟
- وصل بوتين إلى المرحلة النهائية من الاتفاق مع النخبة الأمريكي ...
- بوتين يعارض -الانعطاف إلى اليسار-
- في نقد شريحة من العلماء الروس


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين دعونا نستدعي اباءنا