عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 7671 - 2023 / 7 / 13 - 14:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما قرأت خبر ان العالم شهد الأسبوع الماضي أكبر عدد من الرحلات الجوية التجارية في يوم واحد، والتي تأتي تزامنًا مع بدء موسم السفر الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
حيث تم تسجيل 134.4 ألف رحلة جوية عالميًا يوم الخميس السادس من يوليو. وهي بين ﻫﺒوط اﻟطﺎﺌرة أو إﻗﻼﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤطﺎر، حيث يتم تنظيم مسارات الطائرات في الجو اعتمادا على علم الملاحة الجوية وهي عملية توجيه الطائرات للطيران في بسرعة وارتفاع محددين باتجاه محدد المسارات.
تخيلت ان يكون للعشيرة القبلية التي تحكم في ارض العرب، وتسير اموره حسب اهواء القبيلة والعشيرة والطائفة، ان تسيطر على الفضاء وتتحكم في حركة الطائرات بين دول العرب، بنظام تحكمه القوانين والأعراف التي تضمن لتلك القبيلة او العشيرة ان تكون لها الكلمة العليا دون غيرها،
وان تكون لها الاولوية في تسيير الأمور لصالحها، ومن هنا تبدأ الفوضى وتتداخل الخطط والمسارات وتعم الفوضى في الأجواء مثلما هي سائدة على الارض.
وأتخيل كذلك ان ترفع هذه المجموعات المسيطرة شعارات من نوع ( علي الطلاق، على اليمين، طائرة قبيلتنا لها الاولوية في الهبوط والاقلاع! يا عيب الشوم، نحن لنا الكلمة العليا في تحديد من يطير ومن ينزل! واشمعنى طيارتنا تأخرت ولازم تمر هي الاول!! ويا فضيحتنا بين العربان، ما يصير هيك، غيرنا يتحكم في خط سير طائرتنا!!).
ورغم مرور مئات السنوات من التحول من الحياة الجاهلية الى الحياة المدنية، وما حدث من تغيرات جذرية في المنطقة العربية نحو التخلص من هذه العقلية القبلية الجهوية العشائرية، الا ان هذه الجماعات المتحكمة لا تزال تناهض مفهوم" الدولة القومية" مما يعرقل محاولة دمج قيم المواطنة في المجتمعات العربية الحديثة.
لا يمكن بناء الأوطان بمنطق القبيلة والعشيرة دونما الولوج إلى منطق العلم؛ فالعلم أساس التقدم وهو عمود بناء الحضارة والتقدم، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الجهل والتخلف والعصبية القبلية والجهوية والفقر؛
المجتمعات التي تريد ان تسلك سبيل التطور من واجبها التخلي عن الأفكار القديمة الرجعية ،نحو إقامة دولة حديثة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟