أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - مظفر النواب شاعر الصور المدهشة














المزيد.....


مظفر النواب شاعر الصور المدهشة


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


**** مظفر النواب شاعر الصور المدهشة
*** علي جعفر العلاق





هكذا يرحل المبدع الكبير مظفر النوّاب، ويذهب معه جزء حميم من شبابي الشعريّ والشخصيّ، ومن فتوّة الكثيرين من أبناء جيلي. شاعر خلق رمزيته النضالية الخاصة، وجمالياته الشعرية التي لا تضاهى، والتي شاعت، بين العراقيين، شيوع الأسطورة. ولم يكن النوّاب، لمن لا يعرفه جيّدا، مجرّد شاعر معروف يكتب القصيدة بالفصحى، فهذا ما يعرفه الكثيرون، بل كان مجددا ذا تأثير كاسحٍ في فضاء شعريّ آخر. كنا في بداياتنا الشعرية، حين استيقظت بغداد كلها، ذات يوم، على هذا المجدد الجريء الجميل، الذي صارت قصيدته العامية المدهشة «للريـل وحمـد» تتردد على شـفاه الكثيرين.
ما كان يفعله مظفر النواب هو ما فعله بدر شاكر السياب تماما، لكن على الضفة الأخرى من اللغة: في فضاء القصيدة العامية العراقية، بعد أن بلغت شيخوختها الحتمية أو كادت، ووجدت نفسها في عنق زجاجة خانقة. فلم يعد في مقدور شعرائها أن يطلوا على أفق أرحب من تلك المطحنة الحافلة بالتكرار وضجيج القوافي التي أرساها شعراؤها التقليديون الكبار. كانت تدور على ذاتها دون طائل جمالي أو دلالي كبير تقريبا. فلم يكن لها، مثلا، شيء من ترف الأغنية اللبنانية أو شغفها الطفوليّ بالطبيعة أو انفعالها اللذيذ بالحياة، وليس لها من غنج الأغنية المصرية وخفتها، أو معانيها المبتكرة ما يمكنها التباهي به.
لقد ظهر مظفر النواب، في تلك البراري الشعرية المتفحمة، ظهور المبشر بالخلاص. فلم يكن منسوب المياه، قبله، كافيا لإنعاش المخيلة العامية. كانت المخيلة العامية موشكة على الهلاك: حيث الصور الجاهزة والإيقاع الرتيب والمبالغات العاطفية، واللغة المتخشبة، هي القدر المهيمن على معظم ما تنتجه. وللمرة الأولى يأتي أرض القصيدة العامية الوعرة شاعر مثقف، مقبلا من حاضنة جمالية عالية: القصيدة الفصحى، الوعي الفني والموقف الاجتماعي والترف اللغوي. ولا ننسى هنا ما يتمتع به النواب من كاريزما مؤثرة، إذ كانت شخصيته الجذابة وإلقاؤه الشبيه بنواح الذئاب الجريحة، من العوامل الكبرى التي أسهمت في شيوع قصيدته وعمقت أثرها في نفوس جمهوره الواسع.
لقد حرر مظفر النواب الكتابة بالعامية من اقترانها بعامة الناس، من محدودي الثقافة، أو معدوميها أحيانا، وارتفع بها إلى مستويات إبداعية رفيعة لم يسبقه إليها أحد إلا في القليل النادر. جدد بنيتها الإيقاعية وأخرجها من ذلك المجرى الرتيب الضيق، إلى تموج إيقاعي بالغ الثراء والنفاسة، وجدد لغتها الشعرية فأدخلها في صميم الوجع الإنساني والوطني دون مباشرة أو تسطيح أو مبالغات. وكان للنواب دور ريادي خطير في تحرير القصيدة العامية من ذكورية طاغية هيمنت عليها زمنا طويلا، حتى صار شاعر العامية لا يجد حرجا في مخاطبة أنثاه بضمير المذكر، ويأنف من مخاطبة المرأة بضميرها المخصوص، ويتعإلى على مشاعرها ورغباتها الإنسانية المكبوتة، جاء مظفر النواب ليكتب قصائده بلغة الأنثى المتيمة، والمهجورة، والعاتبة، والمنتمية إلى أحلام الناس.



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل خمسين عاما
- حوار قديم مع مظفر النواب اجرته حميدة نعنع
- أين مظفر ؟... إنعام كجة جي
- حوار مع علاء حسين البشير الصديق الأقرب لمظفر النواب
- تشومسكي ومظفر النواب
- ومضات نوابية
- وصلات في العشق النوابي وداعا ايها النهر الثالث
- الوتريات الليلية .... حمزة البشتاوي
- علي جعفر العلاق وعلاقته بمظفر النواب
- مظفر النواب والتشكيل
- تحليل سايكولوجي لابداع مظفر النواب
- عن مظفر النواب محمد مبارك
- على نفسه يستدير سديما
- المعلم ذو المحضر السمكي
- أقسمت باسمك ياعراق
- رهان ...
- قف بما فيك
- قصيدة لم تنشر ...
- فتى جنين
- نارا ... من قصائد الانتفاضة الفلسطينية


المزيد.....




- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...
- توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية ...
- السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل ...
- -أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - مظفر النواب شاعر الصور المدهشة