أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ازدواجية المعايير وانتهاكات الحقوق والقوانين وخطابها














المزيد.....


ازدواجية المعايير وانتهاكات الحقوق والقوانين وخطابها


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باتت قضية ازدواجية المعايير تأخذ مساحة كبيرة في السياسة الدولية الراهنة وفيما يحكم العلاقات الخاصة والعامة مع تفاقم ظواهر مرضية في الحياة المجتمعية هي أدخل بانتهازية مرة وباستغلال فرص مرات أخرى والفكرة تكمن في انحراف أو ابتعاد عن القواسم المشتركة بوصفها ضابط العلاقات والمواقف فكيف نقرأ الظاهرة وما دوافعها وكيف تتحكم بالمسارات الراهنة لبعض الدول التي (يُفترض) أن تكون حارسة لمنظومة القيم الإنسانية السامية!؟
***
المعايير بعامة وسيلة ضابطة في الوجودين الفردي والجمعي للإنسان، فهي تمثل القيم التي يحتكم إليها المجتمعين المحلي والدولي في اتخاذ قرار أو آخر أو سلوك نهج بعينه؛ هنا يكون فعل الانحراف عن المعيار الموحد الذي يقره المجتمع سببا للضيم والظلم والعدوان..
ولهذا السبب كانت المراجع الأممية تؤكد على المعيار أو جملة المبادئ المشتركة لتكون نهجها في قراءة أي حراك وفعل. لكننا كثرما وجدنا أن بعض المرجعيات في المؤسسة الدولية و-أو الإقليمية تبتعد عن الالتزام بالمعيار الموحد لتضع محله أو مكانه معايير مزدوجة تلبي ما يساعدها على إخفاء انتهاكاتها وعدوانها الملبي لمطامعها!
ففي المعايير المزدوجة نتأكد من حقيقة ما يحدد محتوى الثقافات السلوكية الرسمية وغير الرسمية من مناهج، تلك التي كثيراً ما تُسفِر عن اختلاف المعايير و-أو المقاييس المعتمدة في تقييم طرف للموضوعات المطروحة قيد البحث والحكم عن تقييد طرف آخر، بما يعود بالنفع للطرف الذي يسوق للمعايير الخارجة عن القواسم المشتركة..
وبتعبير آخر فإنَّ ازدواجية المعايير، تمثل منهج الكيل بمكيالين بوصفه اصطلاحاً سياسياً يشير إلى (مبادئ) بوقت تقرها مجموعة تحظرها مجموعة أخرى وتراها غير مقبولة و-أو من المحرمات المحظورة، وهي بهذا السلوك نوع من الانحياز والانحراف عن القاسم المشترك المقبول معيارا حكما عادلا لتصير حال الازدواجية بالمعايير عدوانا ظالما على عموم الناس أو الدول والمجتمعات بما نصفه بأنَّهُ:
1. انتهاك للفقه ولروح القانون وما يجسد من مبادئ ترى وجوب أن يقف الجميع أمامها بمساواة تامة.
2. انتهاك لمبدأ العدالة وحيادها، التي يُفترض أن تطبق ذات المعايير على جميع الأطراف،
3. التمييز بين الأفراد والمجموعات والدول سواء على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو أي انتماء وهوية وكذلك بين الدول على أساس أوضاعها المختلفة..
وفي ضوء فلسفة المعايير المزدوجة سنجد أن دولا غربية ترى أنّ وضعها يقع فوق المجتمع الدولي بحقيقة وجوده وشموله، ودولة ما، تسارع لنصرة مظلوم أو من تصوّره كذلك، حينما يتطابق هذا النهج والسلوك مع مصالحها الخاصة، وذات الجهة تُحجم عن الموقف المؤمل منها تجاه حالات الانتهاكات الحقوقية على سبيل المثال، عندما يكون ذلك الموقف المؤمل متعارضا مع مصالحها الخاصة و-أو يتقاطع مع استراتيجيتها وأهدافها.
وعلينا أن نتذكر أنه عندما تتوافر إرادة سياسية سرعان ما تظهر مواقف قوية تجاه ما يُصوَّر على أنه انتهاك بينما يجري غض الطرف عن انتهاكات أخرى خطيرة مثلما تم التعامل مع استمرار دول بمنطقة الشرق الأوسط في اعتداءاتها على شعب فلسطين وانتهاكاتها العنصرية ومثل ترحيل لاجئين لدول أو أطراف ثالثة بصورة غير قانونية وبنهج التمييز العنصري بين أبيض وأسمر وتطبيق قواعد قانونية تُصادر حقوق النساء فيما تغض الطرف عن الرجال وهكذا..
مخاطر ازدواجية المعايير تبدأ بالشخصي المحدود في العلاقات الاجتماعية ولكنها تتفاقم بمخاطرها عندما تحدث في ميادين الدول والشعوب.. فهلا تفكرنا وتدبرنا فيما يجري حولنا؟ وإلى أين يقودنا؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشر الكهرباء بين الفاسدين وأصحاب الحقوق
- من أجل موقف حازم وحاسم لمجابهة الاعتداء غير الدستوري على الح ...
- قضية رأي عام مطروحة للحوار والمساءلة الرسمية عراقياً حظر أنش ...
- العراق والعراقيين في مؤشر البيئة العالمي
- ظاهرة الفقر في البلدان الغنية بين الأسباب والآثار .. العراق ...
- ما يناهز المليون طفل عراقي بمجابهة وقائع (سوق) العمل وساسة ا ...
- الطفل والطفولة في العراق بين انتهاك الحقوق وتطلعات الحماية و ...
- حوار إعلامي بشأن أحداث مخمور
- هل انتهاك حصص العراق المائية بسبب التغير المناخي أم القرار ا ...
- الفنان قاسم الساعدي يتألق في أمستردام وسط معارض التشكيل المع ...
- بشأن السياسة التركية المائية تجاه العراق وخاصة بمرحلة الانتخ ...
- المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف
- الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟
- بمناسبة اليوم العالمي للعمال: جانب من آثار الحرب والسلام على ...
- ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحت ...
- ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصنا ...
- عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات في العراق! ألا تكفي لإع ...
- تهنئة بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جم ...
- في العيد الـ 75 لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ومهامه ...
- زخة مطر تكشف مستور قصور الخدمات وإهمال المدن، وتعيد ملف المي ...


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ازدواجية المعايير وانتهاكات الحقوق والقوانين وخطابها