كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7668 - 2023 / 7 / 10 - 00:49
المحور:
حقوق الانسان
أغرب ما شهدته بعض المطارات العربية في العقود الماضية انها تحولت إلى حواجز طائفية لفحص ديانة المسافر وتوجهاته المذهبية والعقائدية. وربما احتل مطار الملكة عالية في الاردن المرتبة الأولى في هذا التعامل المُسيء. وقد انتقلت العدوى الآن إلى المطارات العربية في الشمال الإفريقي. حيث يجد المسافر الخليجي نفسه فريسة سهلة للوقوع في الفخ المتمثل بحزمة مفتعلة من الاتهامات الكيدية الملفقة طمعاً بابتزازه والحصول على حفنة من الدولارات، أو الحصول على قطعة ذهبية (قلادة - أساور - أقراط - خواتم - أو احجار كريمة)، وأحياناً تكون ساعة الجراند ماستر تشايم هي الثمن، وذلك مقابل إطلاق سراح الوافد الواقع في المصيدة. .
لا نريد ان نسمي المطارات باسماءها حتى لا نتلقى الاتهامات بالتحريض ضد السياحة، والتي لم تسلم منها أسماك القرش المتهمة بضرب السياحة في الغردقة، بقدر ما نريد مناشدة الجهات المعنية بضرورة مراقبة مكاتب التفتيش والجوازات في المطارات (العربية - الافريقية)، والتحري عنها ميدانياً بغية الوقوف على الحقيقة. فقد تعرض بعض الخليجيين لاتهامات صريحة بتهريب المخدرات. .
تبدأ فصول هذه المسرحية المخيفة بقيام ضابط الجوزات بالتشكيك بوثائق السفر، ثم مساومة المسافر بدفع 1000-$- بحجة التغاضي عن الخلل، ثم يُطلب من المسافر التنحي جانباً ليجد نفسه هائما في دواليب الحيرة والانتظار المقلق، وأحيانا يجد نفسه متورطاً بتهريب المخدرات بقطعة من الحشيش يدسها أحدهم في حقيبته، فيُساق إلى التوقيف في الحبس على ذمة التحقيق. ثم يصطف هناك تحت رحمة الشاويش مع النشالة والمارقين والسفلة. حيث تضيق في عينه الدنيا، ويصاب بصدمة عنيفة لم تكن تخطر على باله، ولم يراها حتى في أفلام الرعب. .
المثير للدهشة ان هذا المسافر كان قد غادر المطارات الخليجية متوجهاً إلى مطارات الشمال الافريقي بعد ان خضع لأدق الإجراءات التفتيشية المشهود بها عالمياً، ومرَّ بمحطات الفحص والتدقيق بكل الوسائل التقنية المعقدة. وان المطارات الاوروبية والامريكية تستقبل الوافدين من المطارات الخليجية بالترحاب، ومن دون ان تجهد نفسها في فحصهم وتفتيش حقائبهم. لكن مصيرهم يختلف تماماً في منظور المطارات العربية الأفريقية التي باتت تنتظرهم بفارغ الصبر لكي توقعهم في مصائدها الخبيثة. .
أنا شخصيا ارى اننا اصبحنا نقف بإزاء مشكلة خطيرة تستدعي عقد اجتماع لوزراء النقل العرب من أجل التوصل إلى صيغة متفق عليها للحد من هذه الظاهرة التي ستنعكس سلباً على المطارات العربية الافريقية، والتي قد تتمخض عن عزوف الناس من السفر إلى تلك البلدان التي لم نذكرها بالاسم. فاللبيب بالإشارة يفهم. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟