رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 03:59
المحور:
الادب والفن
تشتعل في نفسي رغبة حادة في أن أعرف سر هذا المجهول الذي يظفي على الحياة سخام أسود..ويتركنا في حالة غيبوبة أبدية لانستفيق منها إلا متى ما اريد لنا ذلك..
أقف مستسلما أمام هذا القاتل المتوحش .. أرقب اللحظة الدانية من مصيري الفاجع وأنسل بهدوء خافت إلى شرفة الرؤيا المطلة على يقين الرحيل المرتقب..
أحدق في السماء المزحومة بالكواكب .. اتسائل ، هل ثمة مصير ينتظر هذه النجوم المتهدلة من عنق السماء .. أم أن غموض الحياة أضحى غامضا إلى حدٍ لامكان للتفكير فيه ومضة رؤيا..
يا إلهي .. أهو ضرب من الجنون يدفعني إلى تكثيف لحظة الهول الآتي من خلف أستار المجهول المخيف..
أي قدر هذا الذي أتحدث عنه وأنا اللغز الذي أعياني حله؟؟
ما اوحشني إني احس بوحدة قاسية .. بفراغ هائل .. وضياع يكاد يقتلني قتلا.. ألهذا الشبح المخيم في أعماقي سرا كيف أحمل في داخلي قبرا وما زلت حياً؟! أ لأن الحياة هكذا خلقت لتفنى؟..
أغفو قليلا علَّي أستطيع أن أسد ثقوب العقل من رياح التفكير العاتية .. ألملم مساحات القلب من هطل الغيوم الماطرة بهموم المستقبل الفاجع..
انظر في السماء مرة أخرى، أحدق في النجوم وهي تمطر عيناي بزخات من النور الهاديء ..وأرويهما من شعاعها المتكسر المتهدل الحزين .. والوذ إلى حزني الصامت .. أحس البرد يتسلق اناملي ويخاصم مفاصلي .. أقف مذهولا ..أضع يدي في صدري .. أتحسس النبض هل مازال يسكن القلب..
أنهض مرة أخرى .. أحاول أن اهرب من نفسي .. أفض تشابكها المطبق عليَّ .. أوقظها كي تتقد وتتوهج.. أتأمل في الناس وهم يمرون كمد الحياة الزاخر .. أشاغب أصحابي برنات الهاتف علَّي أحض بدعوة أحدهم تخرجني من هذه الوحدة المحاطة بشبح الموت..
أتقدم نحو الأمام .. أجرجر قدماي .. أصارع الهول الرهيب وأتقدم نحوه دون خوف.. فإذا بي أنسى القمر الشاحب والمساء الحزين.. والسماء التي يقتتل على صفحاتها الضوء الهارب والظلام الغازي .. نسيت نفسي ومأساتي .. ومع الحزن نسيت سكوني واستسلامي وحلت محله إرادة مقتحمة واكتشفت سر هذا الآتي لخطف النبض .. عندئذ تلاشى الخوف وعرفت السبيل إليه بأن لا اخافه
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟