أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )














المزيد.....

الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن اهم سبب وراء ما حصل و يحصل في الصين من تطور هائل و سريع في التنمية الاقتصادية و البشرية هو المشاركة الواسعة المتاحة للشعب الصيني في صنع و بلورة سياسات الدولة في كافة المجالات حيث نجحت الصين في قطع شوط مهم على الطريق نحو تحقيق الديمقراطية الشعبية " حكم الشعب الصيني لنفسه بنفسه " .
الديمقراطية الشعبية نظام ديمقراطي متطور لكنه نظام معقد في بعض مفاصله , إذ إن تنفيذه يتطلب وضع برنامج عمل لجميع افراد الشعب الراغبين في المشاركة , من موقعهم و حسب امكانياتهم , في التخطيط و ادارة سياسة الدولة في المجالات الاقتصادية و المجتمعية , الأمر ليس بالسهل اطلاقا و يحتاج الى جهد كبير و عقود من الزمن لاستكمال المتطلبات الضرورية لمشاركة اكثر من مليار صيني في عمل اللجانْ الشعبية المحلية الأولية و صعود مقترحات هذه اللجآنْ الى مجلس الشعب الصيني و الى مجلس الدولة الصينية لتكون اساس لخطط الدولة الصينية في كافة المجالات .
حاليا يوجد تسعة أحزاب سياسية تعمل بنشاط في الصين إلا أن الحزب الشيوعي الصيني هو الأكثر شعبية و عدد اعضائه اكثر من 90 مليون عضو و قد اثبت نجاحه و صار صاحب افضل خبرة في تحقيق التطور و النمو و التقدم في كافة المجالات العلمية و التكنولوجية و الثقافية في الصين , أن الحزب الشيوعي الصيني لم يعد ذلك الحزب الذي يقوده العمال و الفلاحون بل صار للتكنوقراط المتقدم دور اساسي في قيادته و تحديد كافة مسارات نشاطه , حتى أن بعض المتابعين للشأن الصيني أخذ يصفه بحزب التكنوقراط .
لقد أوجد صعود العملاق الاقتصادي الصيني معادلات سياسية جديدة على الساحة الدولية حيث أنشأت الصين بالتنسيق مع عدد من الدول منها روسيا و الهند الأسس و البنية التحتية لعالم جديد ، عالم متعدد الأقطاب , من هذه الأسس منظمة شنغهاي للتعاون , بنك التنمية الجديد , مجموعة بريكس , و غيرها من الكيانات ذات العلاقة بالتعاون و التنسيق في الأمور الاقتصادية و السياسية و ألأمنية وفق مبدأ العدالة و المصالح المشتركة للدول الأعضاء , و كنتيجة لهذه المتغيرات على الساحة الدولية و خصوصا تنامي دور الصين الاقتصادي في العالم التي اصبحت الشريك التجاري الأول للعديد من الدول تَشَكلَ نموذجان للعلاقات بين الدول :
** النموذج الأول الذي يعتمد على التعاون الاقتصادي و الشراكة الشاملة بين الدول و بناء أسس نظام نقدي عالمي جديد يكون عادلا و منصفا لجميع الدول , اخذت الصين مكانا كبيرا و مميزا في هذا النموذج لدرجة يمكن وصفها بأنها هي الدولة القائدة و الراعية لتطور هذا النموذج .
** النموذج الثاني الذي تقوده أمريكا و يعتمد على الصراع و فرض نظام اقتصادي و نقدي عالمي غير عادل كونه يخدم دول الغرب على حساب مصالح باقي الدول و خصوصا على حساب الدول الفقيرة .
إن السبب الأساسي في وجود نموذجين هو الاختلاف في تكوين الدولة الأمريكية و الدولة الصينية , فالشركات في أمريكا هي التي كونت دولة الولايات المتحدة الأمريكية وفق قوانين و ضوابط و متطلبات الشركات , أما دولة الصين فهي التي كونت الشركات وفق مقاييس و ضوابط حددتها الدولة لها , لذا صارت أمريكا دولة شركات و الصين دولة مؤسسات .
حين تكون الدولة هي من تخطط و يكون نظامها نظاما شعبيا ديمقراطيا يكون تخطيطها وفق متطلبات شعبية اجتماعية , أما الشركات فخياراتها تجري وراء الربح مهما كان شكل التنافس حتى لو ادى ذلك الى الصراع و الحروب .
إن تطور و نجاح النموذج الذي تقوده الصين يسير أسرع بكثير من توقعات واضعي استراتيجيات الهيمنة الأمريكية .
لازال صانعي القرار السياسي الأمريكي يفكرون بعقلية الحرب الباردة إذ يمكن للمتتبع للنشاط الأمريكي المعادي للصين خلال العقود الماضية يجد أن في هذه النشاطات ملفات عديدة .
بالمقابل , تستطيع الصين ممارسة نفس اسلوب امريكا و تفتح ملفات عديدة لمحاربة امريكا , و الملفات التي يمكن فتحها ضد امريكا كثيرة إلا أن سياسة الصين تختلف جوهريا عن سياسة امريكا , فالصين تنصح و تدعو الدول الأخرى و منها امريكا للابتعاد عن اساليب الحرب الباردة , لذا ليس من المعقول قيام الصين بعمل هي تنصح بالابتعاد عنه .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 1 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 2 )
- الصين و روسيا تحالف ام شراكة ...؟ ( 1 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 2 )
- حركة اسعار النفط و الضغوط الأمريكية ( 1 )
- الاعتذار عن جرائم الماضي تبيض لصفحة المستقبل
- الدواعش اليهود
- المبادرة الصينية لبناء الحضارة العالمية
- نو روز عيد الربيع و رأس السنة السومرية
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 2 )
- متى تتمكن الصين من ضم تايوان لسيادتها ...؟ ( 1 )
- الحدود الكويتية العراقية أزمة مستمرة ...!
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 3 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 2 )
- ارتدادات الحرب في اوكرانية على الوضع في الساحة الدولية ( 1 )
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 2 ...
- النظام الفدرالي في العراق لا يشبه أي نظام في العالم ...! ( 1 ...
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 3 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ ( 2 )
- الى اين تسير السياسة السعودية الجديدة ...؟ (1)


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 2 )