أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - غُودَانْ غُودَانْ غُودااااانْ















المزيد.....

غُودَانْ غُودَانْ غُودااااانْ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


1_طفلٌ يتذكــر ...
كانت لَـمّــة إيسلان مجتمعة ملمومة ما بين أصيل ومغيب في حِضن تلة (الَّلمْلامَا) فُوَيْقَ وادي (تَاشْرَارَاشْتْ).كان الفتية يذرعون فجاج الوهدات خفافا كأجنحة طير من بهاء ورُواء يُعِدُّون يستعدون وقد توزعوا بين سَاقٍ على ظهر بغال وبين مَنْ يصعد وهدةً (تْسَـاونتْ) ويهبط مُنْحَدَرا (تاكسارت) ذهابا وإياب من بيدر (آنْرارْ) ومنزل (آخَامْ) إلى بستان (تابْحِيرْتْ) أو إلى رحبة عرصة أطلال (لَعْرِي نْلَخْوَارَبْ) حيث تتواحد خميلة مترعة بأعشاب النعناع وتوابل القصبر والمعدنوس يرحب بالراغبين والواردين، وبين مَنْ يتفحصُ العتاد والعُدة المُوزعة على منازل البلدة (إيخامن) "الفحص"، فيأتي بكيت وكيت من الحاجات التي تتطلبها المناسبة في وقتها وزمانها المناسب من سخرة ما طارئة أو غير طارئة .. كل ذلك، في همة ونشاط وحيوية المحبين المتحمسين لإنجاح هذا المجمع العائلي القشيب ...
ولما جاء موكب آلعروس بُعَيْدَ آلعصر بقليل، قامت قائمة الحاضرين بالتهليل والتكبير والزغاريد (يَـكَّرْ أُوزَارَمْ سْـتِـيـلـيـلا سالصلاة خَالنبي)، وآختلطت نبرات النسوة بحناجر الرجال بصخب الأطفال بلغب الماعز الصغار وقد هالهم الجو المشحون المتحفزُ، فراحوا يبحثون عن أمهات لهم تالفات هائمات خارج الزرائب بين قطيع وقطيع، بينما طفقت الكلاب تجأر بالنباح تُـرَجِّـعُ صَـدى عواء ذئاب أبناء آوى التي تحاول عبثا أنْ تأويَ خارج مداراتها الحيوية بحثا عن غنائم تجودُ بها ظلماتٌ تسترُ آلخطوَ وتُـوهِـمُ الأثــرَ .. صفصافة( أبْليليسْ) كانت هناك في الموعد باسقة منشرحة كعادتها، تنثني متدللة وهبات غَرْبية خفيفة تداعب أفنانها المتعالية السامية المنشرحة أبدا .. الراعي عبدالسلام يشدو بعيدا في الجهة الأخرى من الهضبة غارقا في زبانية الأشغال الشاقة التي لا تنتهي :

_"هاتَـا آطُــو خْ سَـادْ يَسُّوطُو
تيجناوْ كْرَانْتْ حَمْلاَنْ إيسَافَّــنْ
تْـغَـزْرينْ تْكَـبَّـانْـتْ دكجَـدْرَانْ
آلَهْلُوهْ يْشَسِّي تيخامينْ
يَسَّـخْـسَايْ لْعَافَشْتْ دكيسْلانْ...
ميغْ آيَـمَّـاسِْ نْـمُـولاَيْ أورْ تْحَتِّـيـتْ تَالُّـونْـتْ آكـدْ لَهْـلِـيَاتْ نَـمْ " (١)

كان حزينا، كان شقيا، كان يعاني، لكنه لا يبالي .. تلك سجيته، ذاكَ ديدنه الفطري الذي جُبلَ عليه فعاش وإياه تعايشَ .. السيدُ "سيموحَنْد أولحاج" وسط المعمعة يوزع الأوامر ما بين مطبخ ومذبح ومسلخ ومسرح للشد والجذب والقيل والقال و(يَـنّا وادْ وتَنّا تينْ وسيرْ وَاجِي)، متحفز الجأش يسدي التعليمات متحمسا منشرحا .. "ميمون بَنْكلادِيشْ" بعمامته (سُتشَـدّاتْ نّسْ نيغودانْ سَتجلابتْ تاملالتْ سَلْبَلْغَا تَاوْرَاغْتْ) (٢) تعترضه الصفوف والجموع فُرادى جماعات فيخترقها مبادرا (دَامَزْوَارْ) مبتهجا لالتقاط الصور التذكارية كزعيم من الشرق الأقصى يسبق المناورين للأعداء .. "هُوشيمينيه" في أيامه الصاحيات الرائقات الطافحات بالعطاء تلو العطاء .. كان مبتسما هاشا مقبلا مدبرا لا يقف أبدا إلا ليتحرك من جديد، وقد يحدث في غمار لعلعة صخب عرس (إيسْلان) أنْ يقع سوء تفاهم بينه وبين أحد الشباب، يحتدم إلى درجة الاصطدام والعراك، فتحتد النبرات تصعد وتيرة الانفعال يشتد عبوس النظرات حتى إذا هَم كل واحد بشد تلابيب صاحبه لعنوا الشيطان فإذا هم كالملائكة يتعانقون يتواددون يتبادلون التحية والاعتذار ثم ينصرفون في طرق مجتمعة أو متفرقة لإكمال مهام العرس المتواترة...

2_شيخ يحن ...
ألقاكِ أيتها الأرض فنلقى فيكِ رحِمنا الثاوي فينا منذ خلق الله الأرضينَ. وصالكِ وصال العشاق لمعشوقتهم الأزلية، لقاء الطفولة بحلمها القديم، بحَلَمَة الأمومة الساكنة فينا ليل نهار... بلدتنا (تامورتْ نغْ) دواء لمن لادواء له.. مَنجى لمن لا منجاة له .. جنة لمن يسكنه جحيم في دُناه الدانية .. مجمع الثّـرَى والثريا والسما وعطر السنا وصفاء القلوب ... اجتماع الاهل كان ويكون آجتماع آبن البلد بآبن البلد (مِّيسْ نتمورت آكد ميسْ نتمورت) في كل زمن في كل مكان .. اجتماع أجيال تَتوارثُ تُراثَ أمكنة "بولرباح، الخوارب، درَنْ زشتون، تودْرين تيبولايْ، إيــرْ أزوكاغ، مجغيول، تسقفين، لْمَرْجْتْ، تيزي، تالعينت أوزطجيت، تابحيرت أمازوز، لَقْلَعْ، والمشرع والبير وآلْمُو والقشلة لَبوسْتْ تادارتْ جامع السوق واللملامة تيغرضين وتامزكيدا تاخربيشت" .. وذاكرة :

_"تَحْريرْتْ إيمْحَطْرَنْ أورْدَشْيْنَعَّتْ رَبِّي إنِـي قَبْحَنْ .. !! .."..

و _"يرحمك الله آسيدي"... (٣)

تهتف بها حناجرُ الصغار بعد كل انتهاء للآذان يصدح بها فقيه البلدة السمهري في جلبابه القشيب .. كل ذلك وغيره وغيره كان هنا كان هنا ...

3_كآلملائكة يتعانقون...
الأضواء لا زالت هناك .. خافتة، نعم، لكنها في مكانها رابضة ترتعش تذهب تجيئ تعلو تنحدر تتراقص تتلولب في كتل مجموعة ومتفرقة .. مجرد حشرات بَعْبوشَة خلاء لا ضرر لها .. يجب عليّ أن أتشجع .. أن لا أغمض عيني .. أن أنتبه .. أن لا أدع الوساوس تُفقدني رصانةَ وَعيي وإدراكي .. تشجعْ .. اُثبتْ .. لا تفر كالمعتاد إلى دهاليزك الخائبة .. ليبقَ عقلك في رأسك ورأسك فوق كتفيك وكتفاك لاصقان بجسمك .. هُـزَّهُمَا غير مبال كما هي عادتك عندما ترفض شيئا لا يليق أو لا يستسيغه مزاجك .. لا تبرح المشهد .. أنوار هناك .. وماذا بعد .. أنتَ في خفاء لستَ تُـــرَى .. لقد فعل صاحبك كل شيء ليعمي القلوب والأبصار .. لا تنتكس لا تتراجع ... وتقدمتُ وراءه أتبعُه .. خلسة نتحرك نقطع عراء العرصة (لعري نْ ألْمُو) حتى بلغنا مشارف المقبرة .. انتحينا جانبا مستغلين حفرة من الحفر الطبيعة في المكان غطسنا فيها جسمينا وطفقنا نراقب ما يحدث ونحن على آستعداد لجميع الاحتمالات دون ينبسَ أحد منا ولو بهمهمة قصيرة النفس .. كنا صامتيْن، لكن يعلم الله في ما كان يفكر صاحبي.أما أنا فقد وقعتُ في فخ لا عودة، فلا أنا قادر على الرجوع إلى ما كنت أخاله بر الأمان ولا أنا أستطيع المواجهة العلنية للمصادفات التي تقطع الطريق، فظللت أقتفي الأثر أتتبع التعليمات أجهد نفسي على بعض ما يمكن أن يساعفني من جأش وشجاعة راجيا خروجا سالما من الورطة التي أوقعنا فيها تهور الراعي الأرعن .. وساورتني الشكوك من جديد .. لمَ الاختباء إذا كنا حقيقة لا نُـرى؟ أثَــمَّةَ ما يهدد سلامتنا في تلك الأضواء الطائرة التي ترسلها حشرات منيرة (تَلليدورْ)؟أهناك آحتمال خطر ما أم هي القبور التي ألفتُ أفياءها نهارا ستخرج ألسنة لهب من بطونها الموصَدَة تكشف عن وجهها الليلي الرهيب ؟؟ كل شيء وارد في هذي الفراغات المحدقة القاتمة .. نكستُ رأسي بين أكوام كريش (ألوكي) موغلا جسمي الصغير في عمق الحفرة أكومه على بعضه كقنفذ إينْسي هالَه ما لم يكن في الحسبان .. وعبثا حاولتُ إغلاق عينيَّ آلمتيبستيْن .. كانت السماء في مداها السحيق صافية بلا سحب وآلاااف النجوم تومض من قريب وبعيد تَــسُوحُ بحرية ورشاقة، ومنها ما يعبر خاطفا كبرق خُلَّبِ ومنها ما يتحرك بتُؤدة ومنها ما يتلألأ في مكان واحد لا يبرحه، وصمت عجيب لا تشوبه شائبة .. لا حَسيسَ نار يطقطق حطبُها المتقدُ، لا هزيمَ رعود، لاعواءَ كلاب في المدشر، لانعيبَ غربان، لا صرصرةَ بُزاة إسْغي في الآفاق القفار .. حتى الضفادع آختفى نقيقها اللاجب، حتى صراصير الخلاء آكتفت عن إصدار معزوفاتها الجماعية .. وحدها المطارق في رأسي تدق تدق .. وهواجسي تتوالد تكبر كالعادة والذي يقع أمامنا لا يعلمه إلا الله ...

_ما تَليتْ تينيتْ .. قَـلْ قَــلْ ما يندين يَــلاَّ ديودانْ ..(٤)

رفعتُ عينيّ في ما يحيط بي فلمْ أر إلا صاحبي متحفزا مستثارا مشتعلا كالعادة ...

_ما يندي تقلت غاري ؟؟ كن شجاعا ترجلْ شواي أيا مَدّاكولْ أوشوف أشْ كيوقع هنااااك غرديهاتْ...(٥)

تشجعتُ أكثر وأنا أرمق نصفه العلوي شبه واضح للعيان تتابع عيناه المارقتان ما يبدو أمرا مثيرا للانتباه ...

_أنَا في حماك أسيدي ربي .. ويااا ببااا...

_شنو كاين؟؟

_كَـــرْ كَــرْ أتينيت مايندا يتسااار...(٦)

أخرج الحَلزونُ الهش الساكن في قلبي هامتَه المترددةَ من بين كتفيَّ.استعنتْ يُمناي بإحدى سيقان نبتة ألوكي وزحفتِ اليسرى إلى الأعلى جارةً وراءَها فرائصي الخائفة.رميتُ بصري حيث يشير إبهامُه.. فَــ .. رَ .. أيتُ .. لم أصدق .. أغمضتُ عينيّ أُذْهِبُ عن مداهما ما خِلتُه غشاوةً أو صُورا وهم كاذبةً يرسمُها خيالي المضطرب .. فلم يتغير شيء .. كانت هناك .. بمحاذاتنا على مرمى حجر وسط المقابر (دكاماس نْ إيمطلان) .. نظرتُ إلى صاحبي .. نظر إلي يحك رأسَه مؤمنا على واقعية ما يُـرَى .. وصمَتنا تاركين المشهد يفعل فعله في رؤوسنا وقلوبنا.. وتوغلنا أكثر في رُؤانا ناسينَ كل الهواجس مصدقين _ربما_ أننا لم نعد نُرَى حتى من طرف تلك الظواهر العجيبة التي لا تشبه ما عهدناه من مخلوقات الحيوان والبشر .. كانت صورا شفافة تتحرك بسلاسة في المكان، كُتل من نور تعلو تهبط تتخلل شُجيرات سنديان بلوط أدهم بسرعة غير عادية تطير كوطاويط برعونة تخالها ستصطدم ببعضها أو بالارض أو بجذوع الشجر .. لا آصطدام .. كل عنصر يسبح في فضاه كيف يشاء يتحرك فيما يشبه خببا فويق الرموس، وكثير منها يدخل يخرج بآنسيابة وطلاقة بين تجاويف وثنايا ومسام التُّـرَب .. نعم .. تخترق لحود وحصوات وخشاش وأتربة الأرض، بل إن جُسيمات بعضها بدت لي ضئيلة مقارنة مع غيرها، فخفتُ في سريرتي .. لا بد أنها أرواح مَوْتى البلدة الصغيرة والكبيرة تكشف عن نفسها في فضائها الأزلي الأخير .. لقد سمعتُ الكثير من الحكايات يقسم رُواتها بالأيمان المغلظة أن ما يقع في القرية في المقابر والأودية ومجامع المياه والخرابات و .. يفوق كل تصور أو خيال، أغلبها لا يُرفع عنه الحجاب لتظل مستورة في عوالمها الخاصة .. وهـااا أنذا أعاينُ ما لن يصدقه أحدٌ إذا هممتُ يوما لروايته ..

_ نيتيني نيتني ولغاس نيتني ..

_مَكْماسْ؟ شْكونْ .. شكوووون؟؟؟

_هوما هوووما .. السلاما السلاما يا مولاناااا

_شكون هومااا ؟؟؟

كنا نتناجى نتهامس نتلصص نسرق لحظات بحجم الجبال في ثقلها ووقعها على النفوس .. فكرت في الهرب، لكن شيئا ما كالسر كاللغز الخفي كالدم الساري في العروق كبلني بطوق ثقيل لذيذ .. أحسست بسكينة وغبطة غير عاديتين تشبه خدر الوسن .. وإذا بالمقابر كلها دُرَرٌ ولآلئُ لُمَّـعٌ وإذا بالقمر يظهر مشرقا ريانا يدنو يدنو يلوح واضحا جليا قريبا جدا من الأفق الأخضر المُحَلّى بذبذبات مشعة تنزل من السماء بهدوء وفتور .. لكن، أين كان هذا القمر قبل هذا الوقت؟ لِـمَ آحتجابه مادام جرمه بمثل هذه الضخامة وهذا القرب في مداره على الأرض؟ ما عدتُ أفهم شيئا .. ما عدت أدرك ما يقع ..
وظللت مدثرا بهذا البهاء المنور في حفرتي بهيئة جنين تلامس صدره ركبتاه مستسلما للصور تريني أشياءها السحرية الرائقة .. كانوا ينزلون يصعدون يتسللون يتحركون يعلنون حضورهم مثل النجوم أم إيتران نراهم ولا نُـرَى .. غدونا مثلهم لا يُكشَفُ سرنا .. صرنا أرواحا طافية شفافة يصفو وَجيبُ بدنها يغدو خفيفا كثيفا يسوح يطير .. اِبتعدَ الخوف .. تراجع الترقب الأهوكُ آنحسرت الوساوس العمياء وإذا بي منتشيا .. أبصرُ أبصرُ أبــصـرُ .. لقد صدقت كل كلام نبس به صاحبي في تلك اللحظة آلخارقة، وكيف لا أفعلُ وأنا شاهدُ عيانا على ما يبدو ومضة آستثنائية آستغرقت مُدداً غير معقولة.لم نكن نحس لحظتئذ بأي وتيرة للزمن، بأي حركة للوقت، فقد ملأت آلأطياف آلمتطايرة جميع حواسنا، فأوغلنا التمعن فيها خاشعين مندهشين، وإذا بنا نقف نتحينُ زاوية أفضل لمتابعة المشهد بشكل جلي .. اختلسنا الخطوات .. مشينا على أطراف أصابعنا كي لا نثير حفيظة ما نشاهد .. الأرض تحت أقدامنا هشة طيعة لا عثار فيها، تحفزنا على المضي قدما في مسيرنا الحثيث .. لا غيمَ رمادي في السماء لا ضبابَ أبيض لا لَبْسَ أسود لا غبشَ لا آلتباس .. أضعُ قدميَّ محل ما يضع خطواته لا أخافُ .. يتمهل .. أتمهل .. ينكس رأسه .. أنكسُه .. وقف قرب شجرة بلوط قصيرة الحجم .. وقفتُ.. جلس على ركبتيه .. جلستُ .. اِتكأنا سوية على جذعها الصغير نرنـو إلى جهة واحدة ...

_قَــلْ مزيااان ما تًعْقَلْتْ حَــدْ...(٧)

_شْـنُـو تما؟ شنو كاتشوف؟؟

_ لاَهْلْ نش يا وما .. لاَهْــلْ نش...(٨)

_هـــااااا

_أهلُك آلغابرين كلهم هنا حضـــرُوا...

_ ... ؟؟؟؟ ...

_أخوالك خوالشْ .. أعمامك عمومش .. بنو عارتك الدم الساري في العروق .. الأعمار التي قضتْ .. إنها هنا تصل آلأرحام.

_كيفاااشْ؟؟؟

_كي كاتسمع...

_ما يَنْ تينيتْ ؟؟ شكووون ؟؟ شكووون تماااكْ؟؟؟(ماذا تقول ماذا تبصر ؟؟ من هناك)

وأعاد لازمته السالفة في ما يشبه هلوسة جَمّدَتْ سحنتَهُ وفَتَّحَتْ عينيْه على آتساعهما وجعلتْ فاه مُشْرَعا على كل آحتمال .. كان مأخوذا مستَلَبا بما يبصرُ

_أهلُك الذين ماتوا هم الآن هنا .. ألا تسمع؟ ألا ترى؟

_ما عساي أسمع ما عساي أرى

_إنهم يحتفلون

_ماذا تقول

_لا بد هو عرس من أعراس الآخرة

_هاااااااا

سألتُه مستفسرا متعجبا مأخوذا بما يحصل .. فأجابني هدوؤه العذب الشفيف ...

_غُـــــودَانْ غُـــــودااااانْ.....

☆ترجمات :
١_هاتَـا آطُـو خْ سَـادْ يَسُّوطُو : هي الريح ستعصفُ
_تيجناوْ كْرَانْتْ : قامت قائمة العواصف
_حَمْلانْ إيسَافَّــنْ : فاضت أودية
_تْـغَـزْرينْ تْكَـبَّـانْـتْ دكجَـدْرَانْ : وآنهمرت أنهر في جرف المنحدرات
_آلَهْلُوهْ يْشَسِّي تيخامينْ : وخيم الوبر يلعب بها الغضبُ
_يَسَّـخْـسَايْ لْعَافَشْتْ دكيسْلانْ : فيخمد وهج وميض نيران الأعراس
_ميغْ آيَـمَّـاسِْ نْـمُـولاَيْ : يا أم العريس
_أورْ تْحَتِّـيـتْ تَالُّـونْـتْ آكـدْ لَهْـلِـيَاتْ نَـمْ :
ألا تحملين وأهلك غربال الحبوب ..
(هي إشارة لإحدى عادات أعراس الأعالي أن تحمل أم العريس غربالا على ظهرها آتقاء العواصف التي إذا آشتد هبوبها في المناسبة سيكون له أثر سلبي على المجمع والمحفل)
٢_ميمون بنكلاديش : لقب لإحد الشخوص جريا على عادة إعطاء الاهالي الالقاب لبعضهم البعض استئناسا واستحسانا ومزحة
_سُتشَـدّاتْ نّسْ نيغودانْ : بعمامته الجميلة
_سَتجلابتْ تاملالتْ : بجلابته البيضاء
_سَلْبَلْغَا توْرَاغْتْ : وبلغته الصفراء
٣_أدعية يدعو بها طلبة الجامع لإمامهم ومعلمهم أو لمن يعبر السبيل عبر مسالك البلدة
٤_ما تليت تينيتْ : ألا تبصر المشهد
قَـلْ قَــلْ ما يندين يَــلّا ديوْدان : أنظر كم أوادم هنااااك ..
٥_ما يندي تقلت غاري : لماذا تنظر اليّ
_آمَدّكول : صديق
_تْرَجَّلْ شْوايْ : كن شجاعا ولو قليلا
٦_كَــرْ كَــرْ أتينيت مايَندا يتسااار : انهض لتعاين ماذا يقع هناااالك
٧_قَــلْ مزيااان ما تًعْقَلْتْ حَــدْ : انظر مليا هل تعرف أحدا
_شْـنُـو تما؟ شنو كاتشوف؟؟ : ماذا هناك ماذا ترى
_ لاَهْلْ نش يا وما .. لاَهْــلْ نش .. : أنهم أهلك يا أخي ذووك
٨_غُـــودَانْ غُـــــودااااانْ : صبيحون وسيمون منوَّرون



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي
- المُخَلَّعُ البسيط في قصيدة: -سمَا الخطيبانِ في آلمعالِي- لح ...
- تِيخِينْ نْلَعْبَااادْ
- العيد وآلناس
- عِيدْ آمَقْرَانْ
- لِيغَارَاا لِيغَارَااا
- غَدَّا الْعِيدْ وَنْذَبْحُو عِيشَا وَسْعِيدْ
- هَلْ ثَمَّةَ أَمَلٌ لِسِنْدِبَاد
- كُلُّهُمْ ذَهَبُوا
- قَهْوَةُ فِينِيق
- قُبْلَةُ آلْآبَالِيسِ
- تَابْحِيرْتْ نْإيمُوسْكانْ(بستان آلعفاريت)
- غُولَااااكْسْ أيها آلْمُمْتَحَنُون
- اِسْمُهَا آلحَياة
- كأنّهَا صُورَتُكَ في عَسَفِ آلظَّلاَمِ
- تِيسِيلَا نَلْگامُوسْ
- قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ فَأَوْدَتْ بِهِ آلَّلعَنَات
- تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)
- آحَرُّودْ (طِفْل)
- مُمَانَعَةُ آلْقَمَر


المزيد.....




- مخرج يدافع عن فيلم كتبه الذكاء الاصطناعي بعد رفض عرضه
- تحديث:قصيدة مهداة الى النقاومة الفلسطينية ،بعنوان(صديقى المق ...
- الغاوون ،قصيدة مهداة الى النقاومة الفلسطينية ،بعنوان(صديقى ا ...
- الفنانة كندة علوش تكشف عن مبادرة إنسانية من النجم محمد صلاح ...
- الفنانة كندة علوش تكشف عن مبادرة إنسانية من النجم محمد صلاح ...
- حاول الاستعمار طمسها.. هل تستعيد اللغة العربية مكانتها في غر ...
- “المؤسس عثمان Kurulus Osman الموسم 6” موعد عرض مسلسل قيامة ع ...
- إذاعة أولى حلقات مسلسل محمد الفاتح الموسم الثاني مترجمة للعر ...
- شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الثانية ثانوية ع ...
- تابع HD.. أحداث مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - غُودَانْ غُودَانْ غُودااااانْ