محمد محضار
كاتب وأديب
(Mhammed Mahdar)
الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 09:31
المحور:
الادب والفن
هذا الصباح اكتشفت أنني مجنون مع سبق الإصرار لأن ما يصدر عني من أفعال وسلوكات يتنافى مع السائد والمقبول اِجتماعيا ،هذا ما دلتني عليه فراستي ، وفراسة المؤمن لا تخطئُ ،فإن أحس برجاحة جنونه فلا أحد له حقق التشكيك في صحة إحساسه.
وأنا أرى نفسي بين الجماعة التي رُفع عنها القلم، لأنني أقول كلاما مدثرا بلغة الحقيقة الرابضة في أحضان العقل الباطن ولغة القوم لا تتفق مع ما يجري على لساني من كلام يخالف أعراف العشيرة. .
عندما جلست بالمقهى ،قلعت حذائي ووضعت جواربي على الطاولة ثم مددت قدماي على الكرسي المقابل ، وطلبت من النادل أن يحضر لي كأس ماء مغلي وقطعة سكرا واحدة ، سألني النادل: وهو يبحلق في مندهشا
-أتعني ما تقول يا سيدي
رددت عليه بصوت جازم:
نعم ..وهل تَراني أَمزح ؟ أرجو أن يكون كأس الماء المغليّ كبيرا
عندما وضع النادل الكأس أمامي ، طمرت فيه جواربي ثم ثم وضعت قطعة السكر وحركته بالملعقة ثم اِرتشفت مبتسما من محتوى الكأس ،لاحظت أن زبناء المقهى كان يتابعونني باِمتعاض واِستغْراب ،ذاك شأنهم ،وأنا غير معنيّ بملاحظاتهم واِنطباعاتهم ،لأنني أمارس حقي في الجنون دون قيد أو شرط ،غادرت المقهى دون أن أدفع ثمن مشروبي ، فالمجانين لا يدفعون ،ولا سلطة لأحد عليهم.
طوبى لي إذن هذا الصباح بجنوني ، وطوبى لجماعة المجانين بانضمامي لهم.
محمد محضار 2019
#محمد_محضار (هاشتاغ)
Mhammed_Mahdar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟