أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - إحراق القرآن في السويد : أسباب ونتائج















المزيد.....

إحراق القرآن في السويد : أسباب ونتائج


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7662 - 2023 / 7 / 4 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



غيفورغ ميرزيان
أستاذ مشارك، قسم العلوم السياسية، جامعة العلوم المالية التابعة لحكومة الإتحاد الروسي
باحث في معهد الولايات المتحدة و كندا التابع لاكاديمية العلوم الروسية

29 يونيو 2023

*تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

لقد ضحت ستوكهولم بالمصالح الوطنية لبلدها وبالمصالح الحضارية للغرب الجماعي من أجل حق مواطنيها في الانخراط في الأعمال الظلامية.

في السويد ، ظهر تقليد شعبي جديد - تدنيس القرآن . للمرة الثانية - ويبدو انها ليست الأخيرة – تكرر نفس الفعل في 28 يونيو. في يوم العيد المقدس للمسلمين - عيد الأضحى بالقرب من أحد مساجد ستوكهولم.

كتبت وسائل الإعلام أن كتاب المسلمين المقدس قد تم احراقه. علاوة على ذلك ، قام الناشط (سلوان موميكا ، الذي جاء من العراق قبل خمس سنوات وحصل على الجنسية السويدية كلاجئ) بمسح حذائه على الصفحات ووضع قطعة من لحم الخنزير المقدد في الكتاب. في الواقع ، لحم الخنزير ، وهو طعام محرم على المسلمين.

"يجب حظر هذا الكتاب في جميع أنحاء العالم". وأضاف "أنه يشكل تهديدا للديمقراطية والأخلاق والقيم الإنسانية والحقوق ، فضلا عن حقوق المرأة". ولكنه نسي أن الديمقراطية الحقيقية تعترف بالحق في التنوع الثقافي ، والأخلاق تفترض حرية العقيدة ، ولا يمكن انتهاك حقوق الإنسان من خلال تقاليد وقوانين يقرر هذا الشخص بالذات احترامها بإرادته الحرة.

تفاقمت المشكلة بسبب حقيقة أن سلوان موميكا أحرق القرآن ليس فقط لأنه أراد ذلك ، ولكن أيضًا لأن سلطات السويد سمحت له بذلك. النقطة المهمة هي أنه في فبراير / شباط الماضي ، لم تسمح الشرطة لمواطنين (شخص عادي و اخر ممثل لإحدى المؤسسات العامة) بحرق المصحف أمام سفارتي العراق وتركيا.

ومع ذلك ، ذهب هؤلاء المواطنون إلى المحكمة ، وفي منتصف يونيو ، حكم القضاة بأن هذا الحظر غير قانوني. أنه ينتهك الحق في التعبير عن الذات. على الشخص إخطار الشرطة بفعل الحرق ، وإذا كان يلتزم في نفس الوقت بالقانون (على سبيل المثال ، حظر إشعال حرائق مفتوحة بسبب الحرائق المستعرة في البلاد) ، فلا يوجد ما يعاقب عليه .

وذكرت الشرطة السويدية أن "المخاطر الناجمة عن الحرق لا يمكن ، في ظل التشريعات الحالية ، أن تؤدي إلى قرار برفض الحق في الحرق". وفي هذه الحالة ، فإن موقف الحكومة السويدية ، الذي عبر عنه رئيس الوزراء أولف كريسترسون ، بسيط للغاية – "إنه فعل قانوني ، لكنه غير مناسب".

في الواقع ، فإن قصة الإذن بحرق القرآن هي إحدى انعكاسات الاتجاه الغربي العام الجديد – الليبرالية المتطرفة. ببساطة ، الارتقاء إلى قمة الحريات الشخصية للفرد (نفس الحق في التعبير عن الذات) والقضاء على مفهوم الأخلاق العامة. رفض مبدأ الاحترام المتبادل والتسامح مع الأديان الأخرى (بعد كل شيء ، القرآن بالنسبة للمسلمين ليس مجرد كتاب ، بل هو تجسيد للكلمة الإلهية) ، من المفاهيم الديمقراطية الأساسية. وبالطبع ، سمو القيم الليبرالية المتطرفة على مفهوم مقدس مثل المصلحة الوطنية – وهذه الطروحات والمفاهيم الغربية يجدر بموسكو الاستفادة منها الآن في حربها مع الغرب الجماعي .

المنفعة الروسية الأولى واضحة بالفعل - الإذن بحرق القرآن أجل موعد قبول السويد في عضوية الناتو. العضوية ، التي اعتبرها الغرب انتصارًا عظيمًا على فلاديمير بوتين ، كنوع من الاستهزاء بالزعيم الروسي (يقولون إن بوتين بدأ الحرب في أوكرانيا لمنع توسع الحلف ، لكنه في الواقع تلقى هذا التوسع ).

تركيا ، التي لم تصادق بعد على بروتوكول انضمام السويد بسبب الخلافات السياسية مع ستوكهولم ، وتعتبر الآن حرق الكتاب المقدس للمسلمين إهانة أخرى. علاوة على ذلك ، فإن الإهانة ليست من ناشط بل من الدولة السويدية.

حذر رجب طيب أردوغان بالفعل من أنه إذا لم تحترم السلطات السويدية القرآن ، فلن تسمح لهم أنقرة بالانضمام إلى الناتو. ومن غير المقبول السماح بهذه الأعمال المعادية للإسلام بحجة حرية التعبير. علق رئيس وزارة الخارجية التركية ، هاكان فيدان ، على الحرق الحالي: "إن غض الطرف عن مثل هذه الأعمال الشنيعة يعني أن تكون شريكًا فيها".

والآن يتم تأجيل انضمام السويد إلى الناتو إلى أجل غير مسمى. حتى لو أرادت السلطات التركية المصادقة على بروتوكول الانضمام (وهي لم تفعل ذلك) ، فإن السكان الأتراك الغاضبين لن يسمحوا لها بذلك. ودائمًا ما أخذ أردوغان بعين الاعتبار رأي ناخبيه.

وهذا ليس سوى جزء من الفوائد لروسيا ستحصل روسيا على مكافآت أكثر بكثير إذا انتقل الصراع من المستوى التركي السويدي إلى المستوى الحضاري.

الحقيقة أن الصراع الروسي الغربي الحالي له أبعاد عديدة وجبهات عديدة. وأحدها هو الكفاح من أجل تعاطف النصف الجنوبي من الكرة الأرضية . إلى أي جانب في الصراع الحالي ستكون دول إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

الغرب وروسيا لديهما مقاربة مختلفة لهذا الصراع. تستخدم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سياسة العصا والجزرة. إنهم يجبرون جنوب العالم على الامتثال للعقوبات المناهضة لروسيا وفي نفس الوقت يحاولون إقناع الدول النامية بأن روسيا هي سبب كل أزمات العالم الحالية. إن أفعال روسيا هي التي تشكل تهديدًا للأمن العالمي. أخيرًا ، هناك صراع بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية في العالم ، أحدها موسكو.

من ناحية أخرى ، تتصرف السلطات الروسية بمهارة أكبر – فهي لا تحاول فرض روايات الآخرين على شعوب الجنوب ، لكنها تحاول التوافق مع رواياتهم . تتحدث موسكو أيضًا عن عملية عالمية - ليس فقط عن حرب الديمقراطيات ضد الأنظمة الاستبدادية ، ولكن أيضًا عن نضال المضطهدين ضد الظالمين . ضد الاستعمار الجديد للغرب. من أجل المساواة بين جميع البلدان في العالم متعدد الأقطاب الجديد. من أجل احترام الشعوب ذات الثقافة المختلفة ، من أجل التنوع في العالم.

في هذا الصراع قامت روسيا بالفعل بدمج حربها في أوكرانيا. في هذا الصراع تقوم موسكو الآن بدمج الإجراءات السويدية ، لتظهر أنها مجرد دليل على ذلك الاستعمار الجديد. عدم الاحترام والازدراء للإسلام ، وهو ما يميز ليس فقط السويديين ، ولكن كل الثقافة الغربية المتغطرسة. وفي الوقت نفسه ، فهذه الممارسات غريبة على الثقافة للروسية.

"هذا رمز مقدس للمسلمين ، كما انه مقدس للآخرين. نحن نعلم أنهم في بلدان أخرى يتصرفون بشكل مختلف ، فهم لا يحترمون المشاعر الدينية للناس"، - علق فلاديمير بوتين على حرق المصحف خلال زيارته لدربنت (حيث تلقى نسخة من القرآن كهدية). وأمر "ديمتري فولودين" بإعداد قرار في مجلس الدوما يدين تصرفات السويد.

قرار يرجح أن يتم ملاحظته وتقديره في الجزء الإسلامي من جنوب الكرة الأرضية. سواء معنويا وربما بخطوات مادية وعملية .



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن لثورة جديدة أن تسقط فرنسا؟
- حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي تخضع للنقاش
- متى تبدأ المفاوضات الروسية الأوكرانية الحقيقية؟
- عصف فكري حول الشركات العسكرية الخاصة
- النخبة الروسية تستعد لخيارين لقلب الحكم في موسكو
- تمرد كورنيلوف 1917 vs تمرد فاغنر 2023 - هل تصح المقارنة ؟
- وصل بوتين إلى المرحلة النهائية من الاتفاق مع النخبة الأمريكي ...
- بوتين يعارض -الانعطاف إلى اليسار-
- في نقد شريحة من العلماء الروس
- ألكسندر دوغين بعد التمرد – روسيا أمام مفترق طرق
- التغيير السياسي المطلوب في روسيا بعد تمرد بريغوجين
- هل اصيب بريغوجين بالبونابرتية
- امنعوا روسيا من الانزلاق نحو الهاوية!
- بريغوجين يرتكب اليوم خطأ فاحشا
- ألكسندر دوغين طريق النصر يمر عبر -الاقتصاد الحربي-
- ألكسندر دوغين هل هناك قواعد في الحرب؟
- اليوم ذكرى غزو ألمانيا النازية للإتحاد السوفياتي عام 1941
- ليوبارد
- ألكسندر دوغين الحقيقة غير المتوقعة حول المليارات -المسروقة- ...
- في نقد السياسة المالية والإقتصادية في روسيا


المزيد.....




- شاهد كيف رد جواد ظريف على سؤال أمانبور حول تزويد إيران لروسي ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مستوطنة كريات شمونة شمالي إ ...
- -الباييس-: المغرب وإسبانيا يشددان الإجراءات الأمنية على حدود ...
- مصدر: أنقرة لم تتلق أي رد سوري بعد على اقتراح لقاء أردوغان و ...
- افتتاح مركز طبي روسي لأول مرة في مصر
- بين السخرية والاستنكار والتأييد.. هكذا تفاعل مغردون مع فرض ا ...
- بديل لقناة السويس في أوروبا؟ شريان مائي جديد بين فرنسا وبلجي ...
- الحوثيون يعلنون استهداف 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر بـ2 ...
- نتنياهو: -حزب الله- حوّل مدنا في إسرائيل إلى -مدن أشباح-
- الحوثيون يكشفون قصف تل أبيب وعسقلان بصاروخ باليستي ومسيّرة


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - إحراق القرآن في السويد : أسباب ونتائج