|
المُخَلَّعُ البسيط في قصيدة: -سمَا الخطيبانِ في آلمعالِي- لحافظ إبراهيم
عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 09:32
المحور:
الادب والفن
أولا_القصيدة (من مُخَلَّع البسيط) سمَا الخطيبانِ في المعالِي وجازَ شَأْواهُما السَّماكا جالاَ فلمْ يترُكَـــا مجــالا و اعْتَرَكَـــا بالنُّوَى عِركــا فلَستُ أدري على آختيـاري منْ منهُمَا جَلَّ أَنْ يُحاكَــى فوحْيُ عقْلـي يقولُ : هذَا ووَحيُ قلبــي يقولُ : ذاكا وَدِدْتُ لوْ كلُّ ذِي غُـــــرورٍ أمسِى لنعليهِمَا شِراكَـــــا ثانيـا_المخلــع البسيـــــط: مستفعلن فاعلن فعولن مستفعلن فاعلن فعولن سمَا الخطي / بانِ في الْ / معالِي / متفعلن / فاعلن / متفعلْ (فعولن) خبن / صحيحة / خبن + قطع / صدر من بحر البسيط غير التام، حذفت منه عروضته الأصل (فاعلن)، فبقي مجزوءا، وفي صورة التجزيئ هذه، غدت (مستفعلن) هي العروضة ب : (مستفعلن فاعلن مستفعلن) وطرأ عليها تغيير الخبن والقطع، فأصبحت: (مستفعلن فاعلن فعولن) ومثل ذلك عجز البيت: وجازَ شَأ/واهُما السْ/سِماكا / متفعلن / فاعلن / فعولن/ هي صورة من صور بحر المخلع البسيط الذي وزنه: أقفر من أهله ملحوبُ فالقطّبياتُ فالذنوبُ للشاعر "الجاهلي" عبيد بن الأبرص _ رغم كل ما قيل في قصيدته _ و ... مثل : من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجَسورُ من قول "سلمان الخاسر" تلميذ "بشار بن برد" بوزن : (مستفعلن فاعلن فعولن) (مرتان صدرا وعجزا)بعروضة مخبونة مقطوعة والأصل كما قلنا : (مستفعلن فاعلن مستفعلن)، أي مجزوء بحر البسيط، لكن ادخال زحاف و علة على العروضة والضرب مرة واحدة غيرا (مستفعلن) تماما، فأصبحت (متفعل) بتسكين اللام والفاء، فحول العروضيون التفعيلة الى أخرى بالوزن نفسه فأصبحت (فعولن)، ويمكن أن نجد للوزن مثالا في القرآن الكريم في قوله تعالى بوزن: متفعلن (خبن) +فاعلن + فعولن (خبن وقطع) : ( وقودها الناس والحجاره).. و عليه جاء قول حافظ أعلاه .. فلَستُ أدري على آختياري وَدِدْتُ لوْ كلُّ ذِي غُرورٍ فوحْيُ عقْلي يقولُ : هذَا ووَحيُ قلبي يقولُ : ذاكا وعمد الشاعر الى بعض التغييرات في الحشو، كطي (مستفعلن) لتصبح (مستعلن) في قوله مثلا : (واعْتَرَكَا) في بداية عجز البيت الثاني، وخبنها في أمثلة كثيرة ... "فوحْيُ عقْ ووَحيُ قل وَدِدْتُ لو ْفلَستُ أد" ونظم العرب أشعارا كثيرة على هذه الصورة قديما وحديثا .. وقد آعتمده الوشاحون في الأندلس مثلما نجد عند الشاعر (ابن زمرك) الأندلسي في موشحته المشهورة : ريحانة الفجر قد أطلت خضراء بالزهر تزهــــــر وراية الصبح قد أظلت في مرقب الشرق تنشر حيث عمد الى إحداث تغيير في الأضرب ولم يكتف بقطع و خبن (مستفعلن) بل أضاف اليها تغييرا آخر على غير القواعد المتبعة في النظم بهذا البحر، لتصبح صورة المخلع هنا صورة أخرى على الشكل التالي: " مستفعلن فاعلن فعـــــو" كوزن معتمد لأعجاز الأغصان والأسماط، وذلك جريا على نمط جديد من الإيقاعات والنغمات انتشرت في البيئة الجديدة ... ويمكن أن نستنتج منه وزنا مشابها كما نص على ذلك العروضيون هو : مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن مستفعلاتن مع إمكانية ورود الخبن: "مستفعلاتن متـَـفْـعلاتن " إلى درجة اعتبر البعض المُخَلَّعَ بحرا مستقلا بذاته لا تابعا للبسيط ... والصورة الأولى التي نظم حافظ ابراهيم أبياته عليها أشيع بكثير، وهي الصورة المتعارف عليها لوزن مخلع البسيط بينما الصورة الثانية وغيرها فنادرة الاستعمال، ومنه قول الحلاج:
رَأَيتُ رَبّي بِعَنينِ قَلبي فَقُلتُ مَن أَنتَ قالَ أَنتَ فَلَيسَ لِلأَينِ مِنكَ أَينٌ وَلَيسَ أَينٌ بِحَيثُ أَنتَ وَلَيسَ لَلوَهمِ مِنكَ وَهمٌ فَيَعلَمُ الوَهمُ أَينَ أَنتَ أَنتَ الَّذي حُزتَ كُلَّ أَينٍ بِنَحوِ لا أَينٍ فَأَينَ أَنتَ فَفي فَنائي فَنا فَنائي وَفي فَنائي وُجِدتَ أَنتَ في مَحو اِسمي وَرَسمِ جِسمي سَأَلتُ عَني فَقُلتُ أَنتَ أَشمارُ سِرّي إِلَيكَ حَتّى فَنَيتُ عَنّي وَدُمتَ أَنتَ أَنتَ حَياتي وَسِرُّ قَلبي فَحَيثُما كُنتُ كُنتَ أَنتَ أَحَطتَ عِلماً بِكُلِّ شَيءٍ فَكُلُّ شَيءٍ أَراهُ أَنتَ فَمُنَّ بِالعَفوِ يا إِلَهي فَلَيسَ أَرجو سِواكَ أَنتَ وعلى أي، وبعيدًا عن هذه الإشكالات العروضية، فإن قصيدة حافظ السابقة من قصائده الاجتماعية القصار التي تتميز على عادة شاعر النيل بالبساطة والمباشرة والمحافظة على طريقة العرب في النظم بقافية مطلقة متواترة مردوفة و موحدة بروي الكاف المطلق بمجرى الفتح موصولة بمد ناتج عن إشباع هذه الفتحة، مع آعتماد بعض التوازيات الصوتية والترصيعات بين الصدر والعجز كما في قوله : فوحْيُ عقْلي يقولُ : هذَا ووَحيُ قلبي يقولُ : ذاكا وأخاله قد آفتتن بكافه هذا، فطفق يكرره هنا هناك من غير أن يكتفي آعتمادَه رويا؛ بيد أن ميله إلى حركة الفتح لكافاته جعل هذا التكرار مقبولا فيما لو آستعمله مضموما مثلا : جالاَ فلمْ يترُكَـــا مجــالا و اعْتَرَكَـــا بالنُّوَى عِركَــا و الأبيات المنظومة على روي الكاف قليلة في الشعر العربي، ويمكن هنا أن نضرب لحضوره بعض الأمثل، كوافرية المتنبي : فدى لك من يقصر عن مداكا فلا ملك اذن الا فداكــــــــا وحافظ جاء برويه الكاف أصليا ولم يستعمله ضميرا : _سماكَا _عراكا _يحاكى _ذاكا شراكا الشيء الذي جَود أصوات القصيدة وأعلا من قيمتها الفنية ...
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تِيخِينْ نْلَعْبَااادْ
-
العيد وآلناس
-
عِيدْ آمَقْرَانْ
-
لِيغَارَاا لِيغَارَااا
-
غَدَّا الْعِيدْ وَنْذَبْحُو عِيشَا وَسْعِيدْ
-
هَلْ ثَمَّةَ أَمَلٌ لِسِنْدِبَاد
-
كُلُّهُمْ ذَهَبُوا
-
قَهْوَةُ فِينِيق
-
قُبْلَةُ آلْآبَالِيسِ
-
تَابْحِيرْتْ نْإيمُوسْكانْ(بستان آلعفاريت)
-
غُولَااااكْسْ أيها آلْمُمْتَحَنُون
-
اِسْمُهَا آلحَياة
-
كأنّهَا صُورَتُكَ في عَسَفِ آلظَّلاَمِ
-
تِيسِيلَا نَلْگامُوسْ
-
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ فَأَوْدَتْ بِهِ آلَّلعَنَات
-
تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)
-
آحَرُّودْ (طِفْل)
-
مُمَانَعَةُ آلْقَمَر
-
قطاف
-
هَلُمَّ التَّو السّاعَة العَجَل
المزيد.....
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
-
رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع
...
-
فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي
...
-
من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي
...
-
اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
-
مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|