أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - هل يمكن لثورة جديدة أن تسقط فرنسا؟















المزيد.....

هل يمكن لثورة جديدة أن تسقط فرنسا؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



تيموفي بورداتشوف
مدير برنامج نادي فالداي

30 يونيو 2023
*تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

بمشاهدة أعمال الشغب تهز فرنسا ، يمكن لروسيا أن تتعلم درسًا مهما سيكون مفيدًا لها في المستقبل.
من وجهة نظر أي شخص كان على اتصال وثيق نسبيًا بالثقافة السياسية الفرنسية ، فإن أعمال الشغب التي تحدث الآن في جميع أنحاء أراضي الجمهورية الخامسة ليست شيئًا غير عادي. بل وأكثر من ذلك ، لا يمكن اعتبارها نذير أزمة عامة أو انهيار النظام السياسي للدولة الفرنسية. حتى لو كان هذا النظام ، كما هو الآن ، في حالة تدهور ظاهر. حل القضايا الحادة من خلال العنف الجماعي هو أهم جزء من التقاليد السياسية لفرنسا ، والتي تعود أصولها إلى قرون ماضية . من الطبيعي أن يقاتل الفرنسيون الشرطة ويدمرون كل ما في طريقهم، بالضبط كما هو من الطبيعي أن يسرق الأمريكيون الجيران والمتاجر في حالة حدوث كوارث طبيعية ، كما أنه من الطبيعي أن يشك الروس في أي مبادرات حكومية.
ولا فرق على الإطلاق بين من يقوم بأعمال شغب في الشارع – أولئك غير الراضين عن النظام أو مظاهره الفردية ، أو الرافضين إصلاح نظام التقاعد أو الناقمين على الظلم الشخصي الذي تمارسه السلطات. الجواب والطريقة "للتنفيس عن الضغط" في فرنسا هي نفسها دائمًا - أعمال العنف والحرق المتعمد ، والاشتباكات مع ممثلي القانون والنظام.
بالمناسبة ، تمارس حكومة إيمانويل ماكرون هذه الطريقة باستمرار في التفاعل مع السكان. إن الدوائر المصرفية والصناعية التي تقف وراء هذا "العبقري" الأبله لا تبالي على الإطلاق بمصير المتاجر الصغيرة وحتى مراكز التسوق التي تحطم الآن في باريس ومدن أخرى.
في السنوات الأخيرة ، أصبحت أعمال الشغب أكثر شيوعًا ، مما ساعد الدوائر الحاكمة في الجمهورية الخامسة على البقاء في مسارها دون خوف من تهديد منهجي من المعارضين السياسيين. إن تمرد "السترات الصفراء" ، غير الراضين عن إصلاح نظام التقاعد ، أو ، كما هو الحال الآن ، أعمال الشغب العرقية لا يمكن أن تغير أي شيء في وضع يتم فيه سحق أي معارضة منظمة بفضائح الفساد.
ومع ذلك ، مع كل معرفة فرنسا بهذا النوع من التجاوزات ، من الصعب دائمًا التنبؤ بالنتيجة النهائية. وكانت هناك حالات في التاريخ انتهت فيها المظاهرات الجماهيرية بتعديلات جدية في النظام السياسي. بعبارة أخرى ، يمكن أن تؤدي أعمال الشغب التي نشأت هذه الأيام إلى شيء مهم إذا نزلت شرائح أخرى من السكان إلى الشوارع.
إذا سارت الأمور بعيدًا ، فعند ذلك مع الغياب الفعلي للأحزاب السياسية القادرة على الاستيلاء على السلطة ، فإن الشيء الأكثر إثارة هو اللجوء إلى الجيش. على الرغم من تعرضه للقمع الشديد من قبل الحكومة في السنوات الأخيرة - في بداية رئاسة ماكرون ، تم فصل العديد من القادة العسكريين الموثوق بهم ، وتعرضت سلطة الجيش للاهتزاز بشكل خطير على خلفية إخفاقات سياسة ما بعد الاستعمار في إفريقيا .
لكن حتى الان فان أعمال الشغب ، التي تنتشر في المزيد والمزيد من المدن - لم تشكل بعد تحديًا للنظام. تقليديًا كانت تحوي طبيعة عرقية واجتماعية. عرقية ، لأنه وللمرة الألف يكون الجزء الأكبر من المتمردين هم شباب الضواحي ، التي يسكنها مهاجرون من المستعمرات الفرنسية السابقة في إفريقيا. والسبب ، كما نعلم ، هو مقتل شاب على يد الشرطة في ضاحية نانتير الباريسية. وقُتل الشاب الجزائري المولد برصاص شرطة المرور بعد رفضه الامتثال لمطالبهم.
نظرًا لأن جميع هذه الضواحي الفرنسية ، مثل سكانها ، فقيرة أيضًا ، فالعامل الاجتماعي لا يقل أهمية في كل ما يحدث. مشكلة عجز الجمهورية الخامسة عن معالجة قضية دمج الملونين مشكلة مزمنة. كانت أعمال الشغب الجماعية السابقة ، في عام 2005، ترجع إلى نفس هذه المشكلة ، على الرغم من أن حجم ما يحدث الآن أكبر بالفعل. حقيقة أن القوى التي تقف وراءها ومظاهر السخط لم تتغير، تظهر أنه لم يتم فعل أي شيء منذ 17 عامًا لعلاج هذه المشاكل.
نعم ، في الواقع ، لم يكن أحد ينوي ان يقدم حلا للمشكلة. كان أقصى ما فعلته الحكومة هو مراقبة الوضع في الضواحي الفقيرة من أجل فهم حدود التمرد وحجم قوة الشرطة اللازمة لعزلها عن بقية المجتمع.
في غضون ذلك ، كان المجتمع الفرنسي نفسه يغرق تدريجياً في الركود الاقتصادي واللامبالاة السياسية. بادئ ذي بدء ، أثر هذا على سلوك أولئك الذين كانوا دائمًا أساس الاستقرار النسبي لنظام الدولة. كانت الطبقة الوسطى التقليدية للمالكين الصغار هي العمود الفقري للنظام السياسي في فرنسا منذ الثورة الكبرى عام 1789. لقد هدموا النظام الملكي في ذلك الوقت ومن خلال سلسلة من الثورات في القرن التاسع عشر أسسوا النظام الأكثر ملاءمة لأنفسهم.
في الظروف المعاصرة ، لم يعد هؤلاء الأشخاص يلعبون دورًا مهمًا. إن خاصية "الانحلال"(او التفتت atomization) التي تتميز بها معظم البلدان المتقدمة ، وتفكك المجتمع إلى "ذرات" - أفراد لا يلتفتون لشيء سوى شؤونهم الخاصة ، يؤدي إلى اختفاء العمل الجماعي. عندما يتمكن المواطن من حل جميع مشاكله الحالية بنفسه ، فهو لا يحتاج إلى أحزاب سياسية أو نقابات عمالية قوية.
وهذا يعني أنه من منظور استراتيجي ، يصبح المواطن أعزل ضد من يتحكم في جهاز الدولة ، وفي نفس الوقت يفقد الإيمان بإمكانية تغيير أي شيء. من المؤشرات اللافتة للنظر هنا فوز ماكرون في الانتخابات الأخيرة ، ليس لأنه جيد ، ولكن لعدم وجود مرشحين أقوياء آخرين.
الآن يتبلور وضع متناقض في فرنسا - لا يرى نظام ماكرون منافسين أمامه ، لكنه لا يملك بحد ذاته قوى اجتماعية يمكنه الاعتماد عليها. نتيجة لذلك ، تتحول السياسة الداخلية في فرنسا بشكل متزايد إلى الحفاظ على السلطة ووقف التهديدات بأي شكل من الأشكال مع وجود السكان غير المبالين على نحو متزايد.
التعبئة في فرنسا مستحيلة في ظل المواجهة مع روسيا. هذه ليست بولندا أو دول البلطيق ، حيث المواطنون مستعدون لتحمل الكثير بدافع الكراهية لجارهم الشرقي. لا يشعر الفرنسيون بأي تهديد من طرف روسيا.
من الصعب القول إلى متى سيستمر هذا الوضع. ولكن كلما تفاقمت الأمور ، زاد احتمال وقوع كارثة واسعة النطاق في نهاية المطاف.
بالنسبة لروسيا ، يعتبر كل ما يحدث الآن في فرنسا درسًا مهمًا من الخطأ التعامل معه بغطرسة.
أولاً ، لأن المجتمع الروسي أيضًا لا يخلو من العوامل الموضوعية التي تعزز النزعة الفردية. يخفف من وطأتها وجود تهديدات خارجية والحاجة إلى جهد عسكري مشترك ، مع ملاحظة ان هذه المشكلة غير موجودة في الغرب . الآن ، كما في الماضي ، يمكن للجيش أن يكون أقوى عامل موحد.
ثانيًا ، في غضون عقدين من الزمن ، قد تصبح مشكلة الهجرة ذات صلة أيضًا في روسيا. بالطبع ، نحن مجتمع متعدد القوميات ، وتقليديًا لم تكن مشكلة اندماج المهاجرين موجودة في بلدنا. ومع ذلك ، هذا يعني أنه ليس لدينا عادة التفاعل مع الجماعات العرقية والدينية الأخرى التي لم تكن جزءًا من المجتمع الروسي لعدة قرون. وفي حال أجبرت المشاكل الديموغرافية روسيا على جذب المهاجرين من الدول الإسلامية في الاتحاد السوفياتي السابق بشكل أكثر نشاطًا ، فستكون هناك حاجة إلى بذل الكثير من الجهود من السلطات ومجتمع الوافدين المسلمين لدمج المواطنين الجدد في المجتمع الروسي .
حتى الآن ، يتم حل هذه المشكلة بشكل أفضل من الدول الأوروبية: عدد ممثلي الجيل الثاني من المهاجرين القادرين على الحصول على التعليم والعمل في روسيا أكبر من الناحية الإحصائية من ، على سبيل المثال ، في فرنسا.
ولكن هناك أسباب للاعتقاد بأن مثل هذا الإنجاز هو نتيجة "تراثنا الإمبراطوري" ، أي عدم وجود اختلاف ثقافي جوهري بين روسيا وآسيا الوسطى على سبيل المثال. اما الآن فيلاحظ ان جيراننا ، مصدر تدفق الهجرة ، يتحركون ببطء نحو العودة للعصور القديمة ، ووجود الثقافة الحضرية الروسية هناك في بلادهم يتناقص. وفي غضون 20-30 عامًا ، قد نواجه مهاجرين سيكونون مختلفين تمامًا بالفعل.
عند مشاهدة ما يحدث في فرنسا ، لا يسع المرء إلا أن يفكر في الدروس التي يمكن تتعلمها روسيا.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي تخضع للنقاش
- متى تبدأ المفاوضات الروسية الأوكرانية الحقيقية؟
- عصف فكري حول الشركات العسكرية الخاصة
- النخبة الروسية تستعد لخيارين لقلب الحكم في موسكو
- تمرد كورنيلوف 1917 vs تمرد فاغنر 2023 - هل تصح المقارنة ؟
- وصل بوتين إلى المرحلة النهائية من الاتفاق مع النخبة الأمريكي ...
- بوتين يعارض -الانعطاف إلى اليسار-
- في نقد شريحة من العلماء الروس
- ألكسندر دوغين بعد التمرد – روسيا أمام مفترق طرق
- التغيير السياسي المطلوب في روسيا بعد تمرد بريغوجين
- هل اصيب بريغوجين بالبونابرتية
- امنعوا روسيا من الانزلاق نحو الهاوية!
- بريغوجين يرتكب اليوم خطأ فاحشا
- ألكسندر دوغين طريق النصر يمر عبر -الاقتصاد الحربي-
- ألكسندر دوغين هل هناك قواعد في الحرب؟
- اليوم ذكرى غزو ألمانيا النازية للإتحاد السوفياتي عام 1941
- ليوبارد
- ألكسندر دوغين الحقيقة غير المتوقعة حول المليارات -المسروقة- ...
- في نقد السياسة المالية والإقتصادية في روسيا
- في نقد الإعلام الرسمي الروسي


المزيد.....




- فيديو يظهر لقطات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس بالجولان
- في بيان لـCNN.. ماذا قالت أمريكا عن هجوم الجولان؟
- اكتشاف مفاجئ يشير إلى وجود محيط مخفي في أحد أقمار أورانوس
- ترامب حول قصف مجدل شمس: هجوم -مروع- وعلينا استعادة الاحترام ...
- مصر.. النيابة العامة تصدر قرارا جديدا بشأن الزوجة المتهمة بس ...
- إبطاء عمل موقع -يوتيوب- في روسيا
- متى تكون مسكنات الألم الشائعة خطرة على الصحة؟
- شيخ العقل لطائفة الموحدين في لبنان يدين الهجوم على بلدة مجدل ...
- -أكسيوس-: إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمالية اندلاع حرب ...
- المبارز التونسي فارس فرجاني يحرز فضية ويمنح بلاده والعرب أول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - هل يمكن لثورة جديدة أن تسقط فرنسا؟