أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - الرأسمالية كدين 1!















المزيد.....


الرأسمالية كدين 1!


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 04:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقلم: آرثر ثوبي
ترحمة: طلال الربيعي
-------
في هذا المقال, يستكشف آرثر ثوبي الطبيعة الأساسية للرأسمالية. يجادل بمهارة في أن الرأسمالية تفي بالمعايير ذات الصلة للتصنيف كدين، مع توفير الاقتصاد لأسسها اللاهوتية واحتلال المال دور الآلهة. ثم يناقش العواقب الضارة ل
"الرأسمالية الدينية" على المجتمع وتحديدها للتفكير الفردي.
"سحر التاريخ ودرسه الغامض يكمن في الحقيقة
هذه، من عصر إلى آخر ، لا شيء يتغير ومع ذلك كل شيء مختلف تمامًا."
هكسلي، ألدوس.
مقدمة
غامضا طوعا، هذا التأكيد لهكسلي يمكن، في بعض النواحي، أنه يشكل الأساس لتعريف الوصعية postivism ، خاصة فيما يتعلق بمعنى التاريخ. هذه الورقة, المنسجمة بما يتفق مع مدرسة فكرية معينة تحترم التاريخ باعتباره رمزيًا للغاية، سوف تفترض أن المجتمعات الغربية الحديثة لا تختلف بشدة عن مجتمعات ما قبل التنوير بمعنى أن المرء لا يزال يشهد تحقيق اللاهوت. بقدر ما قد تبدو هذه الفكرة استفزازية، مفكرون من مختلف مجالات الدراسات بما في ذلك الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، الفلسفة, وحتى الاقتصاد مثل فوغل الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1993، يعترف بأن الرأسمالية والاقتصاد يتضمنان الأبعاد الدينية أو اللاهوتية.
(Robert W. Fogel
https://www.nobelprize.org/prizes/economic-sciences/1993/fogel/biographical/
ط.ا)

في هذا السياق، يقال أن تصاعد مد الرأسمالية والأيديولوجيات الغربية كان مرافقَا للتدهور التدريجي للكنيسة المسيحية كنتيجة طبيعية. وفقًا لذلك، يفترض أن الرأسمالية (والاقتصاد) هو المتلقي الجديد للتعبير الديني المتشدد. انسجاما مع ذلك، تستعرض هذه المقالة (1) بإيجاز مفاهيم الرأسمالية والتقدم، (2) تضع الأساس لاعتبار الرأسمالية دينًا وأخيراً (3) تحلل الآثار المترتبة على النقطة الثانية.

الرأسمالية والتقدم: ما هي الرأسمالية؟
نادرًا ما كان هناك مفهوما أكثر إثارة للجدل من الرأسمالية.
تراجعَ تدريجيًا أستخدام مصطلح الرأسمالية خلال القرن العشرين ليظهر بقوة في النهاية في كتابات هايك وفريدمان Hayek and Friedman. ومع ذلك، فإن مفهوم الرأسمالية ذاته يجعل الاقتصاديين غير مرتاحين. يجب البحث عن مثل هذا القلق في تاريخ الفكر. في الواقع، خلال القرن العشرين، كانت الرأسمالية تقليدية تعارض الأيديولوجيات الأخرى مثل الشيوعية أو الشمولية. أعطت هذه المعارضة للرأسمالية غهما شائعا doxa غير مناسب للفهم العلمي لمجال الاقتصاد نفسه. لهذا السبب بالذات، يطلق معظم الاقتصاديين الآن على الرأسمالية كلمات أكثر عصرية مثل "الليبرالية" و"رأسمالية السوق" و "الرأسمالية العقلانية" وما إلى ذلك. هكذا، إن تعريف الرأسمالية أمر صعب بشكل خاص ويعتمد على وجهة نظر المرء وعلى استعداده لاعتماده. هذه الورقة، بطبيعتها، متعددة التخصصات، سوف تستقر على تعريف واسع يستلزم التعريفين التاليين.

يعرّف
Xing and Hersh (2004:100)
رأسمالية السوق" على أنها "عملية للتنمية المجتمعية التي تنطوي على أسباب تاريخية وثقافية ودينية."
نهجهما أكثر أصالة من حيث أنهما يعتبران الرأسمالية بمثابة إدراك سياسي وليس "منطق التاريخ" أو "نتيجة طبيعية (كما يصور بعض الليبراليين مرددين أصداء نظرية فوكوياما التي تراجع هو نفسه عنها. بالنسبة الى غرامشي, تبدو المنظومات الأيديولوجية خارج ما هو تاريخي، فتُعتبر بِنَى النظام الرأسمالي طبيعية حتمية كحتمية جاذبية نبوتن. بعبارة أخرى, فإن القهر والاستلاب قدر لا مفر منه:ما فرقهم عن المتدينين؟ الليبراليون قدريون ميتافيزيقيون, بالرغم من, او بالأحرى, بسبب تلبس ايديولوجيتهم لباس الطبيعة. ولكنهم وجه المرأة الأخرى لتبرير القهر والفقر والفوارق الطبقية.انهم ازاحوا الرب وابدلوه بالطبيعة, المرفوعة الآن الى مصاف الرب, والنتيجة سيان ط.ا. )".

في محاضراته الأخيرة ، أوضح فيبر Weber نظرية قوية للعقلنة الرأسمالية (Collins, 1980). فيصورها على أنها نظام يهدف إلى توفير الاحتياجات البشرية بفضل "التنظيم الريادي لرأس المال، العقلانية التكنولوجية والعمل الحر والأسواق غير المقيدة (Collins، 1980: 925). هنا، إن صعود البيروقراطية أمر محوري لأن الأخيرة مسؤولة عن تنفيذ وإنفاذ نظام محسوب من القوانين جنبا إلى جنب مع مفهوم المواطنة.

الثورة الفكرية ومفهوم التقدم
كما يؤكد العديد من مؤرخي الفكر أو الاقتصاديين أو علماء الاجتماع، فإن فهم الرأسمالية يتطلب بحثا واسعًا في التاريخ وتاريخ الفكر. بعد قولي هذا، هناك إجماع كبير على وضع الرأسمالية في قلب التقدم أو الحداثة.

كما أشار Lash (2004)، تتوافق هذه الثورة مع التحول من تصور فوضوي عرضي للذرة إلى حالة فيها أصبحت الطبيعة مكانًا للتبادلات. في ضوء "التنوير". بدأت اصطدامات وتبادلات الفوضى في تشكيل أنماط وقوانين. يتضح هذا بشكل صحيح من خلال النقد الكانطي للميتافيزيقا، حيث تقتصر الميتافيزيقيا على حالة-شرط الفهم. باختصار، شهد القرن التاسع عشر نظامًا علميًا وميتافيزيقيًا جديدًا يحتفي بمفهوم العقل أو ، كما يؤكد
Xing and
Hirsh (2004)،
إنه تحول من "عصر الإيمان" إلى "عصر العقل".
في الوقت نفسه، حدثت تغييرات كبيرة في المجال السياسي. يلاحظ فيبر أن تك الفترة تميزت بنضال البرجوازية للسيطرة على المؤسسات السياسية وبالتالي توسيع أنشطتها الاقتصادية. ومع ذلك، تمشيا مع مبادئ التنوير، تم تصميم المؤسسات الجديدة لإشاعة أفكار الديمقراطية والمواطنة
والحرية، وبالتالي تشجيع مشاركة الناس في النظام.
باختصار، تميزت مجتمعات ما بعد التنوير بالإيمان المطلق بالعلم والعقل، وتحرير البشرية من المعتقد والاحتفاء بالديمقراطية. لأول مرة في تاريخها، كان يعتقد أن الإنسانية تكون قادرة على تقرير مصيرها، وولادة فكرة التقدم.
وبالتالي ، فإن التقدم هو مفهوم تطلعي تهدف ركائزه، العلم والديمقراطية، في نهاية المطاف إلى ضمان رفاهية البشرية من خلال الحرية والسيطرة على الطبيعة.

الرأسمالية كدين: تعريف الدين
تقليديا، يتكون الدين أو اللاهوت من دراسة المتعالي transcendent أو الميتافيزيقي.

في الأشكال الأولية للحياة الدينية The Elementary Forms of the Religious Life، يعرّف Durkheim الدين بأنه "نظام معقد إلى حد ما من الأساطير والعقائد dogmas والطقوس والشعائر، أو بعبارة أكثر بساطة، نظام من المعتقدات والطقوس. في هذا المعنى تتكون المعتقدات من الآراء والتمثيل وتحدد الطقوس أساليب الفعل. يضيف عالم الاجتماع الفرنسي بملاحظة ارتباط الظواهر الدينية عمومًا ب
(1) ما هو خارق للطبيعة، (2) الألوهية، (3) الإيمان بالكائنات الروحية.

يعرّف بورديو السلطة الدينية بأنها
‘the authority to modify
in a deep and lasting fashion, the practice and world-view of lay people
through the absolutization of the relative and legitimation of the arbitrary’ (Verter, 2003:153)
"سلطة التكييف، بطريقة عميقة ودائمة، لرؤية العالم من فبل الناس العاديين من خلال إضفاء الطابع المطلق على النسبية وإضفاء الشرعية على التعسفي". بعبارة أخرى، يفترض أن الدين يحدد فهم البشر للعالم وتفكيرهم وخاصة العالم الاجتماعي.

يقوم الدين بذلك عن طريق فرض نظام من الممارسات والتصورات (رأس المال الاجتماعي) الذي يقدم نفسه على أنه البنية الطبيعية الخارقة للكون natural-supernatural. في هذا الإطار، يكون الاحتياج الديني إكراه داخلي يسعى فيه الشخص إلى فهم العالم, أو وضعه بأسلوب هيدجري ، التعبير عن الحاجة إلى السببية.
الرأسمالية دين؟

في مقال قصير, يعلن فالتر بنيامين أن الرأسمالية يجب أن تُعالج بكونها "دين طائفي بحت"، أي أنها لا تناشد عقيدة أو علم اللاهوت. الإجراءات الاجتماعية (الطقوس والاحتفالات)،
يجادل بنامين، هي الأشكال الوحيدة للعبادة، مما يعني أن الأخيرة هي فقط عملية، وبالتالي غير متعالية non-transcendental .

أصالة الرأسمالية, حسب بنيامين, تكمن في حقيقة أنها ليست تكفيرية ولكنها منتجة للشعور بالذنب (إنها مسبب رئيسي للكآبة والقلق باعتبار إن الشخص يعتبر عوزه المادي فشلا متأصلًا فيه وليس نتيجة ظروف اجتماعية. الأمراض النفسية, الى حد بعيد, صنيعة أيديولوجية. والطب للنفسي هو المبرر العلمي-طبي للأيديولوجية).
على الرغم من أن هذا النهج رائع ، إلا أنه يعاني مع ذلك من عائقين مهمين. باختصار، انه يفشل بالتعرف على الطبيعة اللاهوتية والتكفيرية للرأسمالية.
يتبع

---------
المصادر في نهاية المقال



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية: هتلر والميكيافيليون!
- ميا خليفة والأباحية المحجبة!
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 64
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 63
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 62
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 61
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 60
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 59
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 58
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 57
- التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 56
- -هل يمكن لإسرائيل أن تكون ديمقراطية للجميع؟-
- حرية أسانج حريتنا كلنا!
- الماركسية, كوبا, والدعارة 5/5
- الماركسية, كوبا, والدعارة 4
- الماركسية, كوبا, والدعارة 3
- الماركسية, كوبا, والدعارة 2
- الماركسية, كوبا, والدعارة 1
- لم يكن هناك في التاريخ حاجة أكبر لحركة كبيرة مناهضة للحرب
- -ميركل: ساعدت اتفاقية مينسك على كسب الوقت لإعادة تسليح أوكرا ...


المزيد.....




- فيديو مراسم ومن استقبل أحمد الشرع عند سلّم الطائرة يثير تفاع ...
- نانسي عجرم وزوجها يحتفلان بعيد ميلاد ابنتهما..-عائلة واحدة إ ...
- -غيّرت قراراتنا في الحرب وجه الشرق الأوسط-.. شاهد ما قاله نت ...
- ماذا نعلم عن الفلسطيني المقتول بالضربة الإسرائيلية في الضفة ...
- باكستان: مقتل 18 جنديا و23 مسلحا في معركة بإقليم بلوشستان
- واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة الس ...
- قتلى وجرحى في غارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية
- أحمد الشرع إلى السعودية في أول زيارة له خارج البلاد
- ترامب يشعل حربا تجارية بفرض رسوم تجارية على كندا والمكسيك وا ...
- -الناتو- يطالب ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - الرأسمالية كدين 1!