عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 18:53
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
حين ينحرف اليسار إلى الوسط، وحتى الى يمين الوسط، ويتخلى تدريجيا عن مهمته التأريخية في ردم الفجوات الهائلة بين الفئات الضيقة فاحشة الثراء، وباقي شرائح المجتمع، فاحش الثراء،
حين يشارك اليسار اليمين الأحتفال بارتفاع متوسط دخل الفرد في البلاد، ويسوق ذلك على انه من بشائر الجنة الأرضية الموعودة، متجاهلا، أن هذا المؤشر يعتم على حالات الحرمان والأحباط التي تعيشها الأغلبية التي ليس لها من مظاهر الثراء سوى صوره التي تستفز بها الأقلية الثرية مشاعر الأغلبية، التي تنحدر مستويات معيشتها باستمرار،
حين يهمل اليسار كل ذلك وينشغل بقضايا مثل تأمين موافقة الأباء والأمهات على استدراج أطفالهم القصر الى عمليات تغيير الجنس، ومباركة علاقات الجنس الواحد، وأعتبار ذلك وغيره من القضايا الهامشية هي الصراعات الأساسية في المجتمع.
حين يغيب موضوع الصراع الطبقي، ويدان كل من يشير إليه كعملية موضوعية تعتمل في مرجل التناقضات الاجتماعية مهما غطاه من رماد، لابد أن ينفجر الصراع الطبقي بطريقة مشوهة مدمرة مثل ما نشاهد حاليا في شوارع وساحات باريس والمدن الفرنسية الأخرى.
ما يجري في فرنسا ليس أضطرابات عرقية أو دينية. أنه الصراع الطبقي المشوه يا سادة .. أنه الصرع الطبقي أيها اليسار المشوه المتخلي عن دوره التأريخي.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟