عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 12:24
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مع الأسف فأغلب مثقفينا لم يساهموا ولو بالجزء القليل من التضحية بامتيازاتهم الطبقية لصالح ثقافة تحررية في الميدان من أجل مصلحة شعوبنا . فبقيت ثقافتهم نخبوية يخاطبون بها فئة قليلة من المحضوضين اجتماعيا . كل ذلك من أبراجهم العاجية .هذا إذا قارناهم بمن استفادت شعوبهم من عظماء الفكر التنويري من أمثال منتيسكيو وديدرو وروسو موليير ومنتين وهيغو......بالرغم من كونهم ليسوا إلا منظرين للبورجوازية الصاعدة فتصدوا للخرافة والتضليل والسلطة الدينية بكل ما أوتوا من قوة تحررية . فسخروا الفكر والعقل من أجل علمنة مجتمع كانت للكنيسة فيه السلطة السياسية والاقتصادية والثقافية المطلقة . صحيح أن شروط التطور تختلف بشروط التناقضات الداخلية لتلك المجتمعات بالمقارنة مع مجتمعاتنا ذات التشكيلة الاقتصادية المتعددة .ونتيجة لارتباط "البورجوازية" في الوطن العربي بالسلاطين وبلاطاتهم . فعدم انفصالها هذا جعلها دائما تحت الوصاية الدائمة للسلطة الحاكمة حتى ولو حاولت الانفلات عنها في بعض الفترات فإن ذلك يبقى مجرد استثناء والاستثناء كما هو معروف لايلغي القاعدة.هذا واقع خاص ومر لاينكره أحد لكن على الأقل سجل التاريخ العربي لمفكرين من ساهموا في خلخلة البنيات الثقافية المظلمة فدفعوا أرواحهم وحرياتهم ثمنا لذلك من أمثال الفارابي وابن رشد وابن سينا وابن المقفع والحلاج والمعتزلة وابن خلدون. .....في العصر الوسيط . والعقاد والمعري وأبي تمام والمتنبي والبحتري ....... وفرج فوذة ومهدي عامل وحسين مروة وطيب تزيني ونصر حامد أبو زيد وسلامة موسى وقاسم أمين وبدر شاكر السياب وخليل مطران وخليل جبران وميخائيل نعيمة والشابي .......في عصر النهضة العربية بعد النكبة وتأثر الفكر العربي بحركات التحرر العالمية.
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟