أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - وريث باوه طاهر شعرا..














المزيد.....


وريث باوه طاهر شعرا..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


# هو الصفار حسين صفر رحيم عزيز الملقب ب(أستا - أُوسطه) حسين من الشعراء المقلّين ، والمنسيين في تراثنا الأدبي الشعبي، تناولت أشعاره الحكمة و الغربة والحنين ،وكاد يُنسى شعره ومواعظه و باقات حكمه إلى الأبد مع تجاويف الزمن ،لولا أني تذكرت شيئاً من أشعاره وحكمه , بعد 45 سنة من ارتحاله الى الملأ الأعلى،وكنت آنذاك يافعاً في الرابعة عشر من عمري عام 1959. . حيث كنت استمع الى أشعاره ومواعظه عندما يجتمع أقرباؤنا من الرجال عصراً في رأس المحلة "قلعة بالي" بدل المقهى، ويتحدثون عن كل شيء بصورة عفوية، أحاديث مختلفة .. ، أو في ليالي الشتاء الباردة حيث نجتمع حول موقد النار المغطّى ببطانية أو بـ"جاجم"الدثار المحلي والمسمى هذا الوضع بـ"الكرسي" و نحن نتناول شيئاً من التمر المعروف بـ"الأشرسي" مع الجوز الآتي من كوردستان .. وهكذا تعلقت في ذهني بعض تلك الأحاديث بما فيها الأشعار و الأمثال و القصص . . و ها بعد سنين طويلة شعرت بأهمية هذا التراث ،و هذه الأشعار النادرة لكونها تعبر عن مرحلة من حياة شعبنا و أهالينا، والتي يجب حفظها للأجيال ؛ مما دفعني إلى التحري والبحث عن أشعاره ونبذة عن حياته ( رحمه الله ) من أفراد عائلته وغيرهم ،و الحمد لله حصلت على الشيء اليسير ، لكنه مهم بالنسبة لي، متأملاً الزيادة لإتمام الفائدة.

نبذة عن حياته

ولد "أُستا -أسطـه" حسين في مدينة “كويسنجق" في كوردستان العراق حوالي سنة 1880 م . . بناء على أحاديثه عن الحروب والانقلابات التي عايشها وجرت في دول المنطقة "ايران،تركيا،العراق" واسمه ( حسين صفر رحيم البياري) والمشهور بـ ( أستا حسين ) لأنه كان صفاراً ماهراً لا يجاريه أحد من أقرانه في هذه الصنعة... وبحكم عمله كان يتنقل بين العشائر الكردية للعمل في فصل الربيع، بين البلدين ايران والعراق على الدواب مصطحباً معه اثنين من أبناء اخوته يدعيان "سعيد وعلي" في رحلته الأخيرة... حطَّ رحاله في مدينة خانقين و مكث فيها فترة طويلة للعمل ، واطلع على العادات والتقاليد الشعبية فيها،كما أتقن لهجتهم أيضاً . . وخلال هذه الفترة ،اكتسح البلاد الوباء المعروف . .فانتزع منه صغيريه ( سعيد وعلي ) حيث دفنا هناك ، هنا قرر عدم العودة الى أهله و زوجته وطفلته بفعل تلك الفاجعة وشدة وقعها و هولها عليه، فوق هموم الغربة عن أهله و ذويه ؛ وظل متنقلاُ من قرية الى قرية ،ولا أحد يعلم بمصابه الأليم ، إلى أن استقر به النوى في قضاء مندلي ليسكن في محلة قلعة بالي ، ولكنه انبرى كالحكيم الذي لا يستسلم للمحنة و سنابك خيلها الى نهاية المطاف.
فاستقر في هذه المدينة المتواضعة لأسباب كثيرة منها جمالها و أناسها و بيئتها الكوردية ، هذا وكان قد ادّخر شيئاً من المال ،فابتاع به داراً واسعة لسكنه ، ثمَّ اقترن باحدى بنات المحلة .. وبدأ بتكوين نفسه من جديد مستفيداً من المثل الكوردي الدائر "سال نو، دال نو" و يعني "عام جديد، وحظ جديد" أو كما يقال:" لا يردّ الميتَ البكاءُ عليه " . . ليواصل مسيرته في الحياة بإيمان وجديّة و يطوي صحائف الألم و السأم.
كان رجلاً طويل القامة ، أبيض اللون ،ذا شاربينِ غليظينِ نوعما، طيباً ملتزماً بأمور دينه ،يتردّد على الجامع الكبير لأداء الفرائض،والمشاركة في المناسبات الدينية لا سيما المناقب النبوية الشريفة .كان "رحمه الله" قليل الكلام ،لم يمزح أبداً،و لا يسمح به في حضوره، واذا تحدث قال حكمة بليغة، أو موعظة حسنة ، أو حادثة قصيرة ، أو شعراً لطيفاً ،أو مثلاً مفيداً ،و هكذا ،وكان كلامه واضحاً جداً خليطاً من لهجات المدن التي مرَّ بِها خلال حلّـه و ترحاله بين العشائر و القرى الكوردية و العربية و التركمانية من كويسنجق الى سنندج و بانه وقصر شيرين وكلار وكفري وخانقين ثـمَّ مندلي . وبذا كان كلامه ذا نكهة خاصة يدخل القلب كما يقال بلا جواز ، إضافة الى لغة الأم الكوردية ، أتقن العربية والتركية والفارسية .

نماذج من اشعر:
بعد البحث والتحري من أبنائه و أحفاده وجيرانه حصلت على مجموعة من أشعاره اللطيفة و أمثالـه ،و شيء من حكمه وباللهجة الكوردية طبعاً ويمكن تصنيف أشعاره الى :
1 ـ أشعار دينية عرفانية
2 ـ أشعار اجتماعية وجدانية
3- أشعار حكمية وعظية
ومن أشعاره الوجدانية التي تعبر عن حالات الغربة والحنين إلى مسقط الرأس و الأهل , ومراتع الصبا،قوله :

إلامَ انتظر تحت ظلال الأشجار الباسقة ؟
و إلامَ أتحمّلُ ثقل الغربة ،ودائها ؟. .
و إلامَ انتظر تحت ظل النخيل ؟
و أتحمّلُ دلال الآخرين . .
آه من غربة الوطن . .
أشعلتْ في رأسي شيباً
هل يا ترى!! أرى أحبابي ..
وأكحّل عيني بتراب قريتنا الكبيرة .
إيلامَ انتظرُ . . لقد طال الانتظار.
أأنتظرً أم أكتفي بالرسائلِ فقط !!
أواخر حياته

كان يسرد تاريخ الانقلابات والحروب .. ويصف الملوك و الأمراء الذين توالوا على الحكم،و ذلك بحكم أسفاره الكثيرة بين الدول الثلاث "ايران،تركيا ،العراق" وكان يتحدث بحماس عن القاضي محمد و جمهورية مهاباد و عن دور الزعيم الملا مصطفى البارزني الخالد .. فأدرك ثورة 14 تموز 1958 وقال عنها أشياء لم أتذكرها حيث كنت صبياً و أنا استمع الى أحاديثه الجميلة. .ولكنَّ الذي أتذكره إنه كان يحب عبد الكريم قاسم قائد الثورة ،ومعجباً به،و قال عنه شعراً خلال سياق أحاديثه عندما يسمع شيئاً ،أو يرى صورته مرتدياً بزته العسكرية.
توفي " رحمه الله " شتاء عام 1959 ودفن في مدينة النجف الاشرف ، حسب وصيته رغم انه كان شافعي المذهب .
وله ذرية صالحة بلغ تعدادهم أكثر من 150 فرداً يسكن غالبيتهم في العاصمة بغداد ،و ديالى و السليمانية و كركوك،والرمادي ،والكوفة ،وكربلاء المقدسة و بيجي، ومنهم من استقر في المهجر بريطانيا وإيران،و هولندا بينهم أطباء ومهندسون وأدباء و فنانون و مدرسون يعملون بجد و مثابرة لبناء عراقنا الجديد،ولينعم شعبنا المظلوم في ظلاله بعزّ و سؤددٍ.و أمانٍ.
هذه كانت نبذة يسيرة عن أحد شعرائنا الأكراد المنسيين .
1/12/1990م - المهجر



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف شعر لا يساوي حبة شعير ..
- لمحات اجتماعية من قزانية - مندلي /105
- كيفية التكامل في نبضات البستي
- شاعر يا سائلي عن مندلي
- عريضة مندلاوية الى أستانة التركية..
- الملاية نوركة و البستان..
- قانوني من السوق الصغير..
- السجاد الكوردي الراقي ..
- حتميّة الانتصار..
- نصرت المندلاوي..
- مدينة كانت هناك !!!!...
- الغولُ و العنقاءُ..
- صنوفُ السديم ..
- الحقيبة اللغوية..1/2023م
- حدَّثني أحدُ الجدرانِ..
- آنسة الطبابة..
- فهرست (ج2) للموسوعة / من 51 - 100
- فهرست (ج1) للموسوعة / من 1- 50
- .ذاكرة نوروزية بمندلي
- شاعر و مربٍ من مندلي


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - وريث باوه طاهر شعرا..