|
أقصى أنواع الظلم أن يعبث إنسان بآخر
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7650 - 2023 / 6 / 22 - 00:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1/ إن إمكانية تغير اسمك وعنوانك وجنسيتك ودينك و لغتك تعني بكل بساطة أن كل ذلك مجرد اختراعات بشرية. فلا إسم لك أصلا ولا جنسية ولا دين ولا لغة ولا عنوان، بل كل ذلك مجرد إختيارات فرضها عليك البشر دون إرادتك. كما أن وجودك أو ولادتك في هذا المكان أو ذاك كان محض صدفة وليس إختيارا منذ الأزل، بل إرتهانا لتواجد إثنين من البشر في مكان معين قررا إحضارك إلى الوجود. حتى الزمن و السنوات والإعداد والساعات والثواني والدقائق ليس لها وجود إلا في خيالنا، فعمرك ليس في الـ20 أو 30 عاماً أو غير ذلك بل مجرد رقم وضعه لك بعض البشر، لأن بكل بساطة لا أعمار ولا تواريخ موجودة في الكون بشكل طبيعي، بل صناعي من خيال الإنسان المتقدم و الخلاصة نحن صنعنا وهما محكما ومتطورا كي نعيش في حياة لا إسم لها ولا معنى ولا هدف لها ولا غاية، بشكل منظم ودقيق ومرتب هكذا تبدو الحقيقة فيما لو نظرنا إلى الأمور من منظور فلسفي بحت 2/ الكلمات دوما لا تفي بالغرض و لا تسعف التعبير، يجب أن تعيش بداخلنا حيث يكمن فيه العمق الحقيقي و ليس الوصف 3/ عندما تجد مخترع الهاتف والمكيف في جهنم ومخترع الحزام الناسف والحبة السوداء في الجنة فآعلم يقينا بأن الجنة مكان خطير 4/ أقصى أنواع الظلم أن يعبث إنسان بآخر 5/ توقف عن جعل البشر التافهين مشهورين 6/ الإنسان يبحث عن حقيقة الكائنات الفضائية و ينسى بأنه هو أصلاً كائن يعيش في هذا الفضاء أي أنه هو الكائن الفضائي ! 7/ ما تفعله خلفي إستغفالا بي سأفعله أمامك إستهزاءا بك 8/ أليس ما تسمونه بالزمن الذهبي هو زمن القمل و الصيبان و الجذري و الجوع و التغوط خلف التين الشوكي و المسح بالحجارة اللاهبة ! 9/ لا يشرفني الإنتماء إلى قرية تغتصب جحوشها على قارعة الطريق في عز الظهيرة 10/ إن كنت لا تطيق رؤية رجل مثقف، طموح و مرح، فغض بصرك كما تغضه عن الجاهل و المتملق و الفاشل 11/ يقول صديقي أن سبب إنقطاع صلة الرحم بين الأقارب هو زيت الزيتون ! و أنتم يا معشر المعصورين ما رأيكم 12/ الحزن يتولد من خيبة الأمل بشيء ما، أي شيء مادي تم التعلق به، سيولد حزن، لأنه لا يبقى شيء مادي، و الماديات كلها الى زوال كما هو معلوم، هذه هي طبيعة الحياة، لذلك الحقيقة مؤلمة للإيجو لأن الإيجو تعزز ذاتها بالماديات و الأوهام الزائلة، الحقيقة تؤلم الأنا وتحرقها فيتولد منها أشكال مختلفة من المعاناة كالحزن والقلق و الإكتئآب و المرض والعجز والحاجة، فكلها أشكال مختلفة تعكس لنا وتنبهنا للحقيقة الباطنية المتجردة من كل مادة أو شخصية. 13/ النفاق هو الذي يجعل الناس سعداء أما الحقيقة فتجعلهم يشعرون بالحزن 14/ سلاما للذين لا يقولون ما يعرفون أنني أريد سماعه و لكن يضعون بضع أسطر عما يزاور عقولهم. أنا أقدر الأشخاص الذين لا يتصرفون بتأليف شديد، الذين يظهرون جوانبهم المظلمة والطفولية والمجنونة المكسورة حتى عندما يقول الإله أنه ليس من الجيد النظر إليه. سلاما للذين يظهرون نقاط ضعفهم بجرأة، الذين يتلون حقيقتهم بالرغم من أنها أغنية للآذان الآخرين. يسطرون حقيقتهم رغم كم كونهم يبدو غير جذاب. سلاما للصادقين في صلاتهم مع ذواتهم، الذين يشعرون أنهم ضائعون قليلا في وجودهم و عدمهم. سلاما للذين يظهرون معادنهم الأزلية بغض النظر عن مدى إختلافهم عن العالم، بغض النظر عن مدى غير معتاد. بغض النظر كم مبعثر. بغض النظر عن كم هو غير مؤكد وغير مألوف. هذا العالم لديه الكثير من الرؤى الظاهرية والباطنية، أنا معجب بالأشخاص الذين يتمتعون بإرادة قوية ليثبتوا وجودهم كحقيقة غير معتذرين عن تجربتهم في هذا الوجود 15/ أستطيع أن اقول لك إن الماتريكس الظلامي ملتصق بكل شيء وأن كل ما تقرأه أيًا كان مصدره ولو درويشا يلقي عليك شباكا ليصطادك ويشعرك بأنك معني وأن بك " مشكلة " ما. مالم تكن منتبها فسيتم تغذية عقلك بأن هنالك شيء ينقصك وإنك بحاجة إلى الدوران مجددا من أجل تطهير مزيف، وكأننا نسير في ممشى أبدي من البحث عن معنى. حالة جنونية تماما من السحر تحبسك في دوائر مغلقة ولا نهائية، أنت المعنى ولا شيء يعني آخر، أسكن وراقب كل الأفكار والمشاعر حولك تنهار حتى قبل أن تقوم، ثم أنفض الغبار من حولك و إنطلق بعدما تكون قد إستمتعت بالعرض 16/ الخوف من البؤس والمعاناة هو الذي يجعل الجهلاء يتدافعون للدفاع عن بؤسهم ومعاناتهم لأنهم غير واثقين بقدرتهما على الصمود بوجه نجاحات و إنتصارات الألمعيين و النوابغ و التي تمكنهم من حياة كريمة مرفهة بعيدا عن ضجيج الغوغاء و صراخ القطيع في أعماق جب القهر و التحسر في أزقة أحياء العوالم السفلى الشبيهة بمعسكرات النازية بحيث لا يمكن لأحد مغادرتها إلا ميتا 17/ دخلت حياتي فأعطتني بريق الأمل لغد جديد، لطعما و مذاق أحلى من الشهد و أصفى من العسل 18/ إلى كل من يريد التدخل في خصوصيات غيره أو فرض رأيه على الآخرين تقبلوا مني هذا الأوسط المنتصب الذي يقرأكم أجمل التحايا و سلام 19/ مجموعة من النعامات الهاربة، الجبانة حتى النخاع تدس رأسها في التراب أو تبقى في حالة فرار مستمرة هكذا هم، و عندما تبدأ بالتكلم يظهرون فجأه ليتكلموا عن الدنيا و الآخرين والناس والمجتمع، لا شيء بين كلماتهم مثل " أنت " أنت آخر همهم فكل همهم إرضاء الآخر 20/ يتكلمون بصوت الله وهم ورثوا دينهم عن آباءهم، كهنة بدون عمائم، و أكفان مهلهلة تعبث بها الريح و تمائم موقوتة على الغدر و الموت 21/ لتعيش بائسا وسط مجموعة من الذئاب التي تريد أن تنهش لحمك، فأنت خلقت هكذا عبثا، ولا يحق لك إلا أن تموت بين فكي الذئب لأن نظام الغاب هو ما يحكمهم لا قانون الروح الإلهية والسماء. جنود مجندة للظلام 22/ إياك أن تسلم أذنك لمثل هؤلاء، هم لم يتعلموا مواجهة مخاوفهم يوما فضلا عن أن يعلموك شيئا، هم في العمق لا يعرفون كيف يحبون أنفسهم مطلقا ولا يمكن أن يفهموا كيف تكون عزيزا في ذاتك وحرا لتخرج من لعبة الإختباء تحت الأرض، فماذا لو خبأت رأسك الصغير في الأرض وجسدك كله ظاهر لأعدائك 23/ الحقيقة واضحة فأنت لم تخلق لدس رأسك في التراب بل لتعيش الحياة ملأ رئتيك. أنت عبد الله ولست عبدا لأحد 24/ إذا لم تنفعك الفلسفة في مواجهة أشد ظروف الحياة قسوة وضراوة، فمعناه أن دراستك لها، إن كنت تدرسها مجرد مضيعة للوقت وعليك أن تعيد النظر في أسلوب التعلّم، ثم إنك قد لا تحتاج إلى الدراسة الأكاديمية المتخصصة إذا رغبت في تعلّم فلسفة الحياة، أو تأثير الفلسفة في حياتك، ليس فقط لأن الإنسان أفضل معلّم لنفسه، أو لأن الحياة أفضل معلّم للحياة، بل لأن الطابع التقني والنظري لتدريس الفلسفة قد أفقدها القدرة على تعليم الحياة، وجعلها مجرد فرصة لكي يتباهى المتعلّم بأنه يتكلم عن الفلاسفة أو يتكلم مثلهم. ولذلك لم يكتسب كثير من دارسي الفلسفة من دراسة الفلسفة غير وهم امتلاك المعرفة، ما جعلهم صيداً سهلاً للنزعات الأصولية والشمولية، نقول عنهم باختصار إنهم ضحايا ثقافة النصوص، والأمثلة كثيرة وشهيرة. 25/ أنزل على إبراهيم كبشا مجانيا ثم ورط الفقراء في ثمنه
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يتدخل الناس في ما لا يعنيهم دائما
-
أنقذ ما تبقى من سنين عمرك المهدور
-
جحيم المسلمين و نعيم الكافرين
-
أكبر عدوا للإنسان هو الإنسان نفسه
-
أيها الوغد تمتع بحياتك قبل فوات الآوان
-
هل أصبحت سعادتي تزعجكم أيها المزيفون
-
إطمئن لن ترى سقوطي حتى في أحلامك
-
صفقوا يا إخوان فقد إنتهت المهزلة
-
الطبيعة بقوانينها هي العقيدة
-
لا تتعمقوا في الأشياء لأن نهايتها الندم
-
أنا لسان حال إنسانيتكم التائهة
-
الحياة لعبة أكبر من الجميع
-
هل لكم جزء من هذه الصفات التي أكرهها
-
الرَّد المُتأخِّر يُفسِدُ شَغَفَ الحكمة
-
أرى أكثر مما أقول وأقول أقل مما أعتقد
-
لا تخشى من الموت، أخشى من حياة ميتة
-
أقسم لك أنه لن ينفعك أحد في هذا العالم
-
لن تنالوا مني يا أولاد الأفاعي
-
أنا لا أبيعك الأوهام ولكن أشاركك الإلهام
-
طالب الحب فاقده وفاقد الحب لا يعطيه
المزيد.....
-
مشهد ناري مضاء بالمشاعل على مد النظر.. شاهد كيف يحيي المئات
...
-
من الجو.. نقطة اصطدام طائرة الركاب الأمريكية والمروحية العسك
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الرهينة الإسرائيلية في قطاع غزة
...
-
ضغوط وحرب نفسية وسياسية.. ما المراحل المقبلة من تنفيذ اتفاق
...
-
سقوط قتلى إثر تحطم طائرة على متنها 64 شخصا بعد اصطدامها بمرو
...
-
تواصل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دعوة حكوم
...
-
تحطم طائرة ركاب تقل 64 شخصًا بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في
...
-
مبعوث ترامب يوجه رسالة لمصر والأردن
-
أنباء عن وجود بطلي العالم الروسيين شيشكوفا وناوموف على متن ط
...
-
شبكة عصبية صينية أخرى ستضرب إمبراطورية ترامب للذكاء الاصطناع
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|