أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - متغيرات لانضاج حل الزمة السورية














المزيد.....

متغيرات لانضاج حل الزمة السورية


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7648 - 2023 / 6 / 20 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متغيرات لإنضاج حل الأزمة السورية
لقد ساهمت عودت سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وتطبيع علاقاتها مع أغلب الدول العربية، وخصوصا مع المملكة العربية السورية، والامارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية وغيرها، لتحفيز بعض المتغيرات ذات الصلة بالأزمة السورية، والتي يمكن ادراجها في سياق إنضاج حل متوافق عليه للأزمة السورية.
كان فاتحة هذه المتغيرات ما عرف بمبادرة الإدارة الذاتية لشمال شرق سورية والتي اقترحت فيها، لأول مرة، إقامة نوع من الشراكة مع الحكومة السورية في إدارة الموارد الاقتصادية في المنطقة كنوع من تشجيع الحكومة على الدخول في مفاوضات جدية ومسؤولة للبحث عن مخارج ممكنة ومحتملة من الأزمة السورية.
المتغير الأخر يتعلق بتسوية أوضاع المطلوبين لأجهزة النظام الأمنية في محافظة درعا، وهو لافت في شموليته واتساع نطاقه، وسرعة تحققه في الآونة الأخيرة بعد انعقاد مؤتمر القمة العربية الذي شاركت فيه سورية. من المعلوم ان العداء للنظام بين سكان محافظة درعا كان واسع النطاق، ظهر ذلك جليا في الانتخابات الرئاسية السابقة، إذ قاطعتها الغالبية الساحقة منهم، هذا عداك عن استمرار عمليات العنف ضد قواته رغم المصالحات الشكلية التي أبرمتها مع بعض المجموعات المسلحة، مما جعل سيطرة النظام على المحافظة هشة إلى حد بعيد. إن التفسير المنطقي المرجح لاستجابة المطلوبين من سكان درعا، بأعداد كبيرة، لتسوية أوضاعهم من قبل الأجهزة الأمنية للنظام هو نتيجة تدخل بعض الدول العربية، وتحديدا السعودية والأردن، وتشجيعهم على ذلك، في تطبيق عملي لنهج الخطوة-خطوة الذي تم الاتفاق عليه في بيان عمان بتاريخ 1/5/2023. وبحسب بعض المصادر فإن هذه الخطوة التي حسبت للدول العربية، يتوقع ان يقدم النظام على خطوة تقابلها قد تتعلق بالإفراج عن بعض المعتقلين والموقوفين لديه، والمساعدة في كشف مصير المفقودين والمغيبين قسراً.
المتغير الثالث يتعلق بهيئة التفاوض المعارضة إذ أبدت استعدادها لقبول نقل المفاوضات من جنيف إلى دمشق، هذا عداك عن ابداء بعض المرونة اللفظية في خطابها. وتخبر بعض دوائرها بوجود مساع لإشراك ممثلين عن قوات سورية الديمقراطية، ومجلس سورية الديمقراطية، والتنظيمات والهيئات السياسية العاملة في شمال شرق سورية في هيئة التفاوض، وهي تجري اتصالات لتجاوز الفيتو التركي عليها.
المتغير الرابع، وهو لافت في توقيته وفي دلالته، ويتعلق باجتماع ممثلين عن المجتمع المدني السوري في الداخل والخارج في باريس برئاسة أيمن أصفري لتشكيل منصة تتحدث باسمه. دلالة هذا الاجتماع لا تتعلق بالمشاركة الواسعة نسبيا لممثلين عن المجتمع المدني السوري فيه، ولا بما قيل عن المنصة التي سوف يتم اطلاقها، إذ من المعلوم أن ثمة نوعا من منصة للممثلين عن هذا المجتمع ضمن طاقم الهيئة الاستشارية للسيد بيدرسون مندوب الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية. السؤال الأساس لماذا أيمن أصفري؟ ولماذا يعقد الاجتماع في هذا التوقيت؟
تعرفت على أيمن أصفري قبل نحو خمسة عشر عاما في دمشق، حيث مول انعقاد مؤتمر علمي مغلق لأجانب وسوريين لمناقشة أوراق بحثية شملت مواضيع اقتصادية وسياسية وغيرها. كان أيمن، في حينه، محسوبا من أصدقاء النظام، وكانت له استثمارات في سورية. بالمناسبة أيمن أصفري مواطن سوري من ادلب ويقيم في بريطانيا، وهو يملك ثروة تقدر بمليارات الدولارات ويدير شركات استثمارية تابعة له في العديد من الدول، ولع علاقات دولية واسعة جداً.
حافظ أيمن أصفري، في سياق الأزمة السورية، على رصانة محسوبة في معارضته للنظام، ولم يسعى إلى الأضواء، ولم تصدر عنه تصريحات نارية استفزازية كتلك التي هيمنت على خطاب اغلب قوى المعارضة في الخارج. لقد بقي أيمن أصفري طيلة سنوات الأزمة السورية السابقة خارج إطار تنظيمات المعارضة السورية، مع انه قدم مساعدات مالية لبعض تنظيمات المعارضة الوطنية. من المعلوم عن أيمن عداءه الشديد للإسلام السياسي، الإخواني منه أم السلفي، ويحسب نفسه ليبراليا ديمقراطيا، وبهذه الصفة وجد قاسما مشتركا مع المرحوم ميشيل كيلو، فعملا معا فترة وجيزة في أطار ما سمي بالمنبر الديمقراطي، لكنه سرعان ما تخلى عن ذلك.
إن التفسير الأكثر احتمالا في صدقيته لقبول أيمن أصفري الظهور تحت الأضواء، وأن يتزعم منصة للمجتمع المدني السوري واسعة التمثيل، في هذا التوقيت بالذات، بعد أن رفض ذلك خلال السنوات الإثني عشرة الماضية من عمر الأزمة السورية، هو إدراكه لجدية المساعي العربية والدولية لإنضاج الظروف لحل الأزمة السورية. ويمكن، في هذه الحالة، ان يشكل أيمن أصفري، الذي كثيرا ما عرف به الاعلام بحريري سورية، قاسما سياسيا مشتركا أعظميا بين النظام ومعارضيه، والأهم بين جميع الدول المتدخلة في الأزمة السورية. بلا شك تحتاج سورية لشخصية ودور أيمن أصفري، وامثاله من رجال الأعمال السوريين الوطنيين، في مرحلة إعادة توحيد سورية، واعمارها، وتحريرها من محتليها، وتأمين عودة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم. غير أن المدخل الوحيد المناسب لأيمن أصفري وللسوريين جميعا لكي يساهموا في انجاز المهام السابقة الذكر يتمثل في اجراء تغييرات شاملة وجذرية في النظام الاستبدادي القائم كمقدمة لبناء نظام سياسي علماني ديمقراطي لا مركزي.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في بيان جدة واعلان هيروشيما
- عودة سورية إلى الجامعة العربية: المكاسب والخسارات
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر
- في الحاجة إلى - زلزال- من نوع آخر
- القضية الكردية بين الحق وممكناته
- الحوار السوري - السوري كذبة كبرى
- تحولات السياسة التركية
- العلويون والرهانات الخاطئة
- مالا تجهر به روسيا عبر قنواتها الرسمية
- قراءة في قانون تجريم التعذيب في سورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثاني عشر
- أزمة اوكرانيا امتحان جديد للقطبية الروسية
- عودت رفعت الأسد وايقاظ الذاكرة
- قراءة في خطاب القسم
- قراءة في خطاب - الفوز-
- بايدن وترتيب اوضاع الشرق الأوسط
- الاستحقاق الدستوري القادم في سورية
- لثد صرت فاسدا ولصا اللهم فاشهد


المزيد.....




- السيسي يجري اتصالا هاتفيًا بترامب للاطمئنان على صحته بعد تعر ...
- سيلينا غوميز تحتفل بعيد ميلادها الـ 32.. نظرة على مسيرتها ال ...
- الجيش المصري: إنقاذ مركب هجرة -غير شرعية- على متنه 31 شخصًا ...
- مقتل عشرات الاثيوبيين بينهم نساء وأطفال جرّاء انهيارات طينية ...
- القتل تعزيرا لسعودي انضم إلى تنظيم إرهابي
- السيسي يهاتف ترامب ويطمئن على صحته بعد محاولة اغتياله
- ماسك يتحدث عن تحول نجله جنسيا.. -خدعوني وقتلوه-
- تمثل واجهة لسياحتها... شواطئ تونس مهددة بالانجراف الساحلي
- بعد واقعة كنتاكي.. ما هي جرائم الكراهية؟ وكيف يعاقبها القانو ...
- الإفراط في حماية الطفل يؤدي إلى نتائج عكسية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - متغيرات لانضاج حل الزمة السورية