سلوى ادريسي
الحوار المتمدن-العدد: 7648 - 2023 / 6 / 20 - 09:31
المحور:
الادب والفن
مرت شهور عديدة لم اجلس ،مثل تلك الجلسة الهادئة .
وضعت الأسطوانة في مكانها المناسب ،ثم تراجعت نحو الخلف وجلست في الأريكة المجاورة للنافذة،بدأ بتهوفن بالتحليق كفراشة ، إنها نشوة البدايات ،كاي شيء بدأ وينتهي فوق هذه الأرض ،لم تكن المرة الأولى التي أسمع فيها السمفونية السابعة،لكن لأول مرة أنتبه بقوة البداية ،وحيويتها...لكن سرعان ما بدأ الضجيج كأنني كبرت فجأة ،تلك الشابة التي كانت تسكنني تتلاشى مع كل نوطة موسيقية ،لم أكن أجلس فوق الأريكة ،ولا أملك أسطوانة لبتهوفن،كنت أقف أمام حوض الغسيل، اطفالي يتشاجرون ،الأكل يحترق ،أشم رائحته تزداد شيئا فشئا ، وأنا مستمرة في غسل الطبق تلو الآخر ، بدون وعين ..
أشعر أن جوارحي تتآكل وأنا أحاول العودة للركن الهادئ فوق الأريكة ..أر الأشجار وهي تتمايل من خلال النافذة ، وكلب الجيران يحاول تسلق الشجرة، لكن صوت طقطقة الأكل وهو يحترق تشوش أفكاري، هل أكمل الصحون ؟ أو أنظم للحفلة ؟ أكاد أجن !؟
استسلمت أخيرا لتلك النشوة ، طويت عالمي بيدي ورميته من النافذة ، لقد أصاب الكلب ، بدأ يئن بصوت حزين ،لكنني لم أعره أي اهتمام ، فصوت الفرقة الأوبرالية اقتحم المعزومة ، كأنهم يتشاجرون ،نعم تماما كما أفعل أنا وزوجي كل صباح ، كل شيء يدكرني بذلك العالم الذي ألقيته من النافذة ...ربما هي دعوات الكلب ..
#سلوى_ادريسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟